شعرت بسعادة بالغة بعد اكتمال تشكيل حكومة د. حازم الببلاوي وادائها اليمين القانونية امام الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور.. فهذه هي الحكومة الخامسة بعد ثورة 52 يناير حيث سبقتها حكومات شكلها الفريق أحمد شفيق ثم حكومة د. عصام شرف وحكومة د. كمال الجنزوري وأخيراً حكومة د. هشام قنديل وما أدخل عليها من تعديلات وتغييرات. وايا كان الامر فقد ضمت حكومة الببلاوي مجموعة من الكفاءات والشخصيات التي تتمتع بتاريخ علمي واقتصادي وتطبيقي في مختلف المجالات وكذلك خبرات دولية في كبريات المؤسسات العالمية.. واشارت مجموعة من تقارير استطلاع الرأي حول هذه الحكومة إلي رضاء في الشارع السياسي. فهذه الحكومة قادرة علي مواجهة التحديات والازمات الناتجة عن الاوضاع التي تمر بها البلاد.. وجاء نجاح الشرعية الشعبية لثورة 03 يونيو ومساندة الجيش والشرطة وباقي مؤسسات الدولة لها في تحقيق اكبر معجزة في العصر الحديث.. وهي الاطاحة بحكم تعمد التجييش والتكويش علي كل شيء مع الاستحواذ والاعتماد علي أهل الثقة دون الكفاءة. لهذا فأن المطلوب منا جميعاً - لمواجهة الكوارث والازمات التي خلفتها حكومة الإخوان وقادتها- اتاحة الفرصة للعمل الهاديء بدون معوقات واخطرها المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات وقطع الطرق وتعطيل المصالح والاعتداء علي المنشآت والتي زرعها الإخوان بين المواطنين هنا وهناك.. لان عناصر الخطر تكمن في هذه الأمور الغريبة علينا. حكومة د. الببلاوي عمرها محدد ما بين 7 أو 9 شهور لانه بعد اجراء الانتخابات البرلمانية سيتم تسليم السلطة للقوي السياسية المنتخبة.. وبالتوازي مع ذلك فإنه علي التيار الإسلامي ان يعي جيداً أنه جزء من نسيج الوطن الذي لا يمكن الاستغناء عنه.. وعلي العقلاء في هذا التيار أن يستوعبوا درس ثورة 03 يونيو وانهم جزء من الواقع السياسي والتحول الديمقراطي والاقتصادي. ومحاولات فصيل من هذا التيار شد البلاد إلي دوامات من العنف تجرنا الي حرب أهلية - لا قدر الله - تدور رحاها وأكثر من موقع وتنطلق مدافعها أو تتوقف بقرارات وتوجيهات حسب مشيئة جماعة الإخوان الدولية ومن ورائها فهذا كله جزء لا يتجزأ من حزمة عناوين الاخطار المرعبة التي تهدد مصر بأكملها. ومما ينبغي التنبيه اليه أن حكومة د. الببلاوي جادة في اختصار الزمن اللازم لتحديث الدولة وبناء مصر الجديدة والخروج من الازمات والكوارث ومحاربة العقد الروتينية والبيروقراطية باعتبار ذلك البوابة الرئيسية للدخول الي التنمية العملاقة بمعدلات متسارعة تتفق وطبيعة المرحلة فلقد أخذ رئيس الحكومة بمبدأ الفرضية الاساسية ووضع الوزير المناسب في المكان المناسب اعتماداً علي مواصفات ومعايير دقيقة تحدد الرجل المطلوب للعمل المطلوب بعيداً عن سياسة ملء الفراغات التي كانت سمة لحكومة الإخوان. أريد ان أقول حكومة الببلاوي الانتقالية تضم كوادر قيادية لديها مصداقية في محيط عملها خصوصا من ناحية الكفاءة والخبرة وحسن السمعة وقوة الشخصية ونظافة اليد.. ففرق العمل داخل الحكومة بدأت العمل في تجانس وتوافق علي مهام هذه المرحلة وطبيعة تحقيق الانجازات علي ارض الواقع لما نعانيه من بطالة وغلاء وفساد وتعطل المنشآت وإغلاق للمصانع وعودة الأمن والاستقرار للشارع المصري. ان معطيات المشهد الدافع الراهن تفرض علينا جميعاً الحفاظ علي أهداف ثورتي 52 يناير و 03 يونيو ومساندة الحكومة في مهامها.