أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، تفاصيل الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد 2019-2020 بعد اعتمادها، إذ شهد الاجتماع الذي عقد أمس الثلاثاء مناقشة مقترح مشروع القانون المنظم لعملية الإسراع التعليمي للطلاب في مراحل التعليم "الابتدائي، الإعدادي، والثانوي العام)، ووضع الإجراءات التنفيذية اللازمة لتطبيقه، من خلال إعداد اختبارات إلكترونية مقننة يعدها المركز القومي للامتحانات وتقويم الأداء، خاصة للطلاب النابغين للانتقال من صف لصف أعلى. ما هو الإسراع التعليمي؟ والإسراع التعليمي هو اختصار سلم التعلم للمتفوقين والموهوبين، إذ يتم التعديل في بدء القبول بالمدارس النظامية أو نقل المتفوقين والموهوبين لمرحلة دراسية أعلى، وإنهاء الدراسة في مراحل التعليم العام (الابتدائي والمتوسط والثانوي) في سنوات أقل ممن هم في مثل أعمارهم الزمنية (أقرانهم العاديين)، حسب كتاب "الموهوبون: آفاق الرعاية والتأهيل بين الواقعين العربي والعالمي"، ل محمد بن عبدالمحسن التويجري، وعبدالمجيد سيد أحمد منصور. وهذا النوع من الخدمات المدرسية يسمح للتلميذ الموهوب بالتقدم بمعدل أسرع مما هو معتاد بالنسبة للتلاميذ العاديين، بمعنى أنّ الطفل المتفوق أو الموهوب يستطيع أن ينتهي من مرحلته التعليمية في عمر زمني مبكر، والاعتبار الأساسي في مثل هذه الحالة هو أن يكون الطفل حقق نوعا من بشكل أسرع من الطفل العادي، ومن ثم يكون قادرا على مواجهة متطلبات التعلم حتى وإن لم يكن يستوفي السن القانونية للالتحاق بالمدرسة. مغيث: الإسراع التعليمي يفتح الطريق أمام النابغين وقال الدكتور كمال مغيث الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية إنّ الإسراع التعليمي المقصود به إيجاد نظام يتوسط الوضع التعليمي الحالي ونظام الساعات المعتمدة، ويطبق على الطلاب ذوات القدرات الاستيعابية العالية، ففي حال تمكن الطالب من استيعاب المناهج في وقت أقصر عن أقرانه بالمدرسة، يسرع عنهم سواء باختصار عام دراسي أو عدة مواد. وتابع مغيث في تصريحاته ل"الوطن" أنّ هذا النظام من شأنه فتح الطريق أمام النابغين والمتفوقين والمبدعين للانتهاء من السنوات الدراسية مبكرا وتوظيف طاقاتهم بشكل أفضل، مشيرا إلى أنّ المقترح لن يفيد إلا هذا العدد المحدود من المبدعين، ولا يؤثر على العملية التعليمية عموما. خبير تربوي: "الإسراع" رفاهية تعليمية وقال الدكتور مجدي حمزة الخبير التربوي إنّ المقترح الخاص بمشروع القانون المنظم لعملية الإسراع التعليمي يعد "مستوى ترفيهي من التعليم"، ويجب النظر لمشاكل التعليم الحالية أولا، مشيرا إلى أنّه عند العمل به لن يطبق على كل الطلاب، فهو يخصص للطلبة المتميزين أو النابغين حتى لا يسيروا في العام الدراسي بنفس سرعة الطالب المتوسط، مؤكدا أهمية وجود آليات تنفيذ واضحة للقرار. وتابع حمزة ل"الوطن" أنّ المقترح الذي يتطلب نقاشا مجتمعيا لم تستوضح بعد معالمه وبنوده، متسائلا بشأن صلاحية المناهج والمدارس والمدرسين وغيرها من الأدوات التعليمية الحالية لتطبيقه، ورغم أنّه يطبق في العديد من دول العالم وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا فنلندا، فإنّ مصر نظرا لأنّها حديثة العهد بهذا النظام تحتاج العديد من الخطوات لتطبيقه. وأشار الخبير التربوي إلى أنّ تطبيق هذا القانون في مصر يحتاج لتحديد مواهب الطالب في سن صغير، والتعامل معه في دورات تعليمية محددة المدة واعتماد طريقة الإسراع هل تكون فردية أم تعتمد على مجموعات، متابعا: "للأسف البيئة التعلمية الحالية غير مؤهلة لهذا القرار"، فهل عقلية الطالب تستوعب التقدم في السنوات الدراسية أم لا، وهل سيأخذ إجازة بين كل مرحلة أم سيتغاضى النظام عن ذلك؟". أساليب الإسراع التعليمي وحسب كتاب "الموهوبون"، أساليب الإسراع تكون عن طريق "القبول بإحدى المراحل التعليمية مبكرا بالنسبة للعمر الزمني" أو "السماح بتخطي بعض الصفوف الدراسية أو السنوات" أو "إنهاء مرحلة تعليمية معينة من مراحل التعليم العام في عدد من السنوات أقل بالنسبة لأقرانهم العاديين". وهناك خبرات عدة في إطار النظم المدرسية العادية لتحقيق الإسراع التعليمي للأطفال المتفوقين والموهوبين، تتضمن الخبرات التالية: 1. خطة الوحدات: عدم وجود صفوف أو العمل في إطار فصول متعددة المستويات. 2. عام دراسي أطول: برامج صيفية تقدم في المدارس والجامعات. 3. دراسة بعض المقررات عن طريق المراسلة. 4. تخطي بعض الصفوف الدراسية. 5. مواد دراسية إضافية تقدم في المرحلة الثانوية أو الجامعية. 6. تقديم مقررات على المستوى الجامعي لتلاميذ المرحلة الثانوية. 7. الالتحاق المبكر بالكليات الجامعية. 8. الدراسة المستقلة في المدرسة أو في الجامعة. سلبيات الإسراع التعليمي أما سلبيات "الإسراع التعليمي" حسب محمد حسن غانم في كتابه المتفوقون عقليا، قد يدخل المتفوق في مشكلات انفعالية نظرا لعدم ارتباطه بأطفال أو زملاء آخرين، كما قد يخلق فجوة بين الطلاب المتفوقين والطلاب العاديين نظرا لعدم إتاحة الوقت الكافي للطالب المتفوق لكي يدخل في علاقات اجتماعية مع زملائه العاديين أو الآخرين. ويتابع غانم في كتابه ليسرد سلبيات النظام أنّه "قد يفقد المتفوقين بعض الأساسيات الضرورية للتعليم نظرا لعدم انتظامه في تحصيل المعارف والمعلومات بصورة تسلسل هرمي، ما قد يؤدي به إلى وجود صعوبات لاحقة في الدراسة"، كما يرى البعض أنّه لا يحقق التعمق في المناهج أو تطويره لأنّه في النهاية يدرس المتفوق نفس ما يدرسه زميله العادي. وحسب بيان من الوزارة يبدأ العام الدراسي في الصفوف الأولى 11 سبتمبر الحالي، و21 سبتمبر لباقي الصفوف الدراسية من الثالث الابتدائي حتى الثالث الثانوي، ويبدأ امتحان الفصل الدراسي الأول السبت 11 يناير 2020، والفصل الدراسي الثاني يبدأ في الصفوف الأولى 8 فبراير 2020 وحتى 28 مايو من نفس العام، على أن تبدأ امتحانات الثانوية العامة 6 يونيو 2020.