أقدم طبيب يدعى مايكل هلال على الانتحار صباح اليوم، بقطع شرايين يده، ثم نشر صوره له مصاحباً لها بعض الكلمات التي تعبر عن وصوله لحالة من اليأس، على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وعلى الفور تفاعل معه أصدقائه متوجهين إلى منزله في محاوله لإنقاذ حياته، وبالفعل تم نقله لمستشفى أرمنت الجديد بالأقصر في محاولة لإنقاذه. وعن انتشار ظاهرة إقدام المنتحرين على مشاركة واقعة انتحارهم على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كان ذلك بمنشور يفيد بإقدامه على الانتحار، أو بصور أو ببث مباشر ينقل ذلك، يرى عدد من الخبراء النفسيين أن ذلك له أثر كبير على الآخرين، خصوصاً هؤلاء الذين يعانون من اضطرابات نفسية، أو مشاكل شخصية، أو هؤلاء الذين تراودهم فكرة الانتحار، فعند رؤيتهم لتلك الوقائع يسهل عليهم تنفيذ ذلك. وقال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن هناك نوع من الشخصيات يطلق عليها "الشخصية الهيستيرية" هؤلاء الأشخاص يميلون بطبيعتهم إلى الشو الإعلامي، الناتج عن رغبته في إرسال رسالة معينه لأحد الأشخاص، سواء كان أهله أو أصدقائه أو غيرهم، فتلجأ هذه الشخصية الهيستيرية بعد تعرضها لعدد من الضغوط عند وصولها لمرحلة عدم القدرة على استقبال ضغوط أخرى للانتحار، ناشراً واقعته على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يشعر الأشخاص المتسببين في الضغوط بالذنب. وأشار فرويز، إلى انتشار تلك الوقائع التي يتأثر بها الشخصيات الهيستيرية التي تتعرض لضغوط تجعلها تفكر في الإقدام على الانتحار، واصفاً إياها بالشخصيات العصابية، حيث تتأثر ببعضها البعض، فبمجرد أن يتعرض أحدهم لمشاهدة واقعة انتحار شخص آخر، تنهار حواجز الخوف لديه، ويقدم بسهوله على الانتحار. ووجه أستاذ الطب النفسي، نصيحته لأولياء أمور الأشخاص العصابية، التي تتعرض إلى ضغوط بشكل مستمر وتتأثر بها، بضرورة التقرب منهم والتحدث معهم ومحاولة حل تلك المشكلات حتى لا يتأثروا بتلك الوقائع التي انتشرت في الفترات الأخيرة، خصوصاً بعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي شيء أساسي لا يمكن الاستغناء عنها. كما أكد الدكتور هشام بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن الفكر الشائع في المجتمع المصري أن مهنة الطبيب أو المهندس لها مكانه اجتماعية كبيره، ويعتقد الكثير أن هذا الشخص قادر على التخطيط الجيد لمستقبله، وبالتالي يتخذه الكثير من الشباب كقدوه له، وعندما يتحدث الطبيب أو المهندس عن الانتحار أو المشكلات التي يتعرض لها في حياته، يتأثر به الكثير من الأشخاص وخصوصاً الشباب الذين يعانون من ضغوطات كثيره تتعلق بالمستقبل. ولفت بحري إلى أن أكثر فئة تتأثر بالتعرض لتلك الوقائع، هؤلاء الذين يعانون من مرض الاكتئاب العقلي، الناتج عن تعرضهم للضغوط الحياتية، وبشكل خاص هؤلاء الذين يتأثرون بأبسط الأحداث، وعند مشاهدتهم لتلك الوقائع لابد من اتباع وسائل للوقاية من تأثره بذلك، نعرف الناس وسائل الوقاية عن تعرض مريض الاكتئاب لاحد يتحدث عن الانتحار، وأوضح أنه لابد من نشر التوعية في المجتمع وخصوصاً بين الشباب، فهم أكثر فئة تعرضًا للاضطرابات النفسية، كما أن الشخص الذي يقدم على الانتحار إلى جانب شعوره باليأس والإحباط، فهو يريد أيضاً أن يجذب انتباه أهله وأصدقاءه، فكثيرًا منهم قبل إقدامه على ذلك يخبر الآخرين بفعلته، وعندما يتم تجاهله يقدم على التنفيذ، لذلك وجب علينا توجيه اهتمامنا تجاه الذين يعانون من اضطرابات نفسية وردعهم عن تلك الأفكار السلبية عندم قدومه على الانتحار يخبر من حوله بذلك وعندما يتجاهله.
