شعرت بما تشعر به أى فتاة مراهقة من بنات جيلها، عندما تعلم أنها تسافر إلى جدتها فى الصعيد، حيث تقضى عطلتها الصيفية الطويلة التى طالما حلمت بها وانتظرتها ببالغ الصبر، تشعر «إيمان» ابنة ال12 عاما بسعادة غامرة وهى تجهز حقائب سفرها. عقب وصولها سمعت حديثاً بين جدتها وأمها، استغربته بشدة، خاصة مع نبرة الجدة الملحة وهى تقول للأم: «طاهرتى بنتك؟»، ورد الأم: «لسه بدرى على الموضوع ده». الجدة ازدادت إلحاحاً، وقالت إن «البت كبرت ولازم تطاهر»، والصغيرة لم تكن تعلم معنى كلمة الطهارة والختان، ففى القاهرة لم يقل لها أى من أصدقائها أى شىء عن هذا الموضوع. ضغطت الجدة على الأم وقالت لها: «سأتحمل تكاليف الحكاية.. وسأدبر كافة اللوازم». تقول «إيمان»: «بعدها عادت أمى لأبى الذى قال لها: اعملوا لها اللى فيه المصلحة». وفى اليوم التالى، وأثناء جلوس «إيمان» فى شرفة المنزل، جاءتها أمها قائلة: «إيمان، تعلمين أنها ستكون الليلة؟»، لم تكن الفتاة تعلم ما الذى عنته أمها بالضبط، وإن أدركت لاحقاً أن عملية ما سُتجرى لها تلك الليلة؛ بتر جزء من أعضائها التناسلية. وعن تفاصيل تلك الليلة، توضح «إيمان»: «دخلت غرفة الجلوس لأجد العديد من النسوة هناك. لقد أدركت فى وقت لاحق فقط أنهن جئن بغرض الإمساك بى وتثبيتى، إذ يحضر عادة الكثير من النساء لتثبيت الفتاة فى مثل تلك الحالة»، وتضيف: «لا أتذكر الصراخ، بل أتذكر حجم الألم المثير للشفقة الذى شعرت به. أتذكر الدم الذى سال فى كل مكان، وأتذكر إحدى الخادمات عندما رأيتها حقيقة وهى تلتقط قطعة اللحم التى اقتطعوها للتو من جسدى، أتذكرها لأنها كانت تمسح الدم الذى كان فى كل مكان، نزفت كمية كبيرة من الدم وأغمى علىَّ من النزيف. وصرخت أمى بصوت عالٍ: البت ماتت. لكن النساء قالوا لها: البنت لسه فيها الروح. وأعطتنى (الداية) حقنة أوقفت النزيف بسرعة، ولكن الألم لم يزل». الذكرى الأليمة التى انطبعت فى عقل «إيمان» كونت لديها عقدة تسببت فى أن تكون ليلة دخلتها وشهر العسل كآبة ونكداً وخوفاً وألماً. تتذكر «إيمان» ليلة دخلتها، والعقدة التى ترتبت لديها بسبب الختان، التى جعلت شهر العسل لها شهراً من الكآبة والنكد، وفى كل مرة تمارس فيها العلاقة الحميمة مع زوجها، وعدم قدرتها على الاستمتاع بالعلاقة، وبالرغم من أن لديها طفلين ومتزوجة منذ 6 سنوات فإنها لا تعرف شعور المتعة الجنسية. الأخبار المتعلقة: «أميرة»: كرهت الجامعة بسبب التحرش وقلة الأدب «سناء»: «مش لاقية أصرف على ولادى والناس ما بترحمش ومش سايبانى فى حالى» «سعاد»: زوجى «الإخوانى» طلقنى بسبب «السيسى» «هويدا» من «سجن الإيدز»: زنزانة «العار» أصعب حاجة فى الدنيا «نورا»: زوجى «السادى» أجبرنى على اللجوء إلى «الشارع» 6 حكايات تكسر «حاجز الصمت» فى اليوم العالمى للعنف ضد المرأة: «عنف.. ختان.. وتحرش»