بناء على توجيهات الرئيس السيسي| مدبولي يكشف عن تعديلات قانون الإيجار القديم    مجموعة "تحديد الهبوط"، الإسماعيلي يواجه غزل المحلة اليوم بالدوري    103 لجنة لاستقبال 29 ألف طالب بالدبلومات الفنية بمدارس قنا    أكسيوس: اقتراح أمريكي محدث لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة    وفاة شخصين في اقتحام مستودع للأمم المتحدة بقطاع غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الخميس 29 مايو 2025    إدارة ترامب تستأنف قرار محكمة فدرالية بشأن إلغاء الرسوم الجمركية    ب«193 مسجدًا و 9 ساحات».. الأوقاف تستعد لصلاة عيد الأضحى بالبحر الأحمر    بعد 50 عاما من الانتظار، اختراق علمي قد ينقذ أرواح الملايين حول العالم من بكتيريا قاتلة    «توقعات سعر الذهب 2025».. مصير المعدن الأصفر الشهور المقبلة بعد تصريحات بنك أمريكا    روبيو: سنبدأ في إلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين    إيلون ماسك يغادر إدارة ترامب    نتيجة الصف الثاني الإعدادي 2025 بدمياط بالاسم و رقم الجلوس.. تعرف علي الموعد و درجة كل مادة    بعد توجيه شيخ الأزهر.. صرف إعانة إضافية بجانب منحة عيد الأضحى اليوم    زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب إيران    4 أعراض لو ظهرت على طفلك يجب الكشف لدى طبيب السكر فورا    للعام الرابع على التوالي.. «مستقبل وطن» المنيا يكرم أوائل الطلبة بديرمواس| صور    الدولار ب49.75 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 29-5-2025    تنطلق اليوم.. جداول امتحانات الدبلومات الفنية جميع التخصصات (صناعي- تجاري- زراعي- فندقي)    طريقة عمل المولتن كيك في خطوات بسيطة    أمانات حزب الجبهة الخدمية تعقد اجتماعا لمناقشة خطط عملها ضمن استراتيجية 2030    الرئيس يوجه بتسريع تنفيذ مبادرة «الرواد الرقميون»    موعد أذان الفجر اليوم الخميس ثاني أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    مقتل سيدة على يد زوجها بالشرقية بعد طعنها ب 21 طعنة    النائب العام يستقبل عددًا من رؤساء الاستئناف للنيابات المتخصصة والنيابات    ثقافة أسيوط تقدم «التكية» ضمن فعاليات الموسم المسرحي    مثال حي على ما أقول    بعد فقدان اللقب.. ماذا قدم بيراميدز في الدوري المصري 2024-2025؟    «احنا رقم واحد».. تعليق مثير من بيراميدز    الإفراج عن "الطنطاوي": ضغوط خارجية أم صفقة داخلية؟ ولماذا يستمر التنكيل بالإسلاميين؟    الشركة المنتجة لفيلم "أحمد وأحمد" تصدم الجمهور السعودي    الزمالك يعلن إيقاف القيد مجددا بسبب الفلسطيني ياسر حمد    لحظة تسلم الأهلي درع الدوري (صور)    اليوم، انطلاق امتحانات الثانوية الأزهرية بمشاركة أكثر من 173 ألف طالب وطالبة    رئيس الحكومة يكشف كواليس عودة الكتاتيب وتوجيهات السيسي    رئيس «الشيوخ» يدعو إلى ميثاق دولى لتجريم «الإسلاموفوبيا»    طقس الحج بين حار وشديد الحرارة مع سحب رعدية محتملة    نشرة التوك شو| ظهور متحور جديد لكورونا.. وتطبيع محتمل مع إسرائيل قد ينطلق من دمشق وبيروت    5 أيام متتالية.. موعد اجازة عيد الأضحى 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    جانتيس: حكومة نتنياهو لن تسقط بسبب «صفقة الرهائن» المتوقع أن يقدمها «ويتكوف»    «كزبرة»يفتح قلبه للجمهور: «باحاول أكون على طبيعتي.. وباعبر من قلبي» (فيديو)    المحكمة الرياضية الدولية توضح ليلا كورة الموقف الحالي لشكوى بيراميدز بشأن القمة    وزير السياحة: بحث فرص زيادة حركة السياحة الوافدة إلى المقصد السياحي المصرى من صربيا    وزير السياحة: السوق الصربى يمثل أحد الأسواق الواعدة للمقصد السياحى المصري    موعد أذان فجر الخميس 2 من ذي الحجة 2025.. وأفضل أعمال العشر الأوائل    إنجاز تاريخي للكرة الإنجليزية.. 5 أندية تتوّج بخمس بطولات مختلفة فى موسم واحد    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الخميس 29 مايو 2025    ماريسكا: عانينا أمام بيتيس بسبب احتفالنا المبالغ فيه أمام نوتينجهام    الركوع برمزٍ ديني: ماذا تعني الركبة التي تركع بها؟    مروان عطية: نستحق التتويج بالدرع بعد موسم صعب    دليل أفلام عيد الأضحى في مصر 2025.. مواعيد العرض وتقييمات أولية    حكم الجمع بين نية صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان    أحمد سعد يزيل التاتو: ابتديت رحلة وشايف إن ده أحسن القرارات اللى أخدتها    محافظ قنا يشهد افتتاح الدورة الثانية من "أيام قنا السينمائية" تحت شعار "السينما في قلب الريف"    «زي النهارده».. وفاة الأديب والسيناريست أسامة أنور عكاشة 28 مايو 2010    بداية حدوث الجلطات.. عميد معهد القلب السابق يحذر الحجاج من تناول هذه المشروبات    ألم حاد ونخز في الأعصاب.. أعراض ومضاعفات «الديسك» مرض الملكة رانيا    اغتنموا الطاعات.. كيف يمكن استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة؟ (الافتاء توضح)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقيقة الطائرة المخطوفة التى تستهدف الضبعة
نشر في الوطن يوم 11 - 03 - 2014

طالعتنا إحدى الجرائد المصرية'التي أسعد بمتابعتها وقراءتها, يوم 26/2/2014 بمقال لكاتب وقصصي لطالما قرأت له واستمتعت بكتبه وقصصه. والمقال بعنوان " طائرة مخطوفة تستهدف الضبعة" ويبدأ مقاله بجملة "خبر مرعب يمكن أن يدوي في لحظة مستقبليه" وقوله "هذا مرعب والمسألة تستحق أن نرتعب" ويدعو فيه "المشير السيسي ألا يضع في برنامجه الانتخابي أي وعود بشأن المفاعلات الكهرونووية وأن يحيل هذا الملف إلى أول برلمان منتخب .فموضوع بهذا الحجم –على حد قوله– وبتلك الجسامة من المخاطر البيئية والبشرية والاقتصادية والأمنية لا يمكن أن يتحمل وزره شخص واحد حتى لو كان رئيس دولة".
والذي أعجب له أن هذا الكاتب علي ما أظن وأعتقد يوصي بعدم نشر أي مقال يفند آراءه أو يؤيد المشروع النووي المصري لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه وذلك في عدة صحف يكتب فيها وربما يتخذون منه مستشارا علميا لهم وخبيرا في شئون الطاقة. وتتناسى هذه الصحف ميثاق الشرف الصحفي وبحق الرد – وخاصة إن كان علميا – ويتناسون حق القارئ لهذه الصحف المحترمة في قراءة وجهات النظر المختلفة ليكون رأيا صائبا وعلى بينة. وربما يثبت المسئولون بهذه الصحف عدم صحة قولي هذا ويسمحون بنشر مقالي هذا على غير العادة. والغريب أن كاتب المقال يستشهد بفيزيائي ألماني ليس متخصصا في التكنولوجيا النووية ويكتب أيضا من وحي خياله وآرائه الشخصية.
وإليه وإلى عزيزي القارئ أضع الحقائق الآتية وهي حقائق علمية وفنية ومنطقية وليست خيالا أو قصصا مما ليس لي فيه أية خبرة:-
1. مواصفات المحطة النووية تقتضي أن يكون الغلاف الخرساني الحاوي للمفاعل النووي قادرا على تحمل إصطدام طائرة الركاب به وان تتحمل عواقب هذا الإصطدام بما لايمنع إعادة تشغيل المحطة النووية.
2. هل يستطيع سيادته- بذات هذا الخيال العلمي – توضيح تأثير اصطدام هذه الطائرة المخطوفة بجسم السد العالي والذي يبلغ ارتفاعه حوالي 111 متر ويمر خلال السد في الثانية الواحدة حتي 11000متر مكعب من المياه ويشمل المخزون المائي ببحيرة ناصر حوالي 132000 مليون متر مكعب من المياه وتأثير ذلك على غرق الصعيد والدلتا واكتساح مصر بالكامل. الحمد لله أن متخذي قرار بناء السد العالي لم يستمعوا لهذا الخيال العلمي وإلا ما بنوا السد العالي ولعانت مصر من سنوات فيضان وسنوات قحط حماها الله منها بهذا السد العالي ولظلت مصر تقيم زراعاتها بأسلوب ري الحياض مرة واحدة في العام ولعانينا أكثر وأكثر من نقص في الطاقة الكهربية.
3. أدعو صاحب المقال إلى توجيه نصيحته أيضا إلى مجلس الوزراء ومتخذي القرار في مصر لدراسة تأثير وقوع هذه الطائرة المخطوفة على سد أثيوبيا إذا تم استكمال المشروع وتم استكمال المخزون المائي وراءه والذي يمكن أن يؤدي إلى غرق مصر والسودان معا.
4. لماذا الإستشهاد بأن هذا السيناريو كان قائما لقصف محطة نووية بالولايات المتحدة الأمريكية كبديل عن قصف برجي نيويورك وتم صرف النظر عنه بعد ذلك وهو يعلم أن القرائن والأدلة التي ساقها الكاتب الفرنسي في كتابه تؤكد أن هذا القصف كان بمعرفة المخابرات الأمريكية وكان مدبرا ليعطي الحكومة الأمريكية صك مهاجمة البلاد الإسلامية والتحكم في مقدراتها وتنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة لإعادة تقسيمها بما فيه مصلحتها وتسهيل الاستيلاء على ثرواتها الطبيعية من بترول وغاز و يورانيوم ومعادن نادرة.
5. هل يعلم سيادته أني قد زرت المئات من المنشآت النووية بما فيها المحطات النووية وذلك في معظم بلاد العالم؟ فهل يا ترى وضعوا سيناريو الطائرة المخطوفة في حساباتهم عند بناء هذه المنشآت النووية وخاصة أن بعضها يقع بجوار أنهار المياه العذبة والتي يشربون منها ويستخدمونها في ري أراضيهم الزراعية. وهل يعلم أنه يتخذون من هذه المنشآت النووية مزارات سياحية.
6. يشفق سيادته على المشير السيسي أن يأخذ قرار بناء المحطة النووية منفردا ويطلب منه الانتظار حتى تشكيل البرلمان ليكون القرار جماعيا. هل يعلم سيادته أن مصر قد خسرت ما يزيد عن المائتين مليار دولار بسبب تأخير المشروع النووي المتمثل في إقامة ثماني محطات نووية بالضبعة خلال الثلاثين عاما من حكم الرئيس المتنحي وحوالي 8 مليار دولار أمريكي خلال حكم الرئيس المعزول وأن تأخير المشروع لمدة عام واحد يتسبب في خسارة سنوية 8 مليار دولار فقط بسبب فرق تكلفة الوقود النووي عن تكلفة الغاز الطبيعي أوالبترول. ناهيك عن تصاعد أسعار بناء المحطات النووية وتسرب الكوادر المصرية المدربة والتي يعمل بعضها الآن في فرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وغيرها.
7. في جميع دول العالم المحترمة - وأحسب مصر منهم - يوجد جهة منفذه للمشروع النووي وجهة رقابية على هذا المشروع النووي تكون بمثابة عين الشعب علي هذا المشروع لضمان أمن وأمان المشروع ومحافظته على أمن وأمان الإنسان والبيئة... فلماذا هذا التخوف والخيال من كلام غير المتخصصين في المسائل النووية؟.
8. يزعمون أن العالم يفكك مفاعلاته النووية ويتخلى عن خيار استخدام الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر . فكيف يفسرون أن الآن يوجد 71 محطة نووية تحت الإنشاء وعلى مستوى العالم منهم محطتان نوويتان في أوكرانيا التي وقع بها حادث تشيرنوبل (رغم أن بها حاليا 15 محطة نووية شغالة) وأخرى في فرنسا (رغم أن بها حاليا 58 محطة نووية شغالة) وخمسة في الولايات المتحدة الأمريكية ( رغم أن بها حاليا 100 محطة نووية شغالة) كما يوجد 438 محطة نووية شغالة على مستوى العالم وذلك طبقا لإحصائيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتي أول فبراير 2014 ولم يتم تفكيك أي منها بل يتم تمديد فترات تشغيلها لما بعد انتهاء عمر تشغيلها المصممة عليه.
9. كيف تفسرون أن:
 الصين بها 28 محطة نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء في آن واحد, رغم أنها أول دولة علي مستوي العالم إنتاجا للفحم, حيث تنتج وحدها50 % من الإنتاج العالمي من الفحم وهي ثاني أكبر دولة امتلاكا لاحتياطي الفحم, وبها حاليا 18 محطة نووية شغالة.
الإمارات العربية المتحدة بها أربع محطات نووية تحت الإنشاء وتنوي التعاقد علي أربعة أخري.
تركيا تعاقدت مع روسيا علي إنشاء أربع محطات نووية ومع كونسورتيوم فرنسي ياباني علي إنشاء أربع محطات نووية أخري.
الأرجنتين والبرازيل بكل منهما محطة نووية تحت الإنشاء وبكل منهما حاليا محطتين نوويتين في التشغيل.
 بنجلاديش تعاقدت مع روسيا علي دراسات اختيار الموقع المناسب لإنشاء محطات نووية بها والتي ستقوم روسيا بإنشائها.
روسيا بها 10 محطات نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء في آن واحد رغم أنها أول دولة علي مستوي العالم في احتياطي الغاز الطبيعي وبها حاليا 33 محطة نووية شغالة.
كوريا الجنوبية بها 5 محطات نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء وبها حاليا 23 محطة نووية شغالة ووافقت الحكومة علي البدء في إنشاء محطتين نوويتين إضافتين.
الهند بها 7 محطات نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء في آن واحد وبها حاليا 20 شغالة, رغم أن الهند ثالث دولة إنتاجا للفحم وخامس دولة امتلاكا لاحتياطي الفحم.
 أما دول الإتحاد الأوروبي, فيوجد بها العديد من المحطات النووية تحت الإنشاء منها واحدة تحت الإنشاء في فنلندا (تعداد سكانها حوالي 5 مليون نسمة وبها حاليا أربع محطات نووية شغالة) وواحدة في فرنسا (تعداد سكانها حوالي 65 مليون نسمة وبها حاليا 58 محطة نووية شغالة) واثنتين في أوكرانيا (حيث وقع حادث مفاعل تشرنوبيل و تعداد سكانها حوالي 46 مليون نسمة وبها 15 محطة نووية شغالة و رغم أن أوكرانيا هي سابع دولة امتلاكا لاحتياطي الفحم) .
 اليابان بها محطتين نوويتين تحت الإنشاء حاليا رغم وقوع حادث مفاعلات فوكوشيما بها كما لديها 50 محطة نووية شغالة.
باكستان بها محطتين تحت الإنشاء حاليا وبها ثلاث محطات نووية شغالة حاليا.
الولايات المتحدة الأمريكية بها 100 محطات نووية شغالة وبها خمسة محطات نووية تحت الإنشاء رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أول دولة علي مستوي العالم امتلاكا لاحتياطي الفحم وثاني دولة انتاجا للفحم. بل وتخطط الولايات المتحدة الأمريكية حاليا لاستخدام المحطات النووية لتحل محل محطات الفحم لانتاج الكهرباء, التي ينتهي عمرها الافتراضي والتي يبلغ مجموع قدراتها27 ألف ميجاوات كهربي.
10. ومع ذلك، أدعو كل من يعارض تنفيذ المشروع النووي المصري أن يقدم لنا البديل لتغطية عجز الطاقة الكهربية ولتوفير ما لا يقل عن 3000 ميجاوات كهرباء إضافية سنويا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة. سيقولون الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ... حسنا ... إن هذه الطاقة مكملة للطاقة النووية وليست بديلا عنها للعديد من الأسباب الفنية والاقتصادية والبيئية سبق لي الحديث عنها في مقالات سابقة ويكفيني هنا القول أنه لا يوجد دولة واحدة في العالم ( ومنها دول بها معدلات سطوع شمس مثل مصر أو أعلى من مصر) تعتمد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كمصدر وحيد وأساسي للطاقة الكهربية بها بل تستخدمها كمصدر إضافي ومكمل لمصادر الطاقة الأساسية الخمسة وهي مساقط المياه والطاقة النووية ومصادر الفحم والبترول والغاز الطبيعي.
11. هل يمكن تفسير لماذا تبني الصين حاليا 28 محطة نووية في آن واحد ( وبها 18 محطة نووية شغالة) ورغم أن الصين تبني أيضا أكبر محطة مساقط مياه على مستوى العالم ( قدرتها الكهربية 18200 ميجاوات كهربي) وبها أكبر محطات طاقة شمسية وطاقة رياح ورغم أن الصين أول دولة على مستوى العالم في تصدير الفحم وثاني دولة في احتياطي الفحم.
12. يقولون أن ألمانيا تفكك مفاعلاتها وحتى الآن لم يتم تفكيك مفاعلا نوويا واحدا بها. وهنا يلزم التنويه أن المحكمة الإدارية الألمانية العليا قي شهر يناير 2014 أصدرت قرارها بعدم قانونية الإغلاق القهري لمحطة ببلس النووية بألمانيا مؤكدة بذلك أن قرار إيقاف المحطات النووية بألمانيا هو قرار غير قانوني ويمثل خطئا إجرائيا كبيرا وبناءا عليه سيطالب أصحاب هذه المحطات النووية باستمرار تشغيلها كما سيطالبون بالتعويض المناسب بسبب هذه القرارات الخاطئة.
13. يقولون أن سويسرا قررت تفكيك محطاتها النووية الخمس بانتهاء عمرها الإفتراضي وهنا نشير أنه تم خلال شهر أكتوبر 2013 عمل تصويت شعبي وكان من نتائجه أن 68% من المشاركين في هذا التصويت يؤيدون استمرار تشغيل المحطات النووية الخمس الحالية بسويسرا لتغطية احتياجات سويسرا الكهربية وأشار التصويت أن 62% من المشاركين يرون أن هناك مزايا اقتصادية وبيئية عديدة عند استخدام الطاقة النووية.
14. يقولون نبني محطات تعمل بالفحم كبديل عن المحطات النووية. حسنا قد أميل إلي هذا الاقتراح فقط من منطلق تنويع مصادر إنتاج الطاقة الكهربية ولكن ليس كبديل عن الطاقة النووية وخاصة أنه ليست لدينا مصادر من الفحم بل سنضطر إلي الاستيراد من الخارج وما يتبع ذلك من ضرورة توفير موانئ لاستقبال الفحم وخطوط سكك حديدية للنقل ناهيك عن تعذر توفير مخزون فحم استراتيجي مناسب لتأمين استمرار التشغيل ولن أخوض في مشاكل التلوث البيئي وخاصة على سواحل البحر الأحمر والبحر المتوسط فهي ليست خافية على أحد.
15. أعود وأكرر أن هذا المشروع النووي بات لمصر مسألة حياة أو موت فلا يمكن استمرار الاعتماد على الغاز الطبيعي وليست لدينا احتياطيات كافية منه وحتى إذا توفر ذلك مستقبلا فلنوفره للأجيال القادمة أو لأغراض التصدير أو صناعات البتروكيماويات أو المنازل أو لوسائل النقل. وها هي الإمارات رغم توفر احتياطي الغاز الطبيعي والبترول بها تنشئ حاليا أربع محطات نووية وتنوي التعاقد على بناء أربع محطات نووية أخرى . وكذلك المملكة العربية السعودية رغم أن بها وحدها حوالي ثلث احتياطي البترول في العالم ترصد 100 مليار دولار أمريكي لبناء 16 محطة نووية بالإضافة إلى 100 مليار أخرى لإقامة محطات طاقة شمسية . وها هي روسيا وهي الأولى على مستوى العالم في احتياطي الغاز الطبيعي تبني حاليا 10 محطات نووية ( ولديها 33 محطة نووية شغالة) وإيران رغم ثرواتها البترولية، بها محطة نووية شغالة وتتعاقد على بناء المحطة النووية الثانية. والأمثلة كثيرة.
16. يقول سيادته أن أرض الضبعة يمكن تصنيفها كموقع متقدم للبحث والتطوير في مشاريع طاقة بديلة ولا يعلم أن هذا الموقع هو أول موقع على مستوى العالم تم استكمال دراساته لتنفيذ المشروع النووي ولم يتم تنفيذ المشروع القومي به حتى الآن ,رغم إنفاق ملايين الجنيهات علي تجهيزه, ورغم مرور أكثر من الخمسين عاما وهناك دول بالمنطقة أخذت قرارها منذ سنوات قليلة بتنفيذ المشروع النووي بأراضيها واختارت الموقع المناسب وبدأت بالإنشاء منذ عدة سنوات . أعجب أنه كلما بدأنا خطوة عملية في تنفيذ المشروع النووي يتسلط علينا من الداخل والخارج – بقصد أو بدون قصد – من يحاول أن يثنينا عن تنفيذ المشروع النووي والذي سيؤدي إلى توفير الطاقة بأقل المخاطر وبأرخص الأسعار وبالمحافظة على نظافة البيئة والحد من البطالة وإدخال صناعات جديدة وتطوير الصناعات القائمة بل وتشجيع السياحة.
17. والدليل علي أهمية هذا المشروع النووي لمصر تصريحات آمنون شاحاك, رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق, بأن: كل الوسائل مقبولة لحرمان الدول العربية من القدرات النووية"" وما نشر بجريدة الوفد في 2 سبتمبر 2010: "أصدرت منظمة السلام الأخضر الإسرائيلية بيانًا أدانت فيه بشدة إقدام مصر علي بناء مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية بمنطقة الضبعة علي ساحل البحر المتوسط، وأذاعت القناة السابعة بالتليفزيون الإسرائيلي بيان المنظمة وأوضحت أنها تعمل ضد بناء أي مفاعلات نووية في العالم، وتعتزم التحرك ضد مصر، وكانت منظمة «الحفاظ علي البحر المتوسط» وهي أحد فروع المنظمة قد عارضت بشدة قرار الحكومة المصرية ببناء محطة للطاقة النووية علي ساحل البحر المتوسط، وأكد التليفزيون الإسرائيلي أن المعارضين لتطوير الطاقة النووية يعتبرونها أمرًا خطيرًا ومكلفًا، كما يعتبرون أن بناء أي مفاعل نووي يعتبر تهديدًا خطيرًا للمنطقة وتهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل. وطالب البيان بإحباط أي مبادرة لتطوير الطاقة النووية لخطورتها علي البيئة، واعتبرت المنظمة أن البرنامج النووي المصري الوليد يشكل خطرًا داهًمًا علي إسرائيل والمنطقة، ويسبب أضرارًا خطيرة بالبيئة وشككوا في أن يكون البرنامج النووي المصري سلميًا"
18. إن قرار تنفيذ المشروع النووي المصري ليس قرارا منفردا وإنما هناك المجلس الأعلى للطاقة برئاسة السيد رئيس الوزراء والمجلس الأعلى للاستخدامات السلمية للطاقة النووية برئاسة السيد رئيس الجمهورية وهي مجالس متخصصة وجميع الوزارات والحهات المعنية ممثلة فيها وكذلك العديد من الخبراء المتخصصين في المجالات الفنية والأمنية والدفاعية.
19. وأخيرا وليس آخرا، إن ما أكتبه لا أتقاضى عليه أجرا ولو قرشا أو مليما واحدا وإنما أكتبه لوجه الله تعالى واحتسابا لأجره. أما من يقول أني أحصل على "سبوبة" من وراء المشروع النووي فأقول له من أين هذه "السبوبة" ولم يتم بعد البت في تنفيذ المشروع ولماذا لايقدم سيادته بلاغا بذلك للنائب العام للتحقيق فيها. أقول له اتق الله واعلم أننا سنقف سويا أمام الواحد القهار وسيدفع هؤلاء ثمن هذا الإفتراء يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. الكلمة أمانة وستثابون عليها يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى . ورب كلمة تهوي بصاحبها سبعين خريفا في نار جهنم والعياذ بالله.
* مستشار وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة
وخبير الشئون النووية و الطاقة
وكبير مفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.