كشف التصويت الكثيف الذى أجراه المصريون لتأييد ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى لنيل لقب شخصية العام لاستفتاء مجلة «التايم» الأمريكية، نتائج عديدة؛ أبرزها استنفار المصريين لتأييد «السيسى»، خصوصاً بعد انحصار المنافسة مع رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان. وقال رئيس مركز «ابن خلدون»، الدكتور سعد الدين إبراهيم، إن حب وحماس المصريين لوزير الدفاع الفريق السيسى الذى يعتبرونه بطلاً قومياً جعلهم يندفعون للتصويت بشكل مكثف له للفوز بلقب شخصية العام لمجلة «تايم» الأمريكية. وأضاف أن تصويت المصريين تم إما بشكل تلقائى من محبيه أو بشكل منظم من قبل الحملة التى تدعو لتوليه الرئاسة. وتابع أنه لا يستبعد أن يكون حزب التنمية والعدالة -وهو امتداد لجماعة الإخوان- قد فعل الشىء نفسه مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، فالحزب مثله مثل تنظيم الإخوان؛ يتبنى مبدأ السمع والطاعة لقياداته، ولذلك فربما يكون حشد الأصوات أيضاً ليضمن فوز «أردوغان» باللقب على خلفية الصراع بين مصر وتركيا على قيادة المنطقة حالياً، وهو ما دفع على الأرجح إدارة المجلة لاستبعاد الاسمين لشكها فى أن التصويت كان منظماً وليس عفوياً، «أى إن حماس المصريين الزائد للسيسى هو ما حرمه من الفوز باللقب»، حسب «إبراهيم». ويقول الناشر البارز هشام قاسم إن التصويت على لقب شخصية العام ل«تايم» اتخذ شكل «خناقة» بين مصر وتركيا أو بين المؤيدين للفريق «السيسى» وأنصار «أردوغان»، بينما المسألة بالنسبة للمجلة العريقة «روتين سنوى» ليست له دوافع سياسية، واختيارها للشخصيات السياسية وغيرها يكون على أساس الشخصيات المؤثرة التى اجتذبت الأضواء خلال هذا العام سواء بشكل إيجابى أو سلبى. وأشار «قاسم» إلى أن إدارة المجلة تحسم الاختيار منذ سنوات طويلة بعيداً عن رأى الجمهور، لأنها لو احتكمت لآلية الانتخاب (أصوات الجمهور) فسوف يفوز باللقب من هو أكثر قدرة على حشد الأصوات وتوجيهها. وأوضح «قاسم» أن ما تفعله «تايم» هو السماح للقراء بإبداء آرائهم، ما يخلق حالة من الجدل وتبادل الآراء ويعود فى النهاية على موقعها بالرواج، لكنها تحسم القرار بالمداولات بين محرريها، وحفاظاً على مصداقيتها لا تستطيع المجلة أن تتبع منهجاً منحازاً وغير مقبول فى الاختيارات، لأنها لو فعلت ذلك فسيفقد اللقب الذى سبق وحصل عليه أشخاص بحجم الرئيس محمد أنور السادات بريقه وتموت المجلة مثل كثير من المجلات الصغيرة التى تستخدم هذه المسابقات بشكل مغرض للترويج لنفسها. جدير بالذكر، أن هذا العام ليس الأول الذى لا تضم القائمة النهائية لمرشحى مجلة «التايم» لشخصية العام، الشخصية التى فازت باللقب فى استطلاع رأى القراء مثلما حدث مع الفريق السيسى، فالعام الماضى وعلى الرغم من فوز رئيس كوريا الشمالية كيم يونج بنسبة 98% فى ترشيحات القراء لشخصية العام، بسبب تصريحاته التى أدلى بها عن إمكانية مهاجمته الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لم يحصل إلا على 47% فى ترشيحات القراء، إلا أنه جرى ترشيحه فى القائمة النهائية لشخصية العام 2012، بل وحصل على اللقب فى النهاية، وكذلك حدث مع محمد مرسى الذى حصل فى استطلاع رأى القراء على نسبة 30% إلا أنه ترشح فى القائمة النهائية الخاصة بالمحررين. وتؤكد مجلة «التايم» فى كل استفتاء تصدره كل عام، أن الاستفتاء على شخصية العام الخاص بالقراء لا يعتَمد عليه كثيراً، وأن شخصية العام التى تتصدر صورتها غلاف العدد السنوى للمجلة هى من يختارها محررو المجلة، ولا يُشترط أن يكون الفائز فى استطلاع القراء موجوداً بالضرورة فى القائمة النهائية الخاصة بتصويت المحررين.