حظيت حكومة د.حازم الببلاوى بدعم شعبى غير مسبوق لكنها لم تستغله أو تستثمر الزخم الشعبى وزيادة درجة الولاء والانتماء لدى المصريين ووصولهم إلى حالة وعى وطنى لم تحدث من قبل، لتحقيق مكاسب لصالح الدولة والشعب يمكن أن يذكرها التاريخ، لكن الحكومة رغم أن معظم وجوهها مشرفة أثبتت الأيام غيابها عن الوعى وعدم إدراكها لطبيعة المرحلة وتحدياتها، وبالتالى جاءت تحركاتها مرتبكة وبطيئة بالإضافة إلى عدم انسجامها. لقد جاءت ثورة 30 يونيو بهذه الحكومة لتحقيق أهدافها ، لكن يبدو أن الوزراء لم يعرفوا حتى الآن لماذا خرجت الملايين واكتفوا بالجلوس على مقاعدهم.. وبالتالى لم يسعوا لتحقيق أهداف الثورة التى كانت السبب الوحيد فى وصولهم لمناصبهم، فعلى حد علمى أن نظام الإخوان لم يكلف أو يستشر د.حازم الببلاوى فى أى أمر اقتصادى أو سياسى على مدى عام باستثناء جلسة استماع فى مجلس الشورى قبل الثورة بأسابيع، كما أن كثيراً من الوزراء لم يكن لديهم أى أمل حتى فى دخول مقر الحكومة، لا أن يكونوا أعضاء بها، طالما كان الإخوان فى الحكم، وإذا كان الوزراء قد تقبلوا المنصب فى ظروف صعبة فهذا لا يمنع أحداً من مراقبتهم ومطالبتهم بأن يكونوا على مستوى الحدث والمرحلة. خرجت ثورة 30 يونيو ضد نظام الإخوان وبحثاً عن مصر التى أضاعوها، وبالتالى فإن الهدف الأول للثورة يكمن فى إزالة آثار العدوان الإخوانى، والثانى استعادة الدولة المصرية ومؤسساتها وهيبتها واستقلالها.. وعلى مدى أكثر من شهر ونصف الشهر لم تفعل الحكومة «البطيئة» ما يحقق أهداف الثورة، وصدعوا دماغ المصريين بمبادرات ومشروعات مستقبلية دون تهيئة التربة أولاً.. وأى متابع يرى أن هناك فجوة كبيرة بين إدراك «الجيش والشرطة» لطبيعة المرحلة، وبين أداء بقية أعضاء الحكومة. والجميع يعلم أن مواجهة الإرهاب الإخوانى تتطلب استراتيجية أمنية دينية ثقافية تعليمية إعلامية، بينما الحكومة ورئيسها د.حازم الببلاوى لم يفكروا حتى الآن فى زيارة شيخ الأزهر بعد هجوم أردوغان عليه، أو زيارة البابا تواضروس بعد حرق الكنائس، ولم يهتموا حتى الآن بتوثيق جرائم الإخوان من أجل ثورة 30 يونيو وحق الأجيال المقبلة فى المعرفة، كما أن الحكومة «المرتبكة» لم تحقق هدف الثورة باستعادة هيبة مؤسسات الدولة واستقلال الوطن، حيث لم تنتفض ضد الهجوم المنظم من دول التنظيم الدولى للإخوان المسلمين سواء تركيا أو قطر أو تونس أو حماس، حتى تجرأت الأخيرة واعتقلت رئيس الجالية المصرية بغزة، كما جاءت انتفاضتها ضد قناة «الجزيرة» متأخرة جداً. لقد أضاعت الحكومة أياماً وأسابيع ولم تغير رؤساء تحرير الصحف القومية أو قيادات الإخوان فى المؤسسات المختلفة، ولم تعدّ المؤسسات المصرية لبناء دولة ديمقراطية حديثة بعد إزالة آثار الإخوان، ولم تنتبه حتى الآن إلى أن استقلال مصر أحد أهم أهداف الثورة التى جاءت بهم.. ولا توجد لدى الحكومة رؤية واضحة وأعضاؤها لا يخاطبون الشعب المأزوم والمتوتر عما يحدث باستثناء محاولات بسيطة من د.حازم الببلاوى وأخرى قوية من د.حسام عيسى. لقد تناسى د.الببلاوى وحكومته أنهم جاءوا فى مرحلة انتقالية مع رئيس مؤقت غير مسيس، وبالتالى فإن المسئولية عليهم أكبر، والشعب الذى وثق فيهم يندم الآن على هذه الحكومة وخيبتها.. ونكمل غداً.