جلس صديق بباوى جرجس، 70 سنة، فلاح، داخل سرادق العزاء ب«نجع مخيمر» بقرية فزارة بمركز المراغة، يحدق ببصره الضعيف فيمن حوله غير مصدق لما حدث لنجله الأكبر «طلعت»، 48 سنة، الذى اغتاله مسلحون بمدينة بنغازى الليبية، مع زوج ابنته، ندهى جرجس الذى قتل فى تلك المذبحة أيضاً. وقال «صديق» بصوت حزين: ابنى «طلعت» هو حبيبى وصاحبى وكان حنين معايا ودايماً يطمّن على صحتى، بعدما سافر إلى ليبيا منذ 8 شهور وكان قد سبقه ابنه «نشأت»، 24 سنة، إلى هناك بشهرين. وأكد أن حفيده «نشأت» الذى نجا من المذبحة قال له: إن مسلحين يحملون بنادق آلية حضروا إلينا واقتادوا الضحايا من داخل سكنهم المكون من 3 طوابق بشارع النهر العظيم بمنطقة الليتى فى بنغازى، وكانوا يسألون عن المسيحيين فقط، حتى شحنوهم فى سيارتهم. وفى الطريق تمكن «نشأت» من القفز والهرب داخل المنطقة الجبلية لينجو من تلك المذبحة. وأشار إلى أن مصابه فى فقيده كبير ويصعب تعويضه، متسائلاً: لا أعرف السبب فى قتل هذا العدد من الضحايا، هل لأنهم مسيحيون؟ وقال عادل شكرى، 36 سنة، شاهد عيان على مذبحة ليبيا: أبناء «نجع مخيمر» يسكنون فى منطقة تسمى الليتى بشارع النهر العظيم، وضحايا الحادث كانوا يسكنون فى الطابق الأول فى منزل مكون من 3 طوابق، وجميع ساكنى تلك البناية يبلغون 20 شخصاً، منهم مسلمون ومسيحيون، وفى تمام الواحدة ليلاً دخل 3 مسلحين ملثمين يستقلون سيارة «2 كابينة» إلى سكنهم، وتحديداً الطابق الأول، وأخبروهم بأنهم من رجال المباحث ويريدون إجراء تحاليل طبية على الضحايا لفيروس «سى» ولم يقتنع الضحايا بكلامهم، بعدها اقتادوهم عنوة داخل سيارتهم وتوجهوا بهم لمسافة 60 كيلو خارج الكتلة السكنية وأجهزوا عليهم.