قال هيمن عبدالله، عضو غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، إن الصناعات المعدنية تُعد من القطاعات الاستراتيجية التي تعتمد عليها الدولة بشكل أساسي في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى؛ نظرا لاستخدامها بكميات ضخمة في مختلف هذه المشروعات، إلى جانب دورها الحيوي في تلبية احتياجات الأسواق الإقليمية المجاورة، وعلى رأسها السوق الليبي. وأضاف عبدالله، في بيان اليوم، أن الصناعات المعدنية تمثل قاعدة أساسية لا يمكن لأي دولة تحقيق تنمية صناعية حقيقية بدونها، لارتباطها الوثيق بكل الأنشطة الإنتاجية، خاصة صناعات مواد البناء والصناعات الهندسية. وأشار إلى أن الموقع الجغرافي المتميز لمصر، الواقع في قلب المثلث الرابط بين إفريقيا وآسيا وأوروبا، يمنحها ميزة تنافسية كبيرة، خاصة مع وجود قناة السويس التي تسهم في تسهيل حركة الشحن وخفض تكاليف النقل، ما يعزز قدرة المنتجات المصرية على النفاذ إلى الأسواق الإفريقية والشرق أوسطية والأوروبية. ولفت عضو غرفة الصناعات المعدنية، إلى أن مصر تمتلك ثروات تعدينية متنوعة، مثل المنجنيز والفوسفات والذهب، ما يجعل الصناعات التعدينية والمعدنية من القطاعات الواعدة ذات القيمة المضافة المرتفعة، مشيرا إلى أن السوق المصري أصبح سوقا كبيرا قادرا على تغذية العديد من الأسواق المحيطة. وأكد عبدالله، أن المشروعات القومية التي نفذتها الدولة خلال العشرة إلى الخمسة عشر عاما الماضية اعتمدت بشكل رئيسي على الصناعات المعدنية، التي قادت قاطرة التنمية وأسهمت في دعم الاقتصاد الوطني، موضحا أن القطاع يتمتع بعمالة فنية متميزة ذات تكلفة تنافسية مقارنة بالأسواق الأوروبية. ولفت إلى أن الدولة تولي اهتماما كبيرا بالدعم الفني والتعليم والتدريب المهني، من خلال إنشاء المعاهد الفنية المتخصصة لتأهيل العمالة وصقل مهاراتها، مؤكدا أن العمالة المصرية اكتسبت خبرات كبيرة من مشاركتها في المشروعات القومية، وأصبحت عنصرا مطلوبا في أسواق العمل بالدول المجاورة، خاصة في السعودية ودول الخليج. وأضاف أن مصر تمتلك شبكة واسعة من الاتفاقيات التجارية مع الدول الإفريقية والدول العربية، بما يدعم فرص زيادة الصادرات المعدنية. كما أشاد بجهود الدولة في حماية المنتج المحلي، من خلال فرض رسوم حمائية على بعض الواردات، لاسيما القادمة من الصين وعدد من الدول الأخرى، وهو ما يسهم في دعم الصناعات الثقيلة، وتعميق التصنيع المحلي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد والاقتراض. وأوضح عبدالله، أن التحديات التي تواجه الصناعة المعدنية حاليا تأتي في ظل الأوضاع التجارية العالمية، حيث تتجه معظم الدول إلى حماية صناعاتها الوطنية عبر سياسات حمائية، مؤكدا في الوقت نفسه أن مصر أصبحت مركزا إقليميا للصناعات المعدنية ومصدرا رئيسيا لمنتجاتها إلى دول الجوار، مثل ليبيا وسوريا، فضلا عن مختلف دول القارة الإفريقية.