مرض السكرى ليس مرضاً كبقية الأمراض فهو يطلق عليه داء السكرى، وذلك نظراً لأنه يمكن التحكم فيه بل ومنع مضاعفاته والوقاية منه، وحتى إن تمت الإصابة به بالفعل فيمكن بسهولة التعايش معه بل والسيطرة عليه، ولكن يتم ذلك من خلال التوعية التامة بطبيعة المرض وفهمه جيدا. هذا كان هدف المؤتمر الصحفى الذى عقدته شركة «سانوفى» للأدوية، على هامش فعاليات المؤتمر المصرى القومى الخامس للسكر، وذلك استكمالاً لما قد بدأته اللجنة القومية للسكر بوزارة الصحة والسكان فى حملتها للتوعية بالمرض. ويهدف المؤتمر إلى استكمال الحملة القومية للكشف المبكر عن مرض السكر التى بدأت منذ أربعة أعوام بالتعاون مع شركة «سانوفى» تحت شعار «اتحكم فى السكر قبل ما السكر يتحكم فيك»، وقد نجحت الحملة خلال الأعوام الماضية، حيث قامت بمسح نحو 7800 مواطن من المترددين على أماكن الحملة، وقد أظهرت إحصائيات الحملة أنه يوجد نحو 4% من المترددين فوق سن الأربعين مصابين بالسكر دون أن يعلموا، فضلاً عن إصابة نحو 17% من العينة بمرحلة ما قبل السكر. تقول ل«الوطن» د. نيفين خورى، مدير عام شركة «سانوفى مصر»: «إن رعاية مرضى السكر من أهم أولويات الشركة، ولذلك فهى تقوم بمجهودات عديدة للحد من المرض والسيطرة عليه فى حالة الإصابة به، وتعد هذه المبادرة إحدى الآليات التى تتبناها الشركة لحماية المرضى قدر الإمكان، من خلال حملات التوعية بخطورة المرض الذى يعد من أكثر الأمراض انتشاراً، وتهدف المبادرة إلى الوعى بكيفية تجنب السكر من خلال المعرفة التامة لمرحلة ما قبل السكر، فضلاً عن الوعى بالمضاعفات المزمنة الناتجة عن المرض». ويقول ل«الوطن» أ. د. محمد هشام الحفناوى، عميد المعهد القومى للسكر والغدد الصماء: «إن المؤتمر يعد أكبر تجمع للأطباء ليناقشوا الوسائل العلاجية الجديدة لعلاج مرض السكر، فضلاً عن طرق التحكم فيه»، ويضيف «الحفناوى» أنه بالرغم من إمكانية السيطرة على مرض السكر، فإنه إذا تم تجاهله فمضاعفاته تؤدى إلى الإصابة بأمراض أخرى خطيرة، مثل خلل فى وظائف الكلى، وحدوث مشكلات فى الشرايين والقلب، ولهذا يجب محاولة منع مضاعفات مرض السكر قدر الإمكان وهذا أهم من علاجها. وينصح «الحفناوى» بضرورة الوقاية من المرض من خلال ممارسة الرياضة بانتظام والسيطرة على السمنة والوزن الزائد، وذلك من خلال الابتعاد عن العادات الغذائية السيئة، مثل تناول الوجبات السريعة والإفراط فى تناول الخبز خاصة «الفينو»، ويفضل تناول الخبز الأسمر لهؤلاء الذين يتناولون الخبز بكثرة. وعن ضرورة التوعية بالمرض يؤكد أ. د. صلاح شلباية، أستاذ السكر والغدد الصماء بجامعة عين شمس، أنه يجب لكل من تعدى سن الأربعين أن يقوم بتحليل سكر صائم كل ستة أشهر، وإذا كان مستوى السكر تحت ال100 مج/دل فهذا يعد مستوى طبيعياً ولا داعى للقلق، أما إذا كان مستوى السكر يتراوح بين 100 إلى 126 مج/دل فهو فى مرحلة الخطر، أى إنه يمكن الإصابة بالمرض، وهنا يجب أن يتم أخذ كافة التدابير لمحاولة منع المرض، وفى حالة ما كان المستوى فوق 126 مج/دل فهنا قد تمت الإصابة بالفعل، ويجب فورا استشارة الطبيب لبدء العلاج. ويوضح ل«الوطن» «شلباية» أنه فى الحالات التى تواجه عوامل خطورة للإصابة بالمرض، مثل الاستعداد الوراثى أو الإصابة بالضغط أو السمنة المفرطة، فيجب إجراء التحليل كل 3 أشهر. ويضيف «شلباية» أن مرض السكر فى انتشار سريع فى مصر، فنسبة المصابين بمرض السكر تتراوح بين 7 ونصف إلى 8 ملايين مريض، وهؤلاء ما تم تشخيصهم فقط، وهناك ما يعادلهم ممن هم مصابون بالمرض ولم يكتشفوه بعد. أما عن أحدث طرق العلاج فيقول «شلباية»: «إن العلاج بالخلايا الجذعية يعد من أحدث الوسائل العلاجية، ولكنه ما زال فى طور التجربة»، ويضيف أنه كل يوم يظهر علاج دوائى جديد لمرض السكر، ومن مميزات الأدوية الحديثة أنها لا تسبب ما يسمى بالسقطة السكرية، أى إن بعض المرضى يعانون من انخفاض مستوى السكر عند تناولهم الدواء، وتتميز أيضاً بأنها لا تسبب زيادة فى الوزن، وهو الأمر الذى كان يخوف المرضى من تناول العلاج. وينصح أ.د. إبراهيم الإبراشى، أستاذ الأمراض الباطنة والسكر ورئيس مركز الغدد الصماء والسكر بكلية طب قصر العينى وعضو اللجنة القومية للسكر بوزارة الصحة والسكان مرضى السكر بضرورة التعامل مع مرض السكر باهتمام لأنه يعد من الأمراض المزمنة أى التى تستمر مع المريض طيلة الحياة، ويجب أن يتحلى المريض بالدراية الكافية، وأن يتقبله نفسياً، فضلا عن ضرورة الالتزام التام بالعلاج المحدد والنظام الغذائى الصحى.