تتوالى الأحداث في بانكوك، حيث اقتحم محتجون مقر الحكومة دون مقاومة من الشرطة التي قالت إنها تريد تفادي الدخول في مواجهة معهم، فيما أعربت واشنطنوالأممالمتحدة عن قلقهما من تصاعد التوتر في البلاد، وسط دعوات إلى الحوار. اقتحم المتظاهرون المطالبون بتنحي رئيسة الوزراء التايلاندية ينغلوك شيناوترا بكثافة اليوم الثلاثاء المجمع الذي يضم مقر الحكومة بدون أن يواجهوا مقاومة، على ما أفاد صحفيو وكالة فرانس برس. وأدخل المعارضون للحكومة شاحنة إلى حرم المجمع حيث خيمت أجواء احتفالية بعد انسحاب الشرطة منه لتفادي مواجهات جديدة وسط أجواء من التوتر الشديد المخيم منذ يومين. وقبل دقائق، وخلال مؤتمر صحافي بث على التليفزيون برر مركز إدارة الأزمة رحيل الشرطة. وقال اللفتانت كولونيل كاريسانا باتاناشاروين إنه "بهدف خفض التوتر بين المتظاهرين والشرطة، تمت إزالة الحواجز للسماح للمتظاهرين بدخول الحرم". وقال شاهد من رويترز إن الشرطة تقوم بإزالة حواجز من الأسلاك الشائكة خارج مقرها في بانكوك. من جهتها، قالت الحكومة التايلاندية إنها أمرت الشرطة، التي تتصدى للمحتجين المناهضين للحكومة في العاصمة بانكوك، ألاّ تتخذ وضع التأهب تفاديا للعنف. وقال تيرات راتانسافي، المتحدث باسم الحكومة، للصحفيين "قال المحتجون إنهم يريدون الاستيلاء على مبان حكومية، لكن الحكومة لا تريد أن ترى أي قتال أو مجابهة ولهذا أمرنا الشرطة بالتراجع." أضاف: "نريد أن نتفادى العنف والمواجهة." واشنطنوالأممالمتحدة تدعوان للحوار على الصعيد الدولي وفي أول ردود الفعل على تصاعد التوتر في تايلاند، أبدت الولاياتالمتحدة مساء الإثنين أسفها لوفاة عدة أشخاص في التظاهرات المناهضة للحكومة، داعية المعارضة ورئيسة الوزراء ينغلوك شيناوترا إلى استئناف الحوار لإنهاء هذه الأزمة السياسية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي "إننا قلقون إزاء التوترات السياسية المستمرة في تايلاند ونتابع باهتمام الوضع". وأشارت إلى أن السفيرة الأمريكية في تايلاند كريستي كيني التقت شيناوترا إضافة إلى زعماء في المعارضة بهدف "تشجيعهم على إجراء حوار سلمي وعقلاني". تابعت المتحدثة: "نأسف لخسارة أرواح في بانكوك بسبب أعمال العنف السياسية. ندين العنف كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية وندعو الأطراف كافة إلى ضبط النفس واحترام القانون". وأدت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين خلال الأيام الأخيرة إلى سقوط عدد من القتلى وأكثر من مئة جريح. من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الإثنين عن "قلقه حيال تصاعد العنف" في بانكوك ودعا "كل الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس". وعلى هامش افتتاح المؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية في ليما، صرح الأمين العام للمنظمة الدولية أنه "قلق حيال المحاولات المتكررة للمتظاهرين لاحتلال المباني الرسمية ومقار وسائل إعلامية بالقوة". ووجه نداءً إلى "حل الخلافات السياسية بواسطة الحوار والوسائل السلمية". وأضاف أن "على كل الأطراف أن تضمن الاحترام الكامل للمبادئ الديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان بما في ذلك حرية التعبير". وقالت رئيسة الوزراء ينغلوك شيناوترا "أنا على استعداد لبذل كل ما في وسعي من أجل سعادة الشعب.. لكنني كرئيسة للوزراء يجب أن يكون كل ما أفعله متفقا مع الدستور"، رافضة فكرة تشكيل "مجلس شعبي" غير منتخب كما تطالب المعارضة. وصدرت مذكرة توقيف بتهمة "التمرد" بحق الداعي إلى التظاهر سوثيب ثانغسوبان الذي يواجه "حكم الإعدام أو السجن مدى الحياة"، وفق ما أعلنت الشرطة مساء الإثنين مكثفة الضغط على المعارض الذي يرفض أي تفاوض. وأكثر ما يثير غضب المتظاهرين، وهم تحالف للبورجوازيين المحافظين مقربين من الحزب الديمقراطي ومجموعات من أنصار النظام الملكي، شقيق رئيسة الوزراء، ورئيس الحكومة السابق الملياردير ثاكسين شيناوترا الذين يكنون له عداءً شديدا. ويتهم المتظاهرون ثاكسين الذي أطاح به انقلاب في 2006 بأنه هو الذي يحدد سياسة الحكومة من خلف الكواليس. ش.ع.ج.م (أ.ف.ب، رويترز) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل