رحب قادة دول مجلس التعاون الخليجى فى ختام قمتهم بالكويت، أمس، بالتوجهات الجديدة للقيادة الإيرانية تجاه دول المجلس والاتفاق التمهيدى الذى وقعته مع مجموعة دول «5+1» بشأن ملفها النووى بجنيف، نوفمبر الماضى، واعتبروه خطوة أولية نحو اتفاق شامل ودائم بشأن البرنامج النووى الإيرانى ينهى القلق الدولى والإقليمى.. وأكد «إعلان الكويت»، الصادر فى ختام القمة، على أهمية توثيق علاقات التعاون بين دول المجلس وإيران على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية واحترام سيادة دول المنطقة والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها، مجددا رفضه استمرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى). وأكد بيان القادة الخليجيين على حق الإمارات فى السيادة على الجزر الثلاث، واعتبار أى قرار أو ممارسة أو عمل لإيران عليها باطلة وملغاة، لا تغير شيئا من الحقائق التاريخية والقانونية التى تجمع على حق الإمارات فى الجزر. وكان المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجى، الذى يضم قادة «الكويت والسعودية والإمارات وعمان وقطر والبحرين»، أنهى أعمال القمة الرابعة والثلاثين، التى استمرت يومين، بإصدار «إعلان الكويت»، عبر البيان الختامى، الذى ألقاه الدكتور عبداللطيف الزيانى، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى، فى الجلسة الختامية، وشهدت الجلسة فى نهايتها كلمة للشيخ تميم بن حمد آل ثانى، أمير قطر باعتباره رئيس القمة المقبلة. وفى كلمته باعتباره رئيس القمة الرابعة والثلاثين، قال الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت: «إن دول المجلس استطاعت أن تثبت للعالم قدرتها على الصمود والتواصل لخدمة أبنائها، وذلك على الرغم من الظروف المحيطة إقليميا ودوليا، ويجب التشاور وتبادل الرأى حيال تلك الظروف وتداعياتها على منطقتنا بما يعزز من تكاتفنا ويزيد من صلابة وحدتنا»، ودعا إلى مضاعفة الجهود للتصدى للأوضاع الإنسانية الصعبة فى سوريا، منتقدا موقف مجلس الأمن الدولى من الأزمة السورية. وفى إجراء هو الأول من نوعه فى القمة، ألقى الشيخ مرزوق الغانم، رئيس مجالس الشورى الخليجية، رئيس مجلس الأمة الكويتى، كلمة عبر فيها للقادة الخليجيين عن تطلعات شعوبهم وآمالها، متمنيا أن تكون إنجازات المجلس تحقيقا لطموحات المواطن الخليجى، وأضاف: «اتفق رؤساء البرلمانات الخليجية على تشكيل لجنة مشتركة لتوحيد التشريعات الاقتصادية تمهيدا لتحقيق التكامل الاقتصادى بين دول المجلس وإضافة بعد مهم يتكامل فيه الجانب البرلمانى الشعبى مع الجانب الحكومى الرسمى، لاسيما أن الاجتماعات الدورية لرؤساء البرلمانات الخليجية حققت نتائج مثمرة تمثلت فى التشاور الجماعى وتوحيد المواقف فى المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية. حضر قمة المجلس الأعلى لقادة دول التعاون الخليجى أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطنى السورى، الذى أكد أن مشاركة الائتلاف فى مؤتمر «جنيف2» ستكون ضمن الثوابت التى يعبر عنها، وأهمها أنه لا مكان للرئيس بشار الأسد فى مستقبل سوريا.