م الآخر| زمن الفن الجميل

عبارة كل الناس بيرددوها المقصود بيها (زمن الفن القديم) والحقيقة عندي تعجب من حالة التقديس الغريب للفنانين القدامى والأفلام القديمة والأغاني القديمة، فنانين زمان صحيح اجتهدوا وقدموا أعمالاً قيمة عاشت للنهارده لكن مش معنى كده إننا نقدسهم ويبقى كل شيء قديم عظيم ورائع ومفيش زيه، لما تشتغل أغنية لعبدالحليم أو أم كلثوم بنسمع كلام زي (الله على زمان وأغاني زمان، عبدالحليم مش هييجي زيه أبداً، أم كلثوم محدش زيها النهارده).
و لو حد قال مثلاً ما بحبش الأغاني القديمة فورًا الموجودين يوصفوه بالجهل والتفاهة وعدم تذوق الفن الجميل ويتهكمو على رأيه، مع كامل احترامي لعبدالحليم وأم كلثوم وكل فنانين زمان لكن الحقيقة كلهم بشر مش آلهة مقدسة ربنا اللي خلقهم خلق غيرهم ومن حق الكل ينتقدهم أو يحبهم كل شخص حر في رأيه، كمان بتعجب من جملة (زمن الفن الجميل) يعني زمان كان الفن الجميل ودلوقتي زمن الفن القبيح ؟؟ ببساطة أغاني زمان عايشة لأن في ناس عاصرت الفترة دي عايشين على قيد الحياة مش لأنها مجيدة ملهاش مثيل.
في زمننا المعاصر عندنا فنانين كتير رائعين و أحسن من فنانين الزمن القديم كصوت وإحساس وعلم، لكن تقديس البعض لفنانين الزمن القديم بيظلم فنانين الزمن الحالي وبيخلي مجهودهم مهدور لأنهم مهما قدموا وأجادوا بيلاقو عبدة الماضي المقدس واقفين في طريقهم بعبارات زي (إيش جاب فلان لعبدالحليم ؟؟ فلانة ما توصلش لظفر أم كلثوم، فلانة قزمة قصاد فيروز، فلان مايجيش ربع وديع الصافي) على فكرة فن زمان مكانش بالمجد والعظمة اللي بنحيطه بيهم كده، كان عندهم إسفاف وابتذال زينا بالظبط وأكتر، من عبارات أغاني الإسفاف والابتذال زمان (بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة، إرخي الستارة اللي في ريحنا لا أحسن جيراننا تجرحنا، ده الحب دح دح والهجر كخ كخ، وأنا لسه نونو في الحب بونو) وغيرها كتير من الكلمات المبتذلة في الأغاني القديمة، كل زمن فيه الجيد و السيئ لكن الفرق إن زمان مكانش في يوتيوب وفيس بوك وفضائيات، على فكرة أمريكا زمان كان فيها فنانين عظماء أمثال (Elvis Presley - Vicky Carr) وغيرهم من الفنانين، لو كان الأمريكيين قالوا مفيش زيهم ماكناش سمعنا عن ( Celine Dion - Michel Jackson ) ولا كل الفنانين الكبار الموجودين دلوقتي، اللي بيسجن نفسه في أطلال الماضي هو العاجز عن بناء مستقبل، أتمنى حالة التقديس العجيب للفن القديم تنتهي لأنها أصبحت مرض بيخلق جوانا كسل وعجز عن بناء أي شيء جديد لأن مهما بلغت روعته هيتقال (مش زي زمان).