يجلس رب الأسرة غارقاً بين هموم واهتمامات عائلته الصغيرة، حائراً بين مصلحة الأسرة والمجتمع، عن يمينه يجالسه أحد أبنائه يحادثه عن امتحان الفصل الدراسى الأول، بينما يشاركه آخر الحديث عن عنف الجامعات ومصير الدراسة والامتحانات، المواطن المصرى يشبه كثيرين منتظرين لاستفتاء الدستور المزمع إجراؤه الشهر المقبل، واقع الامتحانات الجامعية والمدرسية واحتفالات أعياد رأس السنة والأقباط وذكرى ثورة 25 يناير، فضلاً عن إجراء الاستفتاء المأمول، يذهب بالعقل إلى معادلة نتائجها غير محسومة. موعد إجراء الاستفتاء على الدستور الذى أعلنه محمد سلماوى، المتحدث باسم لجنة الخمسين، خلال الأسبوع الثانى من يناير، يتقاطع مع ترتيبات المدارس والجامعات وأولياء الأمور لعقد الامتحانات، كما تستعد القوى الثورية للاحتفال بثورة 25 يناير، بينما ينظر الشعب للاستفتاء كمهمة وطنية يتقابل مع «الاحتفالات الينايرية» برأس السنة وعيد الميلاد، أحمد عيد، عضو لجنة الخمسين، يؤكد سهولة توفيق مواعيد الامتحانات مع أيام الاستفتاء وأنه غير مؤثر على مناسبات يناير «الاستفتاء بيحصل فى المقرات واللجان الانتخابية مش الميادين»، مستبعداً حدوث أى مشكلات باستثناء بؤر مكانية معدودة على مستوى الجمهورية مثل جامعتى الأزهر والقاهرة وشارع الهرم، بحسب «عيد». ترتيبات تعليمية وأمنية تعدها مؤسسات التعليم والأمن يغازلها تربص الإخوان «مفيش ظابط هيتقاعس عن دوره فى حماية البلد مهما حصل» بحسب النقيب هشام صالح، المتحدث باسم نادى ضباط الشرطة، مشاركاً الشعب المصرى فى مسئولية إنجاح الاستفتاء وتجاوز الالتزامات الأمنية خلال شهر يناير «الشرطة قدها وقدود وياما عدّينا محن وهنعدى الخطوة دى بالتأكيد». احتفالات القوى الثورية بثورة 25 يناير يفصلها عن الاستفتاء أيام قلائل، حيث يسود التوتر صفوف القوى والحركات المشاركة فى الثورة، شريف الروبى، المتحدث باسم حركة 6 أبريل (الجبهة الديمقراطية)، يعتبر تزامن الاستفتاء وذكرى الثورة فرصة للإخوان «الجماعة خلاص فشلت فى الحشد وهتبدأ تلعب بسياسة الإشاعات والفتن»، ويضيف أن فشلهم فى التأثير على الدستور يسحبهم لإفساد أعياد المسيحيين لإحداث بلبلة قبل الدستور لمنع الناس من النزول.