طالبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم، بالتوصل لحل سياسي عاجل للأزمة المحتدمة في جنوب السودان. وقالت الصحيفة "إن التدخل الأجنبي في الصراع الدائر في جنوب السودان قد يؤدي إلى تفاقم الأمور". لافتة إلى أن الأمر الضروري فعلا يتمثل في الضغط على جانبي الصراع هناك لإجبارهما على سحب قواتهما وبدء مفاوضات للتوصل لتسوية سياسية للنزاع. وأشارت الصحيفة، في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم، إلى أنه من الضروري أن يركز الفرقاء في جنوب السودان على الانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2015، وليس على الاقتتال في ميدان المعركة. مشيرة إلى أنه في غياب مثل هذا المبدأ، قد تنزلق جنوب السودان في صراع طائفي لا يحمد عقباه. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه منذ عامين، مثلت دولة جنوب السودان الوليدة نجاحا نادرا للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعد أن قرر أوباما أن يتصدر القيادة في حل الأزمة حينذاك. فعندما تعرض الاتفاق، الذي يمهد الطريق أمام مسيحيي الجنوب للانفصال عن السودان ذات القيادة المسلمة، للتهديد بالفشل، عين الرئيس أوباما إثنين من مبعوثيه الخاصين، وحضر بنفسه اجتماعات الأممالمتحدة حول السودان، كما أرسل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لوضع خارطة طريق مفصلة لقادة السودان. وكانت النتيجة أن شهد عام 2011 ميلاد دولة جديدة يعيش فيها نحو 8 ملايين شخص. واستطردت الصحيفة أن هذا الإنجاز معرض في الوقت الحالي لخطر الانهيار، بفضل السلوك البائس الذي يقوم به زعماء جنوب السودان. فبدلا من استخدام نفط جنوب السودان لبناء واحدة من أكبر دول العالم تطورا، سمح رئيس جنوب السودان سلفا كير ميراديت بالفساد، وتورط في حروب مع السودان بشأن أراض متنازع عليها، كما دخل في عداء مع نائبه رياك مشار، حيث اتهمه في 15 ديسمبر الماضي بالتخطيط لمحاولة الانقلاب عليه. وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تحاول جاهدة التوصل إلى حل بين طرفي النزاع في جنوب السودان، فقد التقى المبعوث الأمريكي الجديد دونالد بوث مع سيلفا كير، وأجرى محادثة هاتفية مع إريك مشار، كما قامت واشنطن بدعم جنوب السودان بمئات الملايين من الدولارات في صورة مساعدات.