اقتحم المتظاهرون المطالبون بتنحى رئيسة الوزراء التايلاندية، أمس المجمع الذى يضم مقر الحكومة دون أن يواجهوا أى مقاومة، وأدخل المعارضون شاحنة إلى حرم المجمع، حيث خيّمت أجواء احتفالية بعد انسحاب الشرطة منه لتفادى مواجهات جديدة، وكان مركز إدارة الأزمة فى جهاز الشرطة قد برر انسحابه، وقال الكولونيل كاريسانا باتاناشاروين: إنه «بهدف خفض التوتر بين المتظاهرين والشرطة، تمت إزالة الحواجز للسماح للمتظاهرين بدخول الحرم». كما صرحت الشرطة التايلاندية أمس بأنها لن تقف فى طريق المحتجين إذا حاولوا الاستيلاء على مقر الشرطة بالعاصمة، وقال كامرونفيت توبكراتشانج، رئيس شرطة مدينة بانكوك: «اليوم لن نستخدم الغاز المسيل للدموع، ولن ندخل فى مواجهة، سنتركهم يدخلون إذا أرادوا»، بينما أكدت الحكومة التايلاندية أنها أمرت الشرطة التى تتصدى للمحتجين المناهضين للحكومة فى العاصمة بانكوك بألا تتخذ وضع التأهب تفادياً للعنف. وقال تيرات راتانسافى، المتحدث باسم الحكومة، للصحفيين: «قال المحتجون إنهم يريدون الاستيلاء على مبانٍ حكومية، لكن الحكومة لا تريد أن ترى أى قتال أو مجابهة، ولهذا أمرنا الشرطة بالتراجع». وفى سياق متصل، أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة التايلاندية تاناساك باتيمابراغورن أن قيادة الجيش ستنظر فى إمكانية التدخل فى الصراع بين الحكومة والمعارضة الذى أدى إلى توقف الحياة فى البلاد، وكان القادة العسكريون سبق وأكدوا حيادهم، فى ظل ارتفاع حدة التوتر بين الحكومة والمعارضة. كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، عن «قلقه حيال تصاعد العنف» فى بانكوك فى الأيام الأخيرة، ودعا «كل الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس». وأبدت الولاياتالمتحدة أسفها لوفاة أشخاص عدة فى تايلاند فى التظاهرات المناهضة للحكومة، داعية المعارضة ورئيسة الوزراء ينغلوك شيناوترا إلى استئناف الحوار لإنهاء هذه الأزمة السياسية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكى: «إننا قلقون إزاء التوترات السياسية المستمرة فى تايلاند ونتابع باهتمام الوضع».