اتشحت قرية فزارة وتحديداً نجع مخيمر بمدينة المراغة في سوهاج بالسواد حزنا علي أبنائها السبعة ضحايا لقمة العيش والذين لقوا مصرعهم الاحد الماضي في حادث بشع وبطريقة وحشية علي أيدي عناصر ليبية إرهابية في بنغازي شرق ليبيا لدوافع دينية والضحايا هم "طلعت صديق "47 سنة" و"إدوارد ناشد" 28 سنة و"ندهي جرجس" 26 سنة وشقيقه "هاني" 24 سنة و"سامح روماني" 19 سنة و"أيوب صبري" 19 سنة و"فوزي فتحي" 18 سنة وجميعهم أقارب وبينهم صلات نسب ومصاهرة. الضحايا تركوا الأهل والأقارب والأحباب والأصدقاء بل تركوا الوطن وذهبوا للعمل في ليبيا طامحين في توفير لقمة العيش لكنهم عادوا جثثاً في توابيت. الحادث البشع هز كل قري المراغة.. الحزن الشديد يسيطر علي الجميع قلوب أسر الضحايا السبعة تتمزق لوعة علي فقدانهم. مسلمو ومسيحيو النجع صفاً واحداً يعتصر الألم في انتظار وصول الجثامين وإلقاء نظرة الوداع الاخيرة عليهم. "المساء" ذهبت إلي منازل أسر الضحايا ورصدت مشاعر الحزن والألم.. يقول جميل سامي محاسب ابن عم الضحايا "مش عارف أقول إيه؟!" الحادث بشع وأكبر من أي تخيل.. الضحايا ذهبوا بحثاً عن لقمة عيش في ليبيا.. تركوا أسرهم ووطنهم وأبناءهم وزيجاتهم وعادوا جثثاً. وتساءل: أي ظلم يتعرض له المصريون في الخارج؟ مشيراً إلي أن الضحايا تعرضوا للقتل عن طريق مجموعة ملثمين دخلوا مسكنهم وقاموا بتوثيقهم وأخذهم في سيارة إلي المنطقة التي وقعت فيها الجريمة وتمكن أحدهم من الهرب من السيارة وأطلقوا عليهم الرصاص بلا رحمة مشيراً إلي تعرض الكثيرين من ابناء القرية الذين يعملون بليبيا لانتهاكات صارخة من قبل. ويقول خلف ناشد بولس شقيق الضحية "ادوارد" لقد سافر أخي إلي ليبيا ومعه العديد من أهالي القرية وتركوا أسرهم إلي ليبيا عندما علم أن شباب قريته يسافرون إلي هناك من أجل كسب المال.. سافر ليوفر لقمة العيش خاصة أنه متزوج ولديه ثلاثة أبناء منهم طفلة رضيعة عمرها 11 شهراً. كان يتمني رؤيتها لكنه تعرض لابشع أنواع الغدر في بلد عربي وشقيق وقد علمنا بالحادث من وسائل الإعلام وبعدها اتصلنا بعدد من أبناء النجع العاملين بليبيا فأكدوا لنا صحة الواقعة. جرجس حبيب والد "ندهي وهاني" لم يستطع الكلام وظل يردد "ندهي وهاني حبايبي الاثنين. راحوا مني يا مين يجيبهم لي تاني. راحوا مني في غمضة عين" وظل شارداً مع نفسه غير مصدق ما حدث! فيما قال "فرح جرجس حبيب" إن شقيقيه "هاني وندهي" سافر مع مجموعة من شباب القرية منذ ما يقرب من عامين علي أمل إيجاد فرص عمل بعد أن ضاقت بهم السبل هنا في مصر وليوفرا لأسرتيهما حياة كريمة فكل واحد منهما متزوج ولديه أبناء وتساءل من سيعوض هؤلاء الأطفال الصغار عن فراق أبيهم؟!! ثم أنخرط في بكاء شديد محتضنا أبناء شقيقيه الصغار. يقول إبراهيم رزق صديق "ابن عم" فوزي فتحي صديق احد الضحايا أن الجميع في حزن مما حدث. ومعظم أهالي النجع من البسطاء وأغلبهم يذهبون للسفر بالخارج وخاصة ليبيا وأنهم جميعاً سافروا بعد أن ضاقت بهم الحياة لكن الاشقاء بدلاً من أن يكرموهم ويساعدوهم أرسلوهم جثثاً في توابيت!!. يري رزق الله أيوب "أحد أقارب الضحايا" أن الذين قتلوا في ليبيا هم ضحايا أنظمة سابقة لم توفر لهم وللآلاف مثلهم حياة كريمة ولو كانت هنا الحياة أفضل ما فكروا نهائياً في السفر.. لكنه الاهمال والفساد بالإضافة إلي رخص الانسان المصري في بلاد الغربة.. وأضاف: دائماً حقوقنا كمصريين منتهكة .. وتساءل: ماذا لو حدث العكس؟! طبعاً ستقوم الدنيا ولن تقعد.. وتساءل: ما ذنب هؤلاء الاطفال الصغار أن يتيتموا؟! فيما انتقدت أسر وأقارب الضحايا السبعة ما تردد من تصريحات عن وزارة الخارجية بأن الضحايا كانوا يبحثون عن الهجرة مطالبين الجهات الرسمية بعدم الاستعجال في اصدار التصريحات والقيام بواجبها المنوط بها بالتحقيق في هذه الجريمة البشعة والقبض علي الجناة مرتكبي الحادث البشع. كما أعربوا عن استيائهم من الحكومة في تقصيرها في الحادث وعدم صدور أي تصريحات أو بيانات قوية تؤكد أنها لن تترك حق هذه الدماء. وعبر أحمد ناصر إبراهيم مدرس عن حزن الجميع مسلمين ومسيحيين العميق لهذا الحادث ومنذ أن سمعت القرية الخبر الكل شعر بأن الحادث يمسه ونحن في انتظار وصول الجثامين ظهر اليوم واهالي القرية كلها تقف مع اسر الضحايا لمؤازرتهم في هذا المصاب الجلل.