خيمت حالة من الحزن والأسى علي أهالي نجع مخيمر بناحية فزارة الشرقية دائرة مركز المراغة بمحافظة سوهاج، واتشحت النساء بالسواد على فقدان 7 من أبناء القرية من عائلة واحدة، في الحادث الإرهابي بدولة ليبيا الشقيق علي أيدي مجهولين بمنطقة «جروثة» غرب مدينة بنغازى، الإثنين، وطالبوا الدولة بالقيام بدورها وتوضيح حقيقة الحادث للرأى العام والضغط على الحكومة الليبية لتحديد ومعرفة الجناة وتقديمهم للمحاكمة والثأر للضحايا. وأقام أسر الضحايا سرادق كبير بذات الناحية لتلقي العزاء في ضحاياهم، وتجمع المئات من أهالي القرية والقري المجاورة لمواساة أسر الضحايا والوقوف بجانبهم، حيث سافر العشرات من أهالي وأقارب ضحايا الحادث الإرهابي إلي مطار القاهرة لاستلام جثث أبنائهم، ودفنها بمقابر العائلة بالقرية . من جانبها، أعدت مديرية أمن سوهاج، برئاسة اللواء إبراهيم صابر، جميع التدابير والإجراءات الأمنية لاستقبال جثث الضحايا، والانتهاء من مراسم تشييع الجنازات. ومن جانبه، قال نيافة الأنبا باخوم أسقف مطرانية سوهاج والمنشأة والمراغة، أنه تم التنسيق مع مديرية أمن سوهاج لإقامة العزاء وقداس الجنازة بمطرانية سوهاج، ثم تشيع الجثاميين إلى مثواهم الأخير بمقابر المراغة. وأضاف «باخوم» أننا نحتسبهم عند الله شهداء في الجنة لأنهم خرجوا في سبيل الرزق وبحثا عن لقمة العيش، وربنا يصبر ويعزي أسرهم. وقال أهالى النجع ل«لمصرى اليوم» أننا سمعنا الخبر من التليفزيون وأجرينا اتصالات بأبناء النجع العاملين في ليبيا للتأكد من صحة ما سمعنا وأصيب جميع أهالي القرية بصدمة شديدة بعد تأكيد صحة الخبر لافتين إلى أن «أبناء النجع العاملين في ليبيا أخبرونا أن جثث الضحايا السبع ستصل إلى النجع وسيتم تشييع الجثامين في جنازة واحدة». وأضاف الأهالى بأن الضحايا السبع هم: طلعت صديق «47 سنة» وإدوارد ناشد «28 سنة»، وندهى جرجس «26 سنة»، وشقيقه «هانى»، 24 سنة، وسامح روماني «19 سنة»، وأيوب صبري «19 سنة»، وفوزي فتحي 18 سنة وجميعهم أقارب وبينهم صلات نسب ومصاهرة لذا سيت إقامة سرادقين عزاء للضحايا. وقد تعالت داخل النجع الصغير أصوات صرخات أهالي وأسر الضحايا وسافر أقارب وأهالي الضحايا إلى القاهرة لمتابعة الحادث مع أقاربهم المقيمين بالقاهرة والجهات الرسمية ومعرفة أسبابه والتعجيل بوصول جثامين الضحايا. وقال خلف ناشد بولس، بمكتب التموين، شقيق الضحية «إدوارد»: «سمعنا بالحادث من التليفزيون وحاولنا التأكد من الخبر فأجرينا إتصالات على هواتف الضحايا فلم نجد إجابة ثم اتصلنا بعدد من أبناء النجع العاملين بليبا فأكدوا لنا صحة الخبر لافتا إلى أن شقيقه وبقية الضحايا يعملون في ليبيا منذ أكثر من عامين وأنهم جميعا كانوا جميعا في النجع منذ عام وعادوا للسفر معا مرة أخرى. وأضاف «خلف»: «شقيقي كان خلوقا جدا ومحبوب من الجميع وأجرى اتصال بنا الجمعة الماضي من أجل الاطمئنان علينا وعلى أسرته حيث أنه متزوج ولديه بنتين وولد لم يدخلوا المدرسة بعد، ونظرا لظروف المعيشة الصعبة قرر السفر مع أبناء النجع للعمل في ليبيا وأصر على ذلك رغم تحذيرنا له من خطورة الأوضاع في ليبيا والانفلات الأمنى وزيادة ارتكاب معدل الجرائم لكنه رد علينا قائلا (العمر واحد والرب واحد والعيال عاوزه تاكل وأنا أجيب منين)». وانتقد خلف ما تردده وزارة الخارجية بأن الضحايا مخالفين للسفر وكانوا يبحثون عن الهجرة مؤكدا أن «شقيقه وأي من الضحايا لم يبلغوه بذلك أو أنهم يرغبون في السفر إلى أي دولة أخرى بطريقة غير شرعية مطالبا الجهات الرسمية بعدم الاستعجال في إصدار التصريحات والقيام بواجبها المنوط بها بالتحقيق في هذة الجريمة البشعة على أعلى مستوى والقبض على الجناة قائلا، وهو يبكى بحرقة، لحد امتى دم المصري هيفضل رخيص». وأصيب جرجس حبيب، والد القتيلين، ندهي وهاني بحالة ذهول ووجوم شديد وحدق بعينيه في السماء من هول الصدمة والفاجعة، ولم ينطقى لسانه بأى كلام سوى ترديد عبارة «عيالى حبايبى ..عيالى أجيبهم منين». واصطف عدد من المسلمين بالنجع بجوار جيرانهم المسيحيين لمؤازرتهم في مصابهم، منتقدين تقصير الحكومة في الحادث وعدم صدور أى تصريحات أو بيانات قوية تؤكد أنها لن تترك حق هذة الدماء المصرية. وقال محمود ناصر، مزارع من أهالى النجع: «جميع سكان النجع مسلمين ومسيحيين لم ترى أعينهم النوم منذ سماع هذا الحادث الأليم»، لافتا إلى وقوف جميع الأهالى مسلمين ومسيحيين مع أسر الضحايا لمؤازرتهم والتخفيف عنهم والعمل بقدر المستطاع على التخفيف من فاجعتهم. وأوضح «ناصر» أن «النجع معظم أهاليه من البسطاء وأغلبهم يذهبون للسفر بالخارج وخاصة ليبيا رغم جرائم القتل والانفلات الأمني بها لكن لم نكن نتوقع أن يحدث لأبناء القرية أو أي مصري حادث كهذا». وطالب أهالي النجع الذين اصطفوا أمام سرادق العزاء المقام للضحايا الحكومة الجديدة بالقصاص للقتلى والحصول على حقوقهم وعدم الاستهانة بالدم المصري وتركه مستباح لكل من هب ودب»، حسب قوله.