قدمت مساعدة وزير الخارحية الأمريكي للشؤون الأوروبية فيكتوريا نولاند، أمس، اعتذاراتها للاتحاد الأوروبي وذلك بعد أن أدلت بتصريحات بدت خالية من الدبلوماسية، حيال الاتحاد الأوروبي في شأن الأزمة في أوكرانيا. وفي شريط مسجل لمكالمة هاتفية وضع على موقع يوتيوب أمس، قالت "نولاند"، أرفع مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية مهتمة بشؤون القارة الأوروبية، لمحدثها "فليذهب الاتحاد الأوروبي إلى الحجيم". وكانت "نولاند" التي يمكن التعرف بوضوح إلى صوتها، تتحدث مع رجل يشبه صوته صوت سفير الولاياتالمتحدة في أوكرانيا جيفري بيات. وكان الدبلوماسيان يناقشان طريقة تسوية الاضطرابات السياسية في أوكرانيا. والمحادثة التي سجلت من دون معرفة نولاند وبيات على ما يبدو، ونشرت على يوتيوب قبل أن تنتشر على نطاق واسع على "تويتر"، غير مؤرخة ولم يكن ممكنا التحقق منها بطريقة أكيدة. ولم تنف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينفير بساكي صحة المكالمة الهاتفية، لكنها رفضت الإدلاء بالمزيد بشأن "محادثة دبلوماسية خاصة". وقالت "بساكي" إنها لا تملك "تفاصيل مستقلة عن مصدر الفيديو المنشور على يوتيوب"، لكنها أشارت بأصبع الاتهام للسلطات الروسية لقيامها بالدعاية لهذا الأمر من خلال نشر التسجيل على تويتر. وتتواجه روسيا مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بشان الأزمة الأوكرانية، بل أن المتحدثة الأمريكية أشارت إلى احتمال أن يكون تسجيل المكالمة وبثها من فعل روسيا وأجهزة مخابراتها. وحذرت من أنه "إذا كان تم تسجيل هذه المكالمة وبثها، فنحن إزاء انتهاك لمكالمة خاصة". بدوره، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن واقعة "قيام الحكومة الروسية بنشر المكالمة عبر تويتر له دلالات ما على دور روسيا في هذه القضية". وأوضحت بساكي من جهتها أن "نولاند" قدمت اعتذاراتها. وقالت "بساكي": "نحن نعمل بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي وممثليه وهذا ما تقوم به مساعدة وزير الخارجية في حالة أوكرانيا". وأضافت أن نولاند "كانت على اتصال وثيق بوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، وكانت على اتصال بنظرائها الأوروبيين وقدمت طبعا اعتذاراتها (..) للتصريحات التي وردت". وتقوم نولاند في الوقت الراهن بزيارة إلى كييف، وتبذل منذ أسابيع جهودا شخصية للبحث عن حلول للأزمة بين النظام والمعارضة، بما في ذلك زيارتها أواخر ديسمبر للمتظاهرين المؤيدين لأوروبا. وفي المحادثة الهاتفية التي أثارت هذه القضية يظهر الدبلوماسيان وهم يناقشان أفضل استراتيجية في أوكرانيا لإيجاد حل للأزمة والدور الذي يمكن أن يضطلع به كل من الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة. وبحسب المكالمة، فإن النقاش دار حول السفير الهولندي السابق في كييف روبرت سيري الذي عين قبل أيام مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى أوكرانيا. وقالت نولاند: "هذا الشخص من الأممالمتحدة، روبرت سيري، سيكون ممتازا للمساعدة في ترميم الأمور، والحصول على هذا الصمغ الذي يحمل ماركة الأممالمتحدة، وأنت تعرف، فليذهب الاتحاد الأوروبي إلى الجحيم". وأجابها السفير بيات: "يجب أن نفعل شيئا للصق كل شيء معا لأنه يمكن أن تكوني على ثقة أنه عندما يبدأ الصمغ بالزوال، سيعمل الروس في الكواليس ليحاولوا نسفه".