هى قوة حتشبسوت، وشجاعة كليوباترا، وحنان إيزيس، وثورية صفية زغلول، وصوت أم كلثوم، ونضال هدى شعراوى، كتلة من المشاعر والعطاء، وقمة الضعف، ورمز القوة، هى الابنة الرقيقة، والزوجة المخلصة، والأم الحنون، والحبيبة الصادقة، والصديقة الوفية، والأخت العطوف، هى النصف الأقوى فى المجتمع. على ضعفها ظهرت قوتها، صارت تتصدر دور البطولة فى كل مشهد حيوى ومهم، تتميز بحدس قوى، أو كما يقولون «حاسة سادسة»، لتصبح المرأة المصرية صاحبة الريادة فى صنع المعجزات على مر العصور المختلفة، هنا تصنع حتشبسوت الحضارة بحكمها وحكمتها، وهناك تتمكن كليوباترا بقوتها من الحفاظ على حكم مصر واستقلالها عن الإمبراطورية الرومانية، بينما تبقى إيزيس، ربة القمر والأمومة لدى المصريين القدماء، لا تخلو صفاتها من المكر والدهاء إن لزم الأمر، فقد يكونا سبباً فى تربعها على عرش مصر مثلما صارت شجر الدر يوماً. على مر التاريخ كان للمرأة المصرية دورها وريادتها، فتصبح مثلاً سميرة موسى هى أول عالمة ذرة فى مصر، الفتاة التى كان موت والدتها بالسرطان سبباً فى أن تتخصص فى هذا العلم، وتصبح أول من يضع بدايات علم جديد للانتفاع من الطاقة النووية فى علاج الأمراض. من رحمها تولد الأسرة، وبعقلها تتدبر حالها، تمتلك القدرة على تربية الأجيال، أو تكون راعية للعلم، مثلما فعلت الأميرة فاطمة إسماعيل، التى تبرعت بمصاغها لإنشاء جامعة القاهرة، وتساهم بأملاكها فى إنشاء باقى الجامعات فتشهد مصر وقتها نهضة علمية غير مسبوقة يذكرها التاريخ دوماً. فى ظاهرها سكون وهدوء يتماشى مع طبيعتها الناعمة، لكنه يخفى بداخلها ثورة مكتومة تخرج إن أرادت هى، تستطيع أن تغير التاريخ بصوتها الحاد وكلماتها القوية، من قبل كانت صفية زغلول أماً للمصريين بثوريتها وصوتها الذى أسكت العالم من حولها، لتخرج السيدات عن صمتهن فى ثورة 1919 مطالبات باستقلال البلاد، «صفية» التى خرجت تهز العالم بندائها بعد نفى زوجها سعد زغلول صارت أماً للمصريين، تسعى لتحقيق أهدافهم وتصرخ بكل حقوقهم فى وجه الظلم، والظالمين. منذ ذلك الحين صار النضال والثورية ملازمين للمرأة لتكون فى مقدمتهن هدى شعراوى تلك التى ثارت على التقاليد والعادات العقيمة التى آثرت أن تكون المرأة مثلها مثل قطع الأثاث، فباتت «شعراوى» رمزاً للنضال وباحثة عن حقوق وحريات المرأة المحرومة منها. تبقى المرأة رمزاً للثورة الحقيقية فى كل بيت، لتكون شرارة انطلاق 25 يناير، وقائدتها وصانعتها فى ثورة 30 يونيو، إذ علت أصوات النساء فى كافة ميادين مصر، مطالبات بإسقاط حكم المرشد وجماعة الإخوان المسلمين، وما لبث النظام أن سقط بالفعل، وانقشعت الغمة على أيادى المرأة المصرية، التى عادت للمشهد بقوة فى الاستفتاء على الدستور لتحتشد السيدات أمام كل اللجان بحثاً عن حقوقهن وصانعات للتاريخ كما تعودن.