حتى الآن لا توجد بصمة حقيقية لوزيرة الإعلام الحالية الدكتورة درية شرف الدين فى مبنى ماسبيرو العريق سوى استضافة عدد من قيادات «الجماعة الإرهابية» وعرض أفلام تسبح وتمجد فى الرئيس المعزول محمد مرسى، وكل إنجازات الوزيرة القديرة هى تصفية حساباتها القديمة مع زميلاتها من المذيعات اللاتى كن يتنافسن فى الماضى بينهن داخل المبنى قبل أن يفتح الله عليها بكرسى الوزارة الذى تتعامل معه كمغنم وليس كتكليف فى لحظة حرجة من عمر مصر العظيمة، وأيضاً تصفية حساباتها مع الكثير من الزملاء الإعلاميين والمُعدّين الذين كانت على خلافات شخصية معهم. لم نرَ لوزيرة الإعلام التى جاءت بعد ثورة 30 يونيو أى تطوير للبرامج أو الإعداد الجيد لإعلام دولة يليق بحجم مصر.. كما لم نرَ منها، وهى التى تجلس على كرسى الوزارة الأثير منذ 6 أشهر، أى خطة عمل إعلامية حقيقية تُجابه بها إعلام وأبواق تنظيم الإخوان الإرهابى الذى يعمل على تشويه صورة مصر فى الداخل والخارج بشكل لم يسبق له مثيل، ولولا الفضائيات والصحف الخاصة التى تقف لأضاليل وأراجيف قناة «الجزيرة» الإرهابية لكان المواطن المصرى الآن يقف فى صفوف الجماعات الإرهابية. الوزيرة التى توسمتُ فى قدومها خيراً على اعتبار أنها «بنت المبنى» والأجدر على التطوير والتحديث والمنافسة تفرغت لمشاكلها الشخصية وأزماتها النفسية مع المذيعات وتركت عملها الحقيقى، لدرجة أنها أتت بأحد القيادات الإرهابية المتحالفة مع الإخوان الذى كان يخطب فى منصتى «رابعة» و«النهضة» وجعلته يقدم برنامجاً دينياً يعظ فيه الناس كل يوم جمعة، وهو الذى كان يقف بالصوت والصورة يحث المعتصمين المسلحين فى «رابعة» و«النهضة» على الجهاد ضد الدولة ويحرض على القتل ومؤازرة «المعزول مرسى». كما تفرغت الوزيرة للانتقاص من حملات دعم الفريق السيسى المنتشرة فى ربوع مصر ومهاجمتها ورفض إذاعة مؤتمراتها الجماهيرية الحاشدة، وقامت بمنع إعلانات مدفوعة الأجر من قوى سياسية شعبية دعت لمشاركة المصريين فى الاستفتاء، كما حدث مع المستشار أحمد الفضالى المنسق العام لتيار الاستقلال، بجانب حملته الجماهيرية فى الشارع، وأيضاً رفضها إذاعة الفيلم العبقرى «خليك فاكر» للمخرجة العبقرية ساندرا نشأت، الذى دعا للمشاركة فى الدستور، وتكررت نفس الفعلة فى رفض إذاعة مؤتمرات تيار الاستقلال الحاشدة لدعم الفريق السيسى التى كان آخرها فى الصالة المغطاة وتعدى الحضور فيها 20 ألفاً، وأيضاً حملة «بأمر الشعب» و«كمّل جميلك».. ولا أدرى لمصلحة من تفعل هذا، اللهم إذا كانت هذه الحملات الشعبية لها علاقة بالمذيعات اللائى تنتقم منهن وتدعو لترشيحهن للرئاسة وليس للفريق السيسى؟! على الوزيرة أن تراجع نفسها، وتتفرغ للعمل بما يرضى الله، وأن تعرف أن من يجلس على كرسى وزير إعلام مصر الكبيرة عليه أن يُدرك خطورة المرحلة ودقتها للدفاع عن الدولة العريقة بدلاً من الدفاع عن مشاكله الشخصية والنفسية.