اخترع الإخوان لعبة عزوف الشباب عن الاستفتاء لضرب مصداقيته وتنفيذ مخططهم بإسقاط الدولة من خلال تقسيم فئاتها المختلفة وزرع الفتن بينها، لكن الأغرب أن الحكومة المضطربة بلعت الطعم وبدأت التعامل مع «الفرية» على أنها حقيقة، وبدلاً من أن يجتمعوا ليحققوا مطالبه ويبحثوا مشاكله ويخرجوا ليشكروا ويحيوا الشعب المصرى على دوره فى الاستفتاء، الذى أثبت أنه أكثر نضجاً ووعياً من نخبته وحكومته ذهب وزراء الحكومة بتكليف من كبيرهم الذى علمهم التدليل د. حازم الببلاوى، يتوددون إلى بعض الشباب الذين أداروا ظهورهم لمصر فى أهم معترك تخوضه وهو الاستفتاء على الدستور. لقد خرج الشعب المصرى يرفض الوسطاء من الشباب أو غيرهم، خصوصاً من أرادوا الوصاية على تصرفاته خلال الأعوام الأخيرة والتحدث باسمه، ووصلت أعداد المشاركة إلى رقم لم يحدث من قبل، فجاءت المشاركة هى الأعلى فى تاريخ الاستفتاءات المصرية، وإذا صدقت «فرية» عزوف الشباب، فهذا معناه انعدام تأثيرهم ومصداقيتهم لدى الشعب.. الأغرب أن الوزراء الذين اجتمعوا بالشباب فعلوا مثل رئيسهم ووعدوا بتشكيل لجان قضائية لبحث ما سموه حالات القبض على طلاب الجامعات، وهو تدخل صريح وواضح فى أعمال السلطة القضائية مثلما فعل د. حازم الببلاوى حينما طالب النائب العام ببحث قضية إذاعة التسجيلات لنشطاء الثورة.. وبالتالى أصبح همّ الحكومة هو التطفل على القضاء والتدخل فى شئونه، فيما تراخوا فى تفعيل مسئوليتهم وواجباتهم. لقد دعا وزراء الحكومة ممثل حركة «6 أبريل» التى تعتبر شعبة للإخوان، وبالطبع قام الشاب بالمزايدة عليهم والانسحاب من الاجتماع، لكن الأغرب أنه فى ذات الوقت كان المرشح الثورى حمدين صباحى مع الإعلامى عمرو عبدالحميد فى برنامج «الحياة اليوم» يرفض الدفاع عن أحمد ماهر ومحمد عادل، واكتفى بالدفاع عن أحمد دومة وآيات الحلوانى، مما يؤكد أن الحكومة لا تملك رؤية، وتعمل باضطراب، وأبرز مثال على ذلك ما حدث مع طاهر أبوزيد وزير الرياضة، الذى ألغى د. حازم الببلاوى قراره بعد 3 ساعات، دون أن يبلغ أحدهما الآخر. هذه الحكومة الضعيفة والرخوة أصبحت عبئاً على ثورة 30 يونيو، واستمرارها أكثر من ذلك انتكاسة للثورة لأنها تدير ظهرها للشعب المصرى العظيم وتهتم ب«شوية عيال» على الفيس بوك وتويتر تبحث عن رضاهم، كما أنها حكومة تفتقد البوصلة والرؤية، ولا أريد الوصول إلى نتيجة أنها حكومة متآمرة ضد الوجدان الشعبى والضمير الجمعى للمصريين وضد قضاء مصر المستقل وثوابت الدولة الوطنية وضد الفريق أول عبدالفتاح السيسى، أمل المصريين. للأسف، فإن بعض شباب ثورة 25 يناير يلعبون مع مصر على طريقة «فيها لا اخفيها»، وقد صدموا من الحشود التى خرجت فى الاستفتاء على الدستور رغم غيابهم عن الأضواء، ويحاولون من خلال الذكرى الثالثة للثورة استعادة دورهم حتى لو نفذوا أجندة الإخوان.. وبدلاً من أن تقف الحكومة للمواجهة أو تحاول توعيتهم بخطورة ما يفعلونه، انسحقوا أمامهم وهرولوا وراءهم، طلباً للرضا، ونسوا الشعب الذى لا يجيد الابتزاز. لقد بدأت عملية ابتزاز وإرهاب «السيسى» من قِبل شباب سرقوا ثورة يناير وتواطأوا مع الإخوان، سواء بعلم أو جهل، لضياع الدولة بمعاونة وزراء حكومة الببلاوى.. والآن يفرضون شروطهم، رغم أن الشعب وفى قلبه الشباب قد قال كلمته، بدليل أن شباب «تمرد» بقيادة محمود بدر وحركة «مستقبل وطن» بقيادة محمد بدران قد بذلوا جهوداً مضنية فى تحريك الشباب نحو الاستفتاء.. ومع ذلك يخرج أعداء ثورة 30 يونيو «الإخوان» وتجار ثورة 25 يناير «بعض الشباب» ليروّجوا فرية العزوف، وتصدقهم الحكومة «الخايبة»، وتدللهم لتؤكد من جديد أنها ليست حكومة ثورة 30 يونيو ولا الدولة المصرية.. وليؤكدوا أنه لا أمل فى استعادة الدولة إلا فى «السيسى» الذى يتعرض الآن لأكبر عملية نصب وابتزاز وإرهاب باسم الشباب.. وإذا كان الشعب قد رد على تجار الثورة فى الاستفتاء، فإن الرد على الحكومة يجب أن يتم فوراً بإقالتها!