كسا الحزن نجع مخيمر التابع لقرية فزارة بمركز المراغة بمحافظة سوهاج، وعلا صراخ النساء المترملات والأمهات الثكالى، حزناً على فراق الضحايا ال«7» الذين قتلوا برصاصات الغدر فى بنغازى بليبيا بعد أن تم اقتيادهم من السكن الذى يقيمون فيه وقتلهم، وأعلن الأهالى -مسلمون ومسيحيون- الحداد، وأقاموا سرادق عزاء كبيرا ينتظرون وصول جثامينهم، التى خلفت وراءها حزناً لا ينتهى، فمنهم من ترك أطفالاً صغاراً فى عمر الزهور، ومنهم من ترك خطيبته التى كانت تستعد لاستقباله لتزف إليه، وآخرون تركوا زوجاتهم وأولادهم فى كمد وبكاء لا ينتهى. المشهد أصعب من الوصف، فقد شيد أهالى نجع مخيمر سرادق عزاء ل6 من الضحايا، وجهزوا آخر للضحية السابع، على بعد أمتار قليلة من الأول، بينما صرخات الأمهات والزوجات لا تنقطع، والنحيب والبكاء لا يكف على الضحايا ال7، الذين ذهبوا إلى دولة ليبيا للعمل هناك بعد أن ضاقت بهم بلادهم بما رحبت، لكنهم عادوا جثثاً هامدة، ولا ذنب لهم سوى أنهم سافروا لكسب قوت يومهم. قال جيد وهيب عيسى، 36 سنة، عامل، ابن عم الشقيقين هانى ونهدى: لقد سمعنا خبر مصرع 7 من المصريين فى ليبيا من شاشات التليفزيون وبعدها ساورنا الشك والقلق تجاه أقاربنا الذين يعملون فى منطقة طريق النهر بمحافظة بنغازى، بعدها حاولنا الاتصال بأقاربنا هناك، لكن كان الجميع يتكتم على الخبر، وعرفنا بالنبأ صباح أمس الأول عندما اتصل بناء أقاربنا من هناك وأخبرونا بأن الضحايا تم اقتيادهم من السكن الذى يقيمون فيه على أيدى مسلحين وتم قتلهم، ولا نعرف السبب وراء تلك الجريمة. فيما أشار الدكتور إليا عزيز المتحدث الإعلامى باسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس بسوهاج، إلى أن ما حدث لأبناء نجع مخيمر جريمة فى حق المصريين جميعاً، مطالباً رئيس الدولة بالتدخل لمعرفة السبب فى قتلهم، وسرعة إنهاء نقل جثامينهم فى أسرع وقت، مؤكداً أن هناك معاناة فى إنهاء أوراق نقل الجثامين. وطالب أهالى نجع مخيمر الموجودون بسرادق العزاء بأن تقوم الدولة بواجبها تجاه أبنائها والكشف عن السبب الرئيسى للجريمة، والكشف عن مرتكبيها بالتعاون مع السلطات الليبية. كما ناشدوا المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، معرفة السبب فى قتل أبنائهم، وأن يبرد نارهم بالقصاص من القتلة فى المحاكم الليبية. يذكر أن الضحايا هم: طلعت صديق بباوى جرجس، 48 عاماً، متزوج، ترك وراءه أسرة مكونة من أم و3 أولاد و3 بنات أكبرهم فتاة تبلغ من العمر 24 عاماً كانت تنتظر حضور والدها ليشهد زفافها إلى أحد أقاربها، وثانيهم هو إدوارد ناشد بولس، 28 عاماً، ترك وراءه زوجه وبنتين وولداً. وأما ثالث الضحايا والرابع، فالشقيقان نهدى جرجس حبيب 26 عاماً وشقيقه «هانى» 24 سنة، ولقد ترك الأول وراءه «مهند» 4 سنوات، و«جرجس»، عمره عام ونصف العام، أما شقيقه فقد سافر منذ عام ونصف العام، وترك زوجته حاملاً، وأنجبت له «تواضروس» البالغ من العمر 6 أشهر، والذى لم يشاهده والده حتى الآن، وخامسهم هو سامح رومانى توفيق، 19 عاماً الذى كان من المقرر أن يحضر إلى مسقط رأسه ليتزوج من إحدى قريباته التى تمت خطبتها له من عام، وسادس الضحايا هو أيوب صبرى توفيق، 19 عاماً، وكان أيضاً من المقرر أن يتزوج فى نهاية العام الحالى بخطيبته التى تنتمى إلى عائلته، وسابعهم وآخرهم هو فوزى فتحى صديق، 18 عاماً، أعزب.