بدأت المؤسسات الدينية الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج، التي تحل في 27 رجب الحالي، إذ أطلق الأزهر حملة موسعة للتوعية بدروس الإسراء والمعراج، عبر 4 آلاف واعظ، فضلا عن الاحتفاء بالمناسبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتوعية المواطنين بأهمية المناسبة والدروس المستفادة منها. وأطلقت دار الإفتاء فيديو موشن جديد اليوم احتفاء بالذكرى، أوضح أنّ للقدس الشريف والمسجد الأقصى منزلة عظيمة في شريعة الإسلام؛ فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى النبي الكريم، والأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين. وأضافت الدار في فيديو "موشن جرافيك" الذي أنتجته وحدة الرسوم المتحركة بمناسبة الإسراء والمعراج، أنّ الإسراء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان من مكة إلى بيت المقدس، ثم العروجُ به إلى السموات العلى، ومشاهدة ملكوت الله عز وجل، تكريمًا إلهيًّا للصادق الأمين، واصطفاءً له ولأمته على العالمين، قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾. ولفتت دار الإفتاء، إلى مكانة المسجد الأقصى لدى المسلمين وأهميته، واستدلت بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي رواه أبو ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: «المَسْجِدُ الحَرَامُ»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ «المَسْجِدُ الأَقْصَى»، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً». وأعلنت "الأوقاف" تخصيص خطبة الجمعة المقبل، للاحتفال بالمناسبة التي يتكون بعنوان: "في رحاب الإِسراء والمعراج"، إذ قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنّه أسري برسول الله في لية الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، للربط بين المسجدين، والتاكيد أنّ القضية بينهما واحدة، ثم عرج به إلى السموات العلا، ومن هنا كانت الإسراء والمعراج معجزة بكل ما يحمله معنى المعجزة من معان، كرّم الله بها نبينا. وأوضح جمعة، أنّ الدرس الثاني هو "الصلاة" وأهميتها وفرضها من فوق سبع سماوات، مشيرًا إلى أنّ النصرة من الله ومن بيوت الله ومن الصلاة، وإقامة الفرائض والمحافظة عليها، مع الأخذ بأسباب النصر والتمكين، موضحًا الموقف الذي يبين مدى رحمة ديننا الحنيف. وقال الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنّ الإسراء والمعراج معجزة ارتبطت باسم النبي، وهي ثابتة بالأدلة القطعية من القرآن والسنة، وهي من حقائق الدين وأمور التشريع، إذ تعدت المعجزة إلى كونها تشريف للنبي ولأمته، ففرضت فيها الصلاة التي هي الركن الثاني بعد الشهادة وإعلان الإسلام لله. ولفت النجار، إلى أنّ الإسراء والمعراج جاء بعد معاناة الرسول وتكذيب قومه له، وقد دعا ربه (اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِين! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟، إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟، أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟، إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أُعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِك)، وكانت الصلاة بجانب كونها ركنا من أركان الإسلام، فهي تسرية للرسول ولأمته.