سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. هدى زكريا: يملك «باسوورد» المصريين.. وشعبيته من كونه يمثل «الضمير الجمعى» «السيسى» أذكى وأنبل وأكرم من أن يكون ديكتاتوراً بدليل أن أمريكا ضده.. فكيف يكون ديكتاتوراً وهو يستمد قوته من الشعب المصرى؟!
قالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى بكلية الآداب جامعة الزقازيق: إن الفريق السيسى تمكّن من فك شفرة الشعب المصرى وحصل على كلمة السر. وأوضحت، فى حوارها ل«الوطن»، أن الشعبية التى حظى بها جاءت من منطلق أنه نموذج جيد للضمير الجمعى للمصريين، موضحة أنه الوحيد الذى أعلن تحيزه وتأييده للشعب المصرى بجميع طوائفه. ■ بداية نريد تحليلاً مبسطاً لشخصية الفريق أول عبدالفتاح السيسى. - لم يستطع «مرسى» وجماعته قراءة «السيسى»؛ لأنهم يتسمون بالغباء النفسى والاجتماعى، والغباء هنا لا علاقة له بأن تحصل على دكتوراه فى الهندسة أو غير ذلك. باختصار «السيسى» لديه كلمة سر الشعب المصرى (الباسوورد) التى لم يستطِع أى شخص من السياسيين على الساحة الوصول إليها وفهم ما يريده المصريون، والفريق السيسى هو الوحيد الذى استطاع أن يؤثر فى الشعب. ■ كيف حصل «السيسى» على «كلمة سر» الشعب المصرى؟ - الشعب المصرى لديه فكرة جيدة عن «الكاكى»، وأكدت ذلك من قبل حين سُئلت عن الشخصية التى ستفوز بمنصب الرئيس فى انتخابات 2012 الرئاسية من بين ال13 مرشحاً وأكدت حينها أن المرشح الفائز يرتدى بدلة «كاكى». والفرق بين الضابط المصرى وغيره من الضباط فى أوروبا وأمريكا وأفريقيا أن الأخير إما ضابط ملك أو مرتزق، لكن الضابط المصرى والجندى المصرى عموماً يحارب من أجل الوطن، وعلى مر التاريخ لم يقف قط مع الحاكم. ■ ما السر وراء وقوف الجيش مع الشعب دائماً؟ - منذ أن تأسس الجيش المصرى حدد تحيزه للشعب، والقضية حُسمت فور أن قدم «عرابى» مطالبه للخديو ووقف إلى جوار الشعب. والفريق السيسى ينتمى إلى هذا الجيش العظيم الذى لم يخذل شعبه يوماً. ■ كيف وصل تأثير «السيسى» على الشعب إلى درجة أن يحظى بكل هذه الشعبية؟ - كل التيارات السياسية لها أنصار يتبعونها ويساندونها فى كل شىء، لكن «السيسى» خرج يعلن أنه مع الشعب المصرى كله وليس منحازاً لطرف على حساب الآخر، من هنا أدرك المصريون أن «السيسى» هو البطل القادم. وهناك فيلم قصير مدته دقيقة شاهدته أثناء زيارتى لهولندا لمباراة بين فريقين، كل منهما يتكون من لاعبين وطُلب منا أن نحصى كم مرة حصل كل فريق على الكرة، وانتهى الفيديو وسُئلنا بعد ذلك عما رأينا، وبدأ كل منا يقول كم مرة ذهبت الكرة لكل فريق، ثم أعادوا الفيديو مرة أخرى لنجد أن فيه «غوريلا» ضخمة تلوح لنا بملء الشاشة ولم نرَها؛ لأنه تم توجيهنا إلى شىء آخر، والغوريلا هنا هى مصر.. لا أحد يرى مصر.. الكل يسعى وراء الكرة، و«السيسى» هو من رأى تلك «الغوريلا»؛ لذا اطمأن له المصريون بعد أن «نجدَهم»، وجعل حزب الكنبة ينزل إلى الشوارع لتفويضه. ■ ماذا عن الكاريزما التى يتمتع بها «السيسى»؟ - «السيسى» يمثل الضمير الجمعى للمجتمع؛ فإذا أخذنا جمال عبدالناصر نموذجاً جيداً للضمير الجمعى نجد أنه يكبر فى قبره كل يوم. والفريق السيسى هو النسخة الحديثة لهذا النموذج مع اختلاف الظرف التاريخى، ومن هنا تكوّنت الكاريزما بعد أن وضع «السيسى» نفسه فى قلب مصر ونظر إلى ما لم ينظر إليه أحد؛ لذا حظى بهذه الشعبية ووقف المصريون بجواره لأنهم اعتبروه زعيماً بحق يحمل مصر على أكتافه. ■ ما الأثر الذى خلّفته شعبية «السيسى» بين طوائف الشعب المصرى؟ - «السيسى» حصل على المفتاح بسهولة وإعجاز، وكان سهلاً ممتنعاً، وأثر شعبيته ظهر فى الكثير من الأمور. التجار الآن يستخدمون اسم السيسى ويطلقونه على البلح، وبلح السيسى كان الأغلى ثمناً والأكثر مبيعاً فى رمضان الماضى، وأيضاً «شيكولاتة السيسى» و«بدل السيسى»، كما ظهرت فى أعداد المؤيدين له والشعبية التى حظى بها،. ■ متى يتحول الفريق السيسى إلى ديكتاتور؟ - تحوله إلى ديكتاتور صعب للغاية؛ لأن مصر لم يحكمها ديكتاتور إطلاقاً من قبل. إذا قرأنا التاريخ سنجد أن كل من حكم مصر لا يمكن أن يطلق عليه وصف «ديكتاتور» مقارنة بحكام ورؤساء دول كثيرة. الحجاج ابن يوسف الثقفى كان ديكتاتوراً بمعنى الكلمة، لكنه قال عن المصريين فى وصيته ل«طارق بن عمرو» حين صنّف العرب: «لو ولاك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل؛ فهم قتلة الظلمة وهادمو الأمم. و«السيسى» أذكى وأنبل وأكرم من أن يكون ديكتاتوراً، بدليل أن أمريكا ضده.. فكيف يكون ديكتاتوراً وهو يستمد قوته من الشعب المصرى؟! وكيف نبعث الخوف فى نفوس الناس من شىء لا يعلمونه؟! لا أحد يستطيع أن يكون ديكتاتوراً على المصريين، وملامح «السيسى» أبعد ما تكون عن سمات الديكتاتور؛ لأنه مسنود على إيمانه بالله وقوة شعبه.