بعد أن أصبحت الساحة شاغرة من الإسلام الوسطي ، ، يقع علي عاتق الأزهر الشريف مهمة ثقيلة في السنوات القادمة لمحو أثار ما خلفته هذه الجماعات ، لحفظ الأجيال القادمة من التطرف الفكري والتشدد الديني ، فقد وقعت المساجد والساحات في أيدي جماعات التطرف ، والتي خلفت وراءها الطائفية والتشدد ، منذ عشرات السنين والتي زادت بشكل كبير أثناء حكمهم. أكد عدد من "الأزهريين" ل"الأهالي" ان مهمة الأزهر الآن هي في محو ما خلفته الجماعات المتشددة تبدأ بسيطرته علي المساجد وعدم ترك الساحات لهم مرة أخري ، وضرورة انتقاء المشايخ والخطباء التنويريين والدفع بهم ، مع التشديد عليهم بأهمية دورهم في انتشال المجتمع المصري من التطرف . تقول آمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر أنه بغير الفكر الإسلامي الوسطي والذي يطلع به الأزهر في الجامع والجامعة ، يصبح المجتمع المصري مشتتا، مؤكدة ان مصر محتاجة إلي جهد كبير من الأزهر في الفترات المقبلة ، بعد أن تُرك لهذه الجماعات ان يملأوا المساحة الفارغة التي خلفها الأزهر بالتشدد والتطرف ، وهو ما أصبح عبئا ثقيلا يجب محوه . وتؤكد "نصير" ان من واجب الأزهر الآن الدفع بقوة بأصحاب الفكر المعتدل ، وهم كُثر، مع التشديد علي دور المساجد ، وحسن اختيار الأئمة ، مشيرة إلي ان الأزهر الآن يقوم مع وزير الأوقاف بتصفية الأئمة الغرباء عن الأزهر ، وأن هذه الخطوة ستحقق الهدف المرجو في أسرع وقت. وتطالب "نصير" أئمة الأزهر بأن يدركوا حقيقة وأهمية دورهم في نشر الفكر الصحيح داخل المساجد ، وأنهم إذا أتقنوا دروهم وأحسنوا تأديته سينتشلون المجتمع المصري من هذا التخبط ، إن أخفقوا سيواصل المصريون تخبطهم . يري الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية وممثل الأزهر في لجنة الخمسين لتعديل الدستور ، ان الأزهر يحاول الآن بالتعاون مع دار الإفتاء ووزارة الأوقاف نزع الأثار التي خلفتها الجماعات المتشددة بقيادة جماعة الإخوان المسلمين ، بإستخدام الدين ، وتفسيره بما لا يتفق مع صحيح الدين ، أو مع ما قاله الله، حيث تم إستخدام الدين في التفريق ، واستبيحت الحرمات ، والنفس والأعراض. وأوضح "النجار" أنه كان ولابد ان يقوم الأزهر بدوره وبتعاون مع الجميع ، لإعادة صياغة الخريطة الفكرية للشباب وخاصة الذين تأثروا بالأفكار "المسمومة" ، مؤكداً علي ضرورة إرسال الأئمة والدعاه والخطباء ، إلي سيناء لهداية الناس هناك ، والاهتمام بالأجيال القادمة ، وتوفير كل ما يلزم لمحو كل ما خلفته هذه الجماعات. يؤكد محمد عبد الله نصر مؤسس حركة أزهريون مع الدولة المدنية ان الأفكار الظلامية تحتاج إلي أفكار تنويرية لمواجهتها ، لأن التيار المتأسلم من كثرة ترديده للأكاذيب أصبحوا يظنون أنه حقيقة وتنتشر في المجتمع ، ويقتنع المجتمع بأن هذه الأفكار هي صحيح الدين ، مؤكداً ضرورة الدفع بالمشايخ التنويريين لمحو ذلك وشرح ان ما خلفته هذه الجماعات ليس أكثر من مجرد اجتهادات لتمرير مشاريعها . ويضيف "نصر" ان الخطاب الديني الذي كان يقدم من المجتمع هو من خرج هؤلاء التكفريين بسبب ان الازهر لم يضع يديه علي المساجد ، ووزارة الاوقاف تسيطر علي 100ألف مسجد توفر لهم مايوازي نصفهم من الائمة والنصف الأخر يترك للمتشددين بمايعادل 43 ألف مسجد ، وان في غفلة من الزمن سيطرت الجمعية الشرعية وأنصار السنة المحمدية علي عشرات الألاف من المساجد ، وسيطرت بعدها الدولة الموازية للاخوان والسلفيين وانشأت داخل المساجد مستشفيات ، وفصول تقوية للطلاب ، وقدمت مساعدات اجتماعية للمواطنين. ويشير "نصر" إلي قرار وزارة الأوقاف بمنع صلاة الجمعة في الزوايا قائلاً "قرار شجاع لأنها اصبحت كثيرة جدا والدولة عجزت عن توفير خطباء لها ، ، وأصبحت قنابل موقوتة داخل المجتمع ، مشدداً علي ضررورة إصدار قانون دور العبادة ، ويخص الدولة فقط ببناء المساجد ، لأن بناءها ليس هو العقبة ، ولكن توفير الخطباء التنويريين هي المشكلة الأكبر .