نظّم "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"، مساء أمس، محاضرة بعنوان "الصحافة بين بلادنا وبلادهم"، ألقاها الكاتب الصحفي اللبناني جهاد الخازن، في "قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" بمقر المركز في أبوظبي، وذلك بحضور الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"، وحشد من الجمهور والخبراء والمهتمِّين بالشأن الإعلامي، ونخبة من الصحفيين المحليين والعرب. وحول ما إذا كانت الصحافة الغربية تتعامل مع التحولات الإقليمية الراهنة بموضوعيّة، رأى الخازن أن الشق الإخباري يتسم بقدر كبير من الشفافية والحيادية، أما مقالات الرأي؛ فهي مسيّسة، وفقاً لتوجّهات الكتّاب والمحللين، وتخدم في معظمها مصالح إسرائيل، مضيفاً أنه يعتقد أن بعض الصحف الغربية تتعمَّد الخطأ في التعامل مع المشهد العربي، ولا سيما مع المشهد المصري عقب سقوط حكم "الإخوان المسلمين". وفي هذا الصدد أوضح الخازن أنه يتلقى يومياً رسائل إلكترونية من أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" ينفون فيها صفة الإرهاب عنهم، مستنكراً ذلك بالتساؤل التالي: "إذا لم يكن الإخوان المسلمون يقفون وراء الإرهاب الحاصل، فمن الذي يفعل ذلك إذاً؟ ربّما أنا؟!". وأشاد الخازن، في محاضرته، بتطوّر المشهد الإعلامي والصحفي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكِّداً أن الصحافة الورقية في الدولة، على وجه التحديد، مزدهرة، وأن ذلك يمثل انعكاساً لازدهار دولة الإمارات العربية المتحدة على كل الصُّعد، وفي جميع المجالات. وأعرب الخازن عن تقديره العميق للدور الرائد الذي يؤديه "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" في ظل إدارة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، من خلال استضافة النقاشات المختلفة التي من شأنها إثراء الفكر، ونشر الوعي، وتبادل وجهات النظر، وإحداث التقارب المنشود في الآراء بين المشاركين والحضور لهذه الفعاليات والأنشطة. وطالب الخازن بتطوير القوانين والتشريعات الإعلامية في الدول العربية لمعالجة الممارسات التي تتسبّب في تشويه السمعة الشخصية، والنَّيل من المكانة الاجتماعية للأفراد، لافتاً النظر إلى أن القانون البريطاني يضمن المحافظة على هذه الحقوق للأفراد، بينما في بعض الدول العربية مثلاً لا يحاسَب من ينشر أخباراً "ملفّقة" تسيء إلى آخرين؛ ما أسفر عن تزايد هذه الممارسات السلبية، وما ينتج عنها من تبعات، بشكل كبير. ورأى الخازن، في محاضرته، أن مستوى الحريات الصحفية يتفاوت من دولة عربية إلى أخرى تبعاً لعوامل واعتبارات عدّة، كما أن مردود هذه الحريات النسبية لا يبدو إيجابياً في مجمله، نظراً إلى وجود ممارسات تسيء استغلال سقف الحريات المتاح في بعض الحالات. كما شدّد المحاضر على ضرورة تطوير مهارات اللغة العربية السليمة لدى الصحفيين ابتداءً من كليات الإعلام ومعاهده.