دوّنت الطالبة آيات حمادة، مسؤول حركة مقاومة بجامعة الأزهر، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ما حدث معها خلال احتجازها 54 يومًا بعد القبض عليها داخل الجامعة. أشارت آيات، في أول كلماتها، بأنها ذهبت إلى "جامعتها" الأزهر للمشاركة في مظاهرة سلمية، اعتراضًا على فصل واعتقال الطلاب واستشهادهم داخل المدينة الجامعية والحرم الجامعي، مضيفة أنه أثناء وجودها عند "الكافتيريا" التقطت عدة صور لتواجد قوات الأمن داخل الحرم الجامعي، فجاءها أحد أفراد ما اسمته، "أمن الدولة" وامسك بيدها بشدة وعنف، وأصر على أخذ هاتفها فردت عليه: "أنت مالك أنا بصوّر جامعتي"، ثم جذبتها الفتيات وأبعدتها عنه. أكدت مسؤولة حركة مقاومة بجامعة الأزهر، أنها قررت الخروج من الجامعة لعدم وجود حشد قوي، وأثناء ذهابها إلى الباب برفقة مجموعة من الفتيات، سمعنَّ أصوات بعد علمهم بالقبض على رفيقة الدراسة "هاجر أشرف"، وحينما نظرت للخلف وجدت طالبة أخرى وهي "أسماء نصر" اصطفت حولها القوات في محاولة منهم لإدخالها إلى المدرعة وتم تمزيق خمارها، حسب رواية آيات، وهو ما أغضبها وجعلها تهتف: "بنات مصر خط أحمر"، "حسبي الله ونعم الوكيل فيكم أنتوا مش رجالة". تابع، أنها وجدت فتاة أخرى إلى جانبها تسب بألفاظ خارجة، وعندما حاولت "آيات" تنبيهها إلى ما تردده وجدت أحد الضباط يجذبها من شعرها، ما أدى إلى كسر "التوكة" بداخل رأسها حتى جرحتها، وحاولن الفتيات جذبها نحوهن ولكن الضابط استطاع أن يأخذها وعند قدومها نحو المدرعة "دفع الظابط أسماء إلى الداخل بضربه قوية وأنا بنفس الضربة إلى داخل المدرعة وقال (جبنالك اللي تونسك) فقلت له: (هى دي التهمة) وتعمدت عدم إظهاري الدموع أمامهم برغم أني كنت أتالم". واستكملت آيات شهادتها، أنه عند دخولها المدرعة وجدت العديد من العساكر الذين أخبروها بأنهم سينزلونهم عقب رحيل الضابط، وهو ما لم تصدقه "آيات"، ولفتت إلى أن حقيبة يدها ليست معها، وبعد دقيقة "جاءت طلقات الخرطوش التي وضعت في الحقيبة غصب عنهم، وعند صراخ أسماء خاف الجميع من حشد المتظاهرين عند المدرعة فأخذ الخرطوش من الحقيبة، وقال خلاص خلاص هيعملو ازعاج، وفوجئت أسماء بوجود الفارغ أثناء التحقيق"، وحدثت مشادة كلامية مع الشخص الذي قبض عليها، وقالت له: "أنا مش بشتم بس حضرتك مش فعل رجولي أنك تضرب بنت وتقطعو طرحتها، قالي أنا مش راجل طب أنا بقى هثبتلك واخليكي مش بنت وبدأ يهدد"، واستكملت: "وقتها شعرنا بالخوف من كل ما قالوه وبعدها جاءت طالبة إلى المدرعة (شيماء)، سألتنا عن حالنا فاعطيتها المصحف والموبيل، وبعدها بدقائق أدخلتها القوات المدرعة، فاعترضت فتاه أخرى (ياسمين) فدخلت معنا وأصبحنا أربعة، وكان هناك جروح في رأسها من أثر خبطها في عواميد النور". تابعت، "تحركت المدرعة إلى باب كلية صيدلة، وطلبوا منا النزول وجاء بوكس وطلبوا منا الصعود إليه، ورفضوا فتح الجزء الذي يسهل صعودنا، وصعدنا بعد معاناة من ألم جسدي ونفسي، وجاء 4 فطاحل (أمن دولة) فصعدوا وركبوا معنا، وعند سؤالي عن مكان ذهابنا قالوا بحده (أمن الدولة إن شاء الله)، وتم أخذ هواتفنا وبطاقات إثبات الشخصية، حتى وصلنا إلى قسم ثان مدينة نصر، وعددنا زاد إلى 12 فتاة". وأوضحت أنه عند وصولهم "الحجز" كانت "الغرفة باردة لدرجة الارتعاش، فطلبت من الظابط غلق المروحة فشتم وأخذ في تعلية هواء المروحة، وكل فترة يأتي ليسب ويشتم ويطلب منا الوقوف وعدم الجلوس، سمعت أصوات الشباب، وعلمت أن هناك شاب حلق ذقنه وقالو له يا أبو دقن عيره، وهكذا إلى أن وصلت الساعة إلى الثانية فجرًا فطلبوا منا الخروج من الحجز، وفوجئنا بدخولنا من عدة مداخل إلى باب خلفي، وبعده صفوف أمن طلبوا منا الصعود إلى عربة الترحيلات، وفوجئنا بوضع الأولاد بداخلها ووضعنا في مكان جلوس الأمين كنا 14 فتاة في مكان لا يسع لأربع أشخاص". وأضافت آيات، أنه عند وصولهم إلى معسكر الأمن المركزي وجدوا شبابًا تتم إهانتهم بالداخل وإجبارهم على غناء "تسلم الأيادي" والاعتراف بأنهم "حريم، وليس رجالة"، وبعد الانتهاء منهم "طلب منا واحدة واحدة القدوم وأخذ يفتش الحقائب وأخذوا كل شئ منا فلاشة النت والفلوس والمفاتيح وغير ذلك"، واستكملت: "طلبوا منا الدخول إلى زنزانة دخلنا وسمعنا صوت مياه وتم غلق الباب وبعد ذلك اشتد الصوت ووجدنا دفعة من المياه تغرق الأرض، أخذنا في النداء والضرب ع الباب ولم يستجيب أحد، اقترحنا تمثيل أن هناك موبيل معنا ونجحت الفكرة فدخلو وقالو فين الموبيل اللي هنا، فطلبنا حل لهذه المياه ونحن نعلم أنها مدبرة فأعطونا ممسحة وشنطه بلاستيك وبدأنا في العمل على تقليل المياه، ومرّت الأيام هكذا 4 أيام من العذاب". "كنت كلما قلت لأحد أنا مش إخوان وأصلًا كنت ضدهم يقول لي إنتي كدابة زي رئيسك"، و"تم ترحيلنا إلى سجن القناطر يوم الثلاثاء، وتم تفتيشنا بشكل مهين جدًا جدًا جدًا وجردونا من ملابسنا، وتم تهديدنا بكشوف عذرية، ولكنها لم تحدث نهائيًا، وتم عمل اختبارات حمل فقط واحتجزنا في السجن بعد ذلك"، مشيرة إلى ماحدث معهم داخل السجن: "هذا ما حدث في المعسكر والقسم، أما في السجن فالانتهاكات كانت التفتيش، غلق باب الزنزانة المستمر مع مرض 2 بالغدة وظهور الأعراض علىّ، وحدوث تشنجات لعدة أفراد وعدم المعاملة بإنسانية في المستشفى ليس معنا فقط، ولكن مع الجنائيين أيضًا، كأنهم بيعاقبونهم فوق عقوبتهم عقوبة أخرى". واختتمت آيات، شهادتها بأنها ستتحدث عمّا يتعرض له الجنائيين بالداخل، إلى جانب "أشخاص سياسيين تم نسيانهم بداخل السجون وكانوا من أكثر الناس حبًا وخدمة لي"، وأكدت أن هذا "ملخص 54 يوم عذاب ولم يخرج أحد إلا 4 من 57 ولد و14 بنت". آيات حمادة، هي طالبة بالفرقة الأولى بكلية التجارة بنات جامعة الأزهر ومسؤولة حركة مقاومة بالجامعة، عضو في إخوان كاذبون وحركة تمرد وجروب كريستي، شاركت في أغلب الفعاليات ضد حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، تم إلقاء القبض عليها يوم 28 ديسمبر 2013، والإفراج عنها في 18 فبراير الماضي، بكفالة 1000 جنيه هي و4 آخرين، نظرًا لسوء حالتها الصحية، حيث تعاني آيات من مرض السكر والحمى الروماتيزمية على القلب ومرض في الغدة النخاعية، وتقدم المحامين بالالتماسات التي تثبت هذا.