كما ذكرت فى مقال الأسبوع قبل الماضى أنه أصبح مؤكداً ترشح المشير عبدالفتاح السيسى فى انتخابات رئاسة الجمهورية، وأنه أصبح جلياً نجاحه فى تلك الانتخابات، وتقلده منصب رئيس الجمهورية. وإن كنت مشفقاً على هذا الرجل الذى أكنّ له كل احترام وتقدير من المرحلة الحرجة للغاية التى سيتولى فيها مقاليد منصبه المنتظر، فإننى ومن منطلق هذا الإشفاق وهذا الاحترام والتقدير أتقدم للمرشح عبدالفتاح السيسى وفريقه الانتخابى بعدة نصائح أرجو أن تؤخذ فى الاعتبار، وهم يديرون حملته الانتخابية. أولاً: من منطلق أنه لا بد وأن يكون لكل مرشح برنامجه وخطته فى حالة نجاحه؛ فأرجو كل الرجاء أن يكون برنامج وخطة السيسى قابلين للتحقيق على أرض الواقع، فقد كان برنامج وخطة النهضة للمعزول محمد مرسى الإنشائية وغير القابلة للتحقيق على أرض الواقع سبباً رئيسياً فى سقوطه وسقوط نظامه السريع والمروع. فليس من أجل حشد مزيد من الأصوات تضربون مصداقية الرجل فى مقتل. نريد خريطة طريق فى الأربع سنوات المقبلة، طموحة معتمدة على إمكانيات مصر المادية والبشرية ولا نريد إسرافاً فى الوعود. ثانياً: من منطلق أن الرجل يُعرف من أخلّائه، وصاحب المنصب يُعرف من حسن أو سوء اختياره لحاشيته؛ فالرجاء كل الرجاء أن يحسن المشير السيسى اختيار فريق حملته الانتخابية وأن يبتعد للغاية عن منافقى السلطة والمطبلاتية وأعمدة إعلام نظام مبارك الذين يحاولون هذه الأيام جاهدين التسلل إلى صفوف حملته الانتخابية طمعاً فى مناصب هامة بعد نجاحه. ثالثاً: يكفيك يا سيدى المشير، وأنت تنعم بكل هذا التأييد الشعبى، خطاباً أو خطابين على أكثر تقدير توجههما لجموع المصريين تلخص خلالهما وجهة نظرك فيما حدث وفيما يحدث وفيما تنوى فعله خلال فترتك الرئاسية. رابعاً: ابتعد كل البعد عن البذخ فى حملتك الانتخابية، ويفضل بالنسبة لك أن تعلن أنك لن تنفق جنيهاً واحداً على حملتك الانتخابية، خاصة وأنت من وجهة نظرى لست فى حاجة لأى بوسترات أو إعلانات تليفزيونية أو إعلانات شوارع لما تتمتع به من تأييد شعبى جارف. خامساً: فى خطابك أو خطابيك كمرشح للأمة أرجو أن تركز على ضرورة إحداث مصالحة وطنية، وفى حالة عدم قبول هذه المصالحة الوطنية فليس أمامنا سوى استخدام قوة القانون وعصا السلطة لإنهاء هذا العراك السياسى الذى أنهك مصر ويهدد أمنها القومى والاقتصادى. سادساً: أثناء حملتك الانتخابية كن صريحاً وواضحاً وواقعياً، وصارح الشعب «صاحب الأصوات الانتخابية» بالحقائق كاملة وبالتحديات التى تواجهها دون أى مواربة. سابعاً: ابتعد عن المناظرات مع المرشحين الآخرين، ولك عبرة فى المناظرة التى حدثت فى الانتخابات الرئاسية الماضية بين عمرو موسى وأبوالفتوح وأحرقت الاثنين معاً. ثامناً: «وأرجو أن تتحمل هذه النصيحة»، اشتر كفناً وضعه فى دولاب ملابسك، وكل يوم صباحاً ومساءً قبيل النوم انظر له، وتذكر أنه يوماً سيضم جسدك حين يحين موعد لقائك الله.. وأنا أضمن بذلك أن خمر السلطة والنفوذ لن تدير رأسك. تاسعاً: إن كنت تنعم الآن بتأييد الجيش وتأييد الشعب فكن حذراً جداً حين تتولى السلطة من كل هذا التأييد، فهما من كانا يؤيدان مبارك، وهما من أقصياه وقذفا به إلى السجن. واعمل جاهداً على أن تحافظ على هذا التأييد الجارف بحسن حكمك وطهارة يديك وحسن اختيارك لوزرائك وحاشيتك. عاشراً: هذا الشعب المسكين ينتظر منك أن تفعل له الكثير فصارحه بمنتهى الصدق والوضوح بما تستطيع أن تفعله. حادى عشر: وهى نصيحة من القلب من رجل يقدرك ويحترمك.. إذا كنت تستطيع تحمل هذه المسئولية الثقيلة للغاية فامض على بركة الله، وإذا كنت لا تستطيع ولن تحقق لهذا الشعب ما يريده منك فاعتذر وليأخذها غيرك لأن صدمة الشعب ستكون فيك بلا حدود إذا أخذتها ولم تستطع فعل ما يريد منك أن تحققه وتنجزه.. مع إيمانى الكبير بأنك إذا أخلصت واتقيت الله ستكون فترة حكمك نقطة فارقة مضيئة فى تاريخ مصر، والله سبحانه وتعالى من وراء القصد.