استأنف موظفون في دوائر حكومية عراقية، اليوم، العمل وسط إجراءات أمنية مشددة في الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، وذلك على الرغم من سيطرة المتمردين على بعض أجزاء المدينة التي تنتشر في شوارعها، وعند تقاطعاتها الرئيسية آليات عسكرية ثقيلة ودبابات. وأكد ضابط بالشرطة العراقية، أن مسلحين تابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية فى العراق والشام"، المعروف باسم (داعش)، ما زالوا يسيطرون على منطقة شارع ستين والحميرة فى وسط وجنوب المدينة. وما زال مسلحون من العشائر وآخرون من التنظيم نفسه، يسيطرون على مدينة الفلوجة، فيما ينتشر آخرون من التنظيم ذاته في وسط وجنوب مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، وفقا لمصادر أمنية ومحلية. وتعد هذه هي المرة الأولى، التي يسيطر فيها مسلحون علنا على مدن عراقية منذ التمرد، الذي أعقب الغزو الأمريكي عام 2003. ودعا محافظ الأنبار أحمد خلف الدليمي، من جانبه، كافة الدوائر الرسمية لمباشرة أعمالهم اليوم، مؤكدا أن مدير الدائرة سيتحمل مسؤولية أي تلكؤ، وبالفعل باشرت جميع الدوائر الحكومية العمل فيما شهدت الشوارع انتشار شرطة المرور، باستثناء المدارس. ولا تزال المعارك جارية في منطقة البوبالي، الواقعة بين الرمادي والفلوجة، وتشارك فيها الدبابات وقوات خاصة. وقال صباح النعمان المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، الذي تشارك قواته في معارك في البوبالى: "المنطقة ما زالت ساحة صراع وغير آمنة، ولم تطهر من الإرهابيين". والبوبالي، الواقعة بين الفلوجة والرمادي، هي منطقة وعرة تحيط بها البساتين، وهي أيضا آخر منطقة انسحب منها مقاتلو القاعدة عام 2007 بعد فرض سيطرتهم عليها. وأوضح "النعمان": "ما زالت القوات الأمنية تقاتل في هذه المنطقة، التي تحتوي على جيوب إرهابية"، مؤكدا: "الإرهابيين قاموا بتفخيخ الشوارع والمبانى ونعمل على إزالتها". كما أفاد "النعمان" بفقدان عدد من جنود القوة الخاصة في هذه المنطقة دون تحديد عددهم، وما زالت مدينة الفلوجة تحت سيطرة مسلحين من أبناء العشائر وآخرين من مقاتلي (داعش). وشهدت مدينة الفلوجة، أمس، عودة النازحين وسط هدوء حذر وفتحت جميع المحال التجارية أبوابها، ولكن ما زالت عناصر مسلحة تنتمي إلى العشائر، وآخرين مرتبطين ب"الدولة الاسلامية فى العراق والشام"، تنتظر على أطراف الفلوجة.