"تعالي خدي جنيه" كان مفتاح الشر الذي استدرج به محسن سيد سليم، 36 عاما، عامل بالمعمار من قنا، الطفلة حلا، 8 سنوات من أسفل منزلها بمنطقة المزادات بالإسماعيلية، وعندما اقتربت منه شدها من يدها وهددها، الأمر الذي جعل الطفلة تستجيب له في حالة رعب وذعر وتستسلم للسير معه، وبعد استقلاله سيارة تاكسي ومطالبته من السائق الذهاب به إلى موقف الإسماعيلية العمومي، لعب القدر دوره حيث بث القلق داخل قلب السائق الشاب، وأيقن أن هناك شيء غير مطمئن، وأن الطفلة ربما تكون في حالة من الخطر. تعود تفاصيل الواقعة عندما استقل المتهم محسن، سيارة أجرة يقودها محمود سيد أحمد موسى، 28 عاما، حاصل على بكالوريوس تربية، وبرفقته طفلة 8 سنوات تدعى حلا، وطالبه بتوصيله إلى الموقف الجديد. وروى السائق تفاصيل ما حدث قائلا: إن الطفلة كانت تجلس خائفة وعليها علامات الرعب، فسألته هي "قاعدة ليه كده" فأجابه أنها خرساء لا تتحدث. وأضاف محمود، حاولت الحديث أكثر مع محسن حتى أقطع الشك باليقين قائلا له مجددا "أوعى تقول إنها بنتك لأنها مش شكلك خالص، فقالي دي بنت المهندس اللي شغال معاه، وعندما وصلنا للموقف الجديد سألته فين العمارة أنزلك أمامها فأشار إلى عمارة وعندما أعطاه الحساب ونزل بالطفلة لم يتحرك بها إلى العمارة التي أشار إليها". وتأكد محمود سائق السيارة أن الأمر مريب، وترقبه من بعيد حيث وجده يأخذ الطفلة يدخل بها منطقة الجنانين عند الجامعة الجديدة. ركن السائق التاكسي ونزل متتبعا الرجل في اللحظة وجد شخصين طلب منهما المساعدة في التحرك إليه لمعرفة الأمر فخشى كل منهما أن يكون بحوزته سلاح، ليطلب منهما متابعته من بعيد ونجدته عند طلب المساعدة، وبالفعل توجه إليه فبادر بضرب الطفلة في صدرها وطرحها أرضا وفر هاربا، ليتوجه خلفه وتمكن من ضبطه بعد ما جرى وراءه لمسافة 800 متر. بدأت الواقعة تأخذ الإجراءات القانونية باستدعاء شرطة النجدة وإخطار اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية بالواقعة والذهاب بالأطراف الثلاثة السائق والجاني والطفلة إلى مركز شرطة ثالث وتحرير المحضر رقم 4576 إداري ثالث. وبإحالة الواقعة إلى نيابة ثالث الإسماعيلية استمع المستشار محمد الصادق مدير نيابات ثاني وثالث المحافظة، إلى أقوال بطل الواقعة محمود سيد السائق، ومحسن سيد سليم المتهم والطفلة حلا في حضور والديها. وجاء في أقوالهم أمام أحمد فياض وكيل النيابة، تفاصيل ساعتين من الشك والمتابعة والإمساك بالمتهم، وعقب الإدلاء بالتفاصيل السابقة التي جاءت بأقوال محمود سيد السائق، راويا، عقب الإمساك بالجاني والتحفظ عليه عند بوابة مدرسة السلام الإنجيلية المواجهة للطريق الدائري قال لي حرمت مش هعمل كدا تاني لكي أتركه، وجرحني بسلاح أبيض "قطر" كان بحوزته، وطلبت من أحد الأشخاص الاتصال بشرطة النجدة، وحضرت بالفعل وفحص بعض الأهالي هاتفه عثر عليه صور لطفلة صغيرة، وجرى اصطحابنا إلى قسم ثالث الإسماعيلية، ورفضت التحرك حتى وصول أسرة الطفلة، وحضرت والدتها وتبين أن المتهم خطفها بعد تهديدها في حالة الصراخ وطلب منها استقلال التاكسي معه وإلا سيذبحها". وقالت الطفلة حلا في أقوالها، "إنني طلبت من ماما إعطائي فلوس للشراء من السوبر ماركت جوار المنزل وأسفل البيت وجدت الرجل ده يطلب مني الاقتراب منه ويعطيني جنيه، وبعدها هددني بمطواه وقالي لو صرختي هدبحك وكانت لهجته غريبة شوية ومشيت معاه وأنا خايفة وركبنا تاكسي وعمو السائق هو اللي أنقذني منه". وبسؤال المتهم عن الدوافع وراء خطف الطفلة قال "كنت آخدها علشان أجيب لها ساندوتشات وأرجعها لبيتها تاني"، نافيا أن يكون خاطفها رافضا الاعتراف بأي أقوال أخرى. وأمر المستشار ياسر أبو غنيمة المحامي العام لنيابات الإسماعيلية حبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيقات، اليوم، فيما جرى تسليم الطفلة لأسرتها من سرايا النيابة.