مر 100 يوم على حكومة د.حازم الببلاوى، التى تمثل تكراراً لحكومة د.عصام شرف، حيث ساهمت الأخيرة بدرجة كبيرة فى إجهاض ثورة 25 يناير ولو تركت حكومة الببلاوى بنفس وزرائها وأدائها فستقضى على ثورة 30 يونيو، بينما أصحاب القرار فى تغييرها غائبون أو مشغولون، ولكن الحقيقة أن هذه الحكومة الرخوة، البطيئة، العاجزة، المرتعشة، المترددة، تمثل نسخة بالكربون من حكومة د.عصام شرف، وإن كانت الأخيرة لها عذرها فإن حكومة الببلاوى حظيت بأكبر دعم سياسى وشعبى وإعلامى، بالإضافة إلى المساعدات المالية من السعودية والإمارات والكويت وصلت على كل الاختصامات، كما أن الأوضاع الأمنية أفضل مما كانت عليه فى عهد «شرف»، ومع ذلك فإن الببلاوى وحكومته قد خيبوا ظن المصريين، فحتى الآن يسبق المواطن حكومته فى أفعاله وأحلامه، بينما الحكومة تفتقد الرؤية والبوصلة والتنسيق بينهم، مما أدى إلى زيادة أطماع عصابة الإخوان الإرهابية الخائنة فى مصر، بالإضافة إلى الدول الأجنبية التى أهانت المحروسة وكبرياءها، بينما رد الفعل الرسمى ضعيف دائماً ومتأخر. كشف حساب ال100 يوم لحكومة الببلاوى يؤكد أنها «غائبة» أو «نائمة»، وبالتالى كان يجب تنظيم جلسة لمدير المخابرات العامة المصرية مع الوزراء ليدركوا حجم المخاطر والمؤامرات التى تحاك ضد مصر، بينما هم مشغولون فى أمور «مرفهة»، فالتنظيم الدولى يستخدم مخابرات دول وتمويلاً أجنبياً وعناصر مسلحة من داخل مصر وخارجها لإسقاط الدولة. يجب على هذه الحكومة أن تستقيل، وإذا لم تفعل فعلى صاحب القرار إقالتها، فأجندتهم بعيدة تماماً عن ثورة 30 يونيو، فلا هم أزالوا آثار النظام الإخوانى الذى خرجت الثورة ضده، ولا استعادوا هيبة المؤسسات واستقلال الدولة، ولولا جهد الجيش والشرطة لانهارت الدولة المصرية على يد «الببلاوى وأصدقائه»، خاصة أن بعض الوزراء الذين رشحهم د.محمد البرادعى وأتى بهم إلى الحكومة ما زالوا ينفذون أجندته التى رفضها الشعب المصرى، كما أن الحكومة فشلت فى إيجاد حل لمشكلة الجامعات واتسمت بالجبن فى مواجهة الإخوان، فلم تقرر حظر الجماعة إلا بعد صدور حكم قضائى، وحتى الآن عاجزة عن إعلان الإخوان منظمة إرهابية. د. حازم الببلاوى له رأى فى حكومة د.عصام شرف، التى عمل بها نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للمالية فى تشكيلها الثانى، ملخصه «أن د.شرف كان رجلاً رقيقاً بدرجة لا نستحقها ولا نحتاجها، وأنه جاء فى ظرف تاريخى غير مواتٍ له، وأنه أهدر فرصة كبيرة على البلد».. وأخشى أن يخرج الببلاوى فيجد نفس العيوب تلاحق حكومته من أول الرقة إلى إهدار الفرص، وإذا كانت كل النداءات التى وجهت للحكومة لتصحيح أخطائها لم تأت بالنتائج المرجوة.. فالطلب الآن يوجه إلى صاحب القرار لتغيير هذه الحكومة الفاشلة التى ستضيع ثورة 30 يونيو. لقد استمر الببلاوى فى حكومة د.شرف 120 يوماً وخرج بعدها ليصدر كتاباً عن مذكراته فى مجلس الوزراء. ونتمنى أن لا يستمر فى الحكومة الحالية أكثر من ذلك حتى يستطيع التفرغ لكتابة الجزء الثانى من المذكرات بنفس «الرقة».. والبطء والتردد الذى يدير به الحكومة الآن!!