أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الأزهر الشريف هو الدرع الواق ضد كل مشروع متطرف ومتشدد، مشيرا إلى أن الأفكار المتطرفة لن تجد سبيلا في وجود أزهر قوي. وأضاف جمعة، خلال لقائه ببرنامج "بهدوء" مع الإعلامي عماد الدين أديب، أن الدولة تعي تماما مهمة الدعاة وخطورة دورهم في المجتمع؛ خاصة بعد ما عانيناه من كوارث طائفية داخل المجتمع خلال العامين الماضيين، وندفع ثمنها إلى الآن. وكشف جمعة أن الحد الأدنى للأجور سيطبق على لائحة الوزارة من يناير المقبل، موضحا أن تحسين أوضاع الأزهريين سيقطع الطريق على استمالتهم ووقوعهم فريسة سهلة للطائفيين، مشددا على أن الأزهر يعبر عن مواقف وطنية لوجه الله والوطن، وأنه لا يخضع لإملاءات من أحد، مشيرا إلى أن السلطة لا تنجح إلا في استقطاب أنصاف المثقفين وأشباه العلماء، وليس علماء الأزهر. وقال إن الإخوان كانوا يؤمنون بأن مشروعهم لن يمر في وجود الأزهر القوي كعادته لذلك، مضيفا أن الإخوان مارسوا تضييقا ممنهجا على الأزهر، وناصبوه العداء ونالوا من ميزانيته أشد من نظام مبارك، منوها بأنه كان هناك تصريحات علنية لقيادات الجماعة تهاجم الأزهر وتسعى لهدمه؛ لإقامة مشروع الإخوان. ولفت وزير الأوقاف إلى أنه بعد توليه المنصب وجد أن أكثر من نصف المساجد خارج سيطرة الوزارة، وكان يسيطر على أغلبها الجماعات المتطرفة، لكنها كانت تخضع لرقابة الوزارة على الأوراق فقط، مرجعا انتشار تلك الجماعات إلى غياب دور المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وهو ما جعله مهتما باسترجاعه لدوره في المرحلة المقبلة؛ لأنه يضمن تلاشي تلك الأفكار السوداء من الساحة، على حد قوله. نوه بأن الوزارة صادرت شاحنة كتب وافدة من الخارج تحمل تلك الأفكار وتخالف الإسلام الصحيح، وتابع "نحن لا نقبل أن تكون الدعوة مهنة من لامهنة له"، مشيرا إلى أن دور المساجد السلبي في الفترة الماضية كان سببا في زيادة الانقسام داخل المجتمع المصري بعد أن تحولت إلى أبواق للمتطرفين والدعاية السياسية؛ خاصة في الزوايا. وأشار جمعة إلى أن الوزارة خصصت 300 مليون جنيه لصيانة المساجد، مؤكدا أن الوزارة مهمتها ليست إغلاق دور العبادة، بل بناء وصيانة المساجد، مشيرا الى أنه وجد نسبة الأئمة في المساجد في بعض المحافظات وصلت إلى 98 %، وفي محافظات أخرى لم تتجاوز 30 %. وتابع "الدين والدولة لا ينفصلان لأن الدين بدون الدولة ينتشر في فراغ"، موضحا أن مصلحة الوطن جزء من مصلحة الدولة، وهذا ما لا يعرفه الكثيرون، مؤكدا أن الوسطية مصطلح مستحدث؛ فالإسلام هو الإسلام الذي يتسم بالسماحة، لكن المغرضون والمتعنتون تجاذبوا هذا المصطلح من التيارات المتشددة ادعاء وكذبا لتمرير أفكارهم واستمالة الناس، وتابع "الوسطية لا تعني أنصاف المواقف، وهي ليست قسمة رياضية بين أمرين كما يستخدمها المتشددون".