اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة أمس بقرارات الرئيس المصرى محمد مرسى الأخيرة التى كان أبرزها إحالة المشير طنطاوى وزير الدفاع ورئيس أركانه سامى عنان إلى التقاعد وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل. حيث وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» تلك القرارات بأنها بمثابة انقلاب على قيادات الجيش، قائلة «إن هذه القرارات تعد الأكثر عدوانية وجرأة منذ انتخاب مرسى من أجل انتزاع السلطة السياسية من يد الجيش الذى استولى عليها منذ تنحى مبارك». وأضافت الصحيفة أن أحداث رفح الإرهابية جاءت بمثابة الحدث الفاصل فى تاريخ جنرالات العسكر لتخرجهم من المشهد السياسى وتضعف قوتهم، بالإضافة إلى تعزيز سلطة مرسى القيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين، مستغلا هذه الحادثة فى مناوراته مع المجلس العسكرى. وتتابع الصحيفة أن «رد فعل العسكرى ما زال غير واضح على الرغم من تصريح أحد قياداته بأن تلك القرارات جاءت بعد تفاهمات بين العسكر والرئاسة»، مؤكدة أن «هذه القرارات جعلت نهاية العسكر فى الحياة السياسية مأساوية». وتتوقع الصحيفة مواجهات جديدة بين مرسى وكبرى المحاكم فى البلاد وهى المحكمة الدستورية العليا بعد إلغاء الإعلان الدستورى المكمل. ومن جانبها وصفت صحيفة «واشنطن بوست» تلك القرارات بأنها خطوة قوية من مرسى لتعزيز سلطته وتهميش دور جنرالات الجيش ممن تبقوا من عهد مبارك، وتضيف الصحيفة أن الإطاحة بطنطاوى وعنان أثبتت قدرة وسرعة تحرك «الإخوان المسلمين» فى إحكام سيطرتها على المؤسسات الرئيسية فى الدولة بأسرع مما توقعه المحللون. وتساءلت مجلة «تايم»: «هل بالفعل تمكنت جماعة الإخوان المسلمين من الانقلاب على العسكر؟»، وذلك بعد أن تمكن مرسى بالفعل من التعامل مع قامات وجنرالات الجيش وإخراجهم من المشهد السياسى فى البلاد ككل، هؤلاء الجنرالات الذين أصروا على تقاسم السلطة مع الرئيس المنتخب للبلاد من خلال الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدر فى يونيو الماضى. وتابعت المجلة قائلة: «مرسى الآن أصبح القوى الوحيد فى البلاد بعدما انفرد بالسلطة التنفيذية كاملة وانضمت إليها السلطة التشريعية بعد إلغاء الإعلان الدستورى المكمل». من جانبها قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»: «إن قرارات مرسى جاءت مفاجئة للجميع». وتضيف الصحيفة أن المناورات التى اعتقدها المحللون والمراقبون بين العسكرى ومرسى بهدف الحفاظ على السلطة والامتيازات جاءت نهايتها مبكرة وأسرع مما توقعه الكثيرون. وتتابع الصحيفة: «هذه القرارات تؤكد سلطة المدنيين على الجنرالات، وخسارة العسكرى ستظهر فعليا مع مرور كل ساعة دون أى تحرك يذكر اعتراضا على القرارات والتى من شأنها أن تعزز موقف قرارات مرسى وتعطيها قوة أكثر فى الشارع ضد العسكر». فيما قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إن «القرارات التى اتخذها مرسى تمت طبقا لأحد خيارين، الأول بالتنسيق المسبق مع عدد من جنرالات العسكر على حساب طنطاوى وعنان، وهو ما يعنى وقوع انقلاب من داخل المجلس العسكرى، أو أنها تمت بتنسيق مسبق مع جنرالات العسكر بصفقة متفق عليها من الطرفين».