يتعرض البرنامج النووى المصرى لهجمة شرسة من كيانات دولية تعاونها أفراد وجماعات محلية من أصحاب المصالح الخاصة يهدفون إلي عدم اتمام اجراءات البرنامج النووى المصري وإنشاء أول مفاعلات توليد قوى نووية لسد العجز فى الوقود المشغل لمحطات الكهرباء, وتوفير طاقة نظيفة لمواجهة النمو المتزايد فى استهلاكات الكهرباء فى مصر. أوضح مصدر مسئول بوزارة الكهرباء أن إسرائيل كثفت من ضغوطها على عدد من الجمعيات لإعلان رفضها بناء مفاعل نووى فى مصر وشككت فى قدرة مصر على تشغيل المفاعل وأوعزت إلى بعض عملائها بإثارة المواطنين وجمعيات الحفاظ على البيئة للوقوف ضد بناء المفاعل, كما لعب الكيان الصهيونى على أصحاب المصالح من رجال الأعمال الذين كانوا ينوون الاستيلاء على أرض الموقع النووى لتحويله إلى منتجعات سياحية بدلا من المفاعل. وقال مصدر مسئول بهيئة المحطات النووية: إن إسرائيل تقود مجموعة من القوى المعادية لإبعاد مصر عن دخول النادى النووى للاستخدامات السلمية وتقف ضد المشروع وتضع العراقيل داخلياً وخارجياً وتحفز بعض القوى المحلية المعارضة للمشروع النووى للتحرك ضد وقف انشائه. وقال الدكتور مهندس إبراهيم العسيرى، المستشار الفني لهيئة المحطات النووية خبير الشئون النووية والطاقة كبير المفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا): إن منظمة السلام الأخضر الإسرائيلية أصدرت بيانًا أدانت فيه بشدة إقدام مصر علي بناء مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية بمنطقة الضبعة علي ساحل البحر المتوسط، وأذاعت القناة السابعة بالتليفزيون الإسرائيلي بيان المنظمة وأوضحت أنها تعمل ضد بناء أية مفاعلات نووية في العالم، وتعتزم التحرك ضد مصر. وأضاف الدكتور «العسيرى» أن أعداء مصر يسعون فى الداخل والخارج إلى تعطيل مشروع المحطات النووية المصري لتحقيق مصالح شخصية لهم حتي وإن تعارضت مع مصلحة وطننا الحبيب, لتظل مصر في حاجة إلي استيراد مصادر الطاقة من غاز طبيعي أو سولار أو حتى فحم ويمنعها من امتلاك التكنولوجيا النووية ويمنعها من تطوير الصناعة المصرية ورفع جودتها ويمنعها من توفير مصدر طاقة مهم وحيوي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف «العسيرى» أن قوى معادية لمصلحة الشعب المصرى تدفع وبقوة إلي تعطيل المشروع النووي المصري ويزعمون أن العالم يتخلي عن استخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه ويفكك في محطاته النووية العاملة حالياً نظراً لخطورتها. ويرد الدكتور إبراهيم العسيرى، علي هذا الزعم «بالبيانات والأرقام» فيقول: يبلغ إجمالي عدد مفاعلات القوي النووية علي مستوي العالم 438 وحدة نووية، بالإضافة إلي 71 من مفاعلات القوي النووية تحت الإنشاء طبقاً لإحصائيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتي نهاية يناير 2014، بالإضافة إلي أن الصين بها 28 محطة نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء في آن واحد, رغم أنها أول دولة علي مستوي العالم إنتاجاً للفحم, حيث تنتج وحدها 50% من الإنتاج العالمي من الفحم وهي ثاني أكبر دولة امتلاكا لاحتياطي الفحم, وبها حاليا 18 محطة نووية, والإمارات العربية المتحدة بها محطتتان نوويتان تحت الإنشاء, وتركيا تعاقدت مع روسيا علي إنشاء أربع محطات نووية ومع كونسورتيوم فرنسي ياباني علي إنشاء أربع محطات نووية أخري, والأرجنتين والبرازيل بكل منهما محطة نووية تحت الإنشاء وبكل منهما حالياً محطتين نوويتين في التشغيل, حتى بنجلاديش تعاقدت مع روسيا علي دراسات اختيار الموقع المناسب لإنشاء محطات نووية بها والتي ستقوم روسيا بإنشائها, وروسيا بها 10 محطات نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء في آن واحد رغم أنها أول دولة علي مستوي العالم في احتياطي الغاز الطبيعي وبها حاليا 33 محطة نووية شغالة,وكوريا الجنوبية بها 5 محطات نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء وبها حاليا 23 محطة نووية شغالة ووافقت الحكومة علي البدء في إنشاء محطتين نوويتين إضافتين, والهند بها 7 محطات نووية لتوليد الكهرباء تحت الإنشاء في آن واحد وبها حاليا 20 شغالة, رغم أن الهند ثالث دولة إنتاجاً للفحم وخامس دولة امتلاكا لاحتياطي الفحم. واضاف «العسيرى» أن دول الاتحاد الأوروبي يوجد بها العديد من المحطات النووية تحت الإنشاء منها واحدة في فنلندا (تعداد سكانها حوالي 5 مليون نسمة وبها حاليا أربع محطات نووية شغالة) وواحدة في فرنسا (تعداد سكانها حوالي 65 مليون نسمة وبها حاليا 58 محطة نووية شغالة) واثنتين في أوكرانيا (حيث وقع حادث مفاعل تشرنوبيل و تعداد سكانها حوالي 46 مليون نسمة وبها 15 محطة نووية شغالة. وفى اليابان محطتان نوويتان تحت الإنشاء حالياً رغم وقوع حادث مفاعلات فوكوشيما هناك, كما بها 50 محطة نووية شغالة, وباكستان بها محطتان تحت الإنشاء حاليا وبها ثلاث محطات نووية شغالة حالياً. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية 104 محطات نووية، بالإضافة إلي ثلاث محطات نووية تحت الإنشاء، رغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي أول دولة علي مستوي العالم امتلاكا لاحتياطي الفحم وثاني دولة إنتاجا للفحم، وتخطط الولاياتالمتحدةالأمريكية حاليا لاستخدام المحطات النووية لتحل محل محطات الفحم لانتاج الكهرباء, التي ينتهي عمرها الافتراضي التي يبلغ مجموع قدراتها 27 ألف ميجاوات كهربي. وأشار الدكتور العسيرى إلى اهتمام دول العالم المتقدم والنامي بإنشاء المزيد من المحطات النووية ورغم ذلك نرى ما يشاع مؤخرا في ندوات عقدت بالضبعة وفي مراكز أخري, وروج لها بعض من غير المتخصصين في تكنولوجيا المفاعلات النووية واستراتيجيات إنتاج الطاقة الكهربية, أنه كيف تبني مصر مفاعلا نوويا ودول أوروبا تفكك مفاعلاتها النووية وللأسف انساق وراء هذه المقولة العديد من أهل الضبعة, إما لغرض في نفسه أو بدون علم أو قصد.. ورغم صحة ما ورد في وسائل الإعلام عن خطط ألمانياوسويسرا إيقاف مفاعلاتهما النووية في العشر أو العشرين سنة القادمة برغم عدم تأييده قانونياً وشعبياً وبعد انتهاء عمرها الافتراضي فإنه يلزم وضع هذا الخبر في إطاره الصحيح دون تهويل أو تهوين. وقال «العسيرى»: هنا يلزم التنويه إلى أن المحكمة الإدارية الألمانية العليا في شهر يناير 2014 أصدرت قرارها بعدم قانونية الإغلاق القهري لمحطة ببلس النووية بألمانيا مؤكدة بذلك أن قرار إيقاف المحطات النووية بألمانيا غير قانوني ويمثل خطأ إجرائيا كبيراً وبناء عليه سيطالب أصحاب هذه المحطات النووية باستمرار تشغيلها كما سيطالبون بالتعويض المناسب بسبب هذه القرارات الخاطئة. أما في سويسرا فقد تم خلال شهر أكتوبر 2013 عمل تصويت شعبي وكان من نتائجه أن 68% من المشاركين في هذا التصويت يؤيدون استمرار تشغيل المحطات النووية الخمس الحالية بسويسرا لتغطية احتياجات سويسرا الكهربية وأشار التصويت أن 62% من المشاركين يرون أن هناك مزايا اقتصادية وبيئية عديدة عند استخدام الطاقة النووية. وخلص «المسيري» إلي أن الأمر يحتاج إلى من يحسم القرار ببدء الاجراءات التنفيذية لبناء المفاعل ودخول مصر للنادى النووى الذى توقف مرات عديدة بفعل ظروف داخلية وخارجية.