قال المستشار محمد عبدالوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، إن المشاركة الشعبية في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، تمثل تجسيداً لمبدأ مشاركة المواطنين، مبينًا أن الشعب المصري يناضل دومًا في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأضاف "خفاجي"، في بحث له، أنه يعتزم أن يبني بهذا الاستفتاء مؤسساته الدستورية؛ أساسها مشاركة كل مصري ومصرية في تسيير الشؤون العامة وصنع القرارات السياسية وحقه في مراقبتها، والمشاركة في رسم السياسة العامة، والتعديلات الدستورية المعروضة للاستفتاء نصت على هذه المشاركة المعترف بها للمواطنين في تسيير شؤونهم من أجل ضمان تفعيلها عملياً. وتابع "خفاجي"، أن مصر قادرة من خلال المشاركة الشعبية في الاستفتاء الدستوري على عبور المنحنى الخطر لمستقبل مشرق، موضحًا أن أعلى المواطنين مقاماً له صوت واحد يعادل في القوة صوت أقل الناخبين مركزاً، مؤكداً أن الالتفاف الوطني والإرادة الشعبية السبيل الوحيد لمواجهة الإرهاب وقوى الشر التي تريد الخراب لمصر الكنانة. واستكمل نائب رئيس مجلس الدولة، "إذا كان الأصل في حق المواطن بالمشاركة الشعبية للتصويت، أنه حق تقديرى مطلق، لا يقيده إلا ضميره اليقظ الحامي للوطن وذلك من منطلق أن الحيدة والنزاهة وفقاً للأصل العام صفة يتمتع بها كل مواطن، فنحن أمام واجبين دستوريين أولهما مشاركة المواطن في الحياة العامة، وثانيهما الحفاظ على الأمن القومي". وأضاف أن إبداء الصوت الاستفتائي يعد أقوى اللحظات في التمثيل الديمقراطي، إذ يعد بشكل عام محدداً للمشاركة السياسية، وهو في الواقع يتطلب انخراطًا في المجموعة الوطنية، لافتا إلى أنه من خلال النسبة المئوية لأصوات الناخبين الذين صوتوا لحظة الاقتراع يمكن قياس درجة اهتمام المواطنين بعملية الاقتراع، ومن ثم تحديد درجة الاندماج الاجتماعي للفرد داخل وطنه وانتمائه إليه. وأشار "خفاجي"، في بحثه، إلى أن السلوك الاستفتائي ليس تظاهرة ولكنه وقفة موضوعية تعكس يقظة ضمير وصحوة وجدان شعب ومجتمع يتطلع لبناء مستقبله، مبنينًا أن السلوك الاستفتائي على التعديل الدستوري يعد من تجليات السلوك السياسي، وتعبيرًا واقعيًا للمشاركة السياسية فهو سلوك جماعي ذو أبعاد إحصائية. ووصف "خفاجي"، ترسخ ثقافة اللامبالاة بالصوت الاستفتائي على التعديلات الدستورية الذي تدعيه الجماعات المارقة ب"عمل خطير ضد فكرة الانتماء لوطن"، متابعًا أنهم يصورون لغالبية الشعب أن ممارسة الحقوق السياسية مرادفة للفساد ولا جدوى من ممارستها، وزرع هشاشة الثقافة السياسية لدى المواطن، وعدم تفاعله مع السياسة العامة للبلاد، وعدم فهم مغزاها أو مناقشة ونقد الأفكار والبرامج وعادة ما يكون غياب الوعي يرتبط أساساً بالأمية السياسية، لافتا إلى أنها آفة منتشرة في كثير من المجتمعات ولكن الشعب المصرى بلغ ذروة الوعي السياسي في الوقت الحاضر. وأوضح أن بث الجماعة المارقة لروح فقدان الأمل في تعظيم الصوت الاستفتائي مؤشر على فقدان روح الانتماء للوطن، واندثار للقيم الإيجابية للحقوق السياسية ولمبادئ المواطنة والمسؤولية الاجتماعية، وبالتالى فإن نشر الجماعات المارقة لثقافة اللامبالاة للصوت الاستفتائي خيانة عظمى للوطن. واختتم نائب رئيس مجلس الدولة، بحثه قائلًا: "من هنا يبدو جليًا أهمية ممارسة الحق الاستفتائي، والإدلاء بالصوت داخل جمعية الاقتراع إنما يرتبط بفكرة الولاء للوطن، وأن التصويت يرتبط بأعمال وطنية يؤكد الفرد من خلاله إخلاصه وولائه للدولة، أكثر من كونه عملاً يتقدم من خلاله بمطالب للنظام السياسي في بلده".