حادث جديد على خطوط السكة الحديد، شهدته محطة البدرشين مرة أخرى، بعد انقلاب ثلاثة عربات من قطار "986 مكيف القاهرة- قنا" في حوش محطة "المرازيق" خط "القاهرة - السد العالي"، والذي نتج عنه 55 إصابة حتى الآن، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة والسكان. حادث قطار اليوم ليس الأول في محطة قطار البدرشين التي تقع بمحافظة الجيزة، ففي يونيو الماضي، اصطدم قطار ركاب بتروسيكل مُحمل بأنابيب بعدما اقتحم شريط السكة الحديد من منطقة غير مُعدة للعبور بين محطتي "البدرشين" و"المرازيق" بالجيزة مما أدى إلى تعطل القطار دون حدوث إصابات بين الركاب. وفي مايو 2017، خرجت 3 عربات لقطار بضاعة عن القضبان بالبدرشين، لم يسفر عن أي خسائر أو إصابات بشرية، وفي يناير 2013 لقى نحو 19 شخصا مصرعهم وأصيب ما لا يقل عن 117 آخرين، إثر خروج العربة الأخيرة من قطار مجندين عن القضبان عند مزلقان أبو ربع بالبدرشين. وفي يوليو 2012، اصطدم القطار رقم 990 الإسبانى المتجه من القاهرة إلى سوهاج مع القطار 162 الفيوم الذى كان يقف بمحطة البدرشين لحظة التصادم، وأسفر الحادث عن إصابة 15 مواطن، وفي فبراير 1992 لقي 43 شخصا مصرعهم إثر اصطدام قطارين قرب محطة البدرشين. الدكتور حسن مهدي، أستاذ الطرق والنقل والمرور بجامعة عين شمس، قال إن تكرار حوادث القطارات بشكل عام سببه البنية الأساسية المتهالكة والقضبان غير الصالحة لمرور القطارات، والمزلقانات غير الآمنة، وهي المشاكل المستمرة رغم التوجيهات الدائمة بتطوير المنظومة، مشيرًا إلى ان هناك محاولة للإصلاح بإدخال القطاع الخاص كشريك في عملية التطوير. وأضاف مهدي في تصريحات ل"الوطن"، أن حركة القطارات في البدرشين تم عزلها بشكل كامل، بعد إلغاء المزلقان، وإنشاء كباري لمرور السيارات والمشاة، وهو ما يجعل تنظيم حركة القطارات الكثيرة التي في المحطة أمر معرض لاحتمالات خطأ كثيرة، دون وجود فرصة لإصلاح الخطأ واللحاق بالكارثة قبل وقوعها. من جانبه، أكد الدكتور مصطفى صبري، أستاذ تخطيط النقل وهندسة المرور بجامعة عين شمس، أن محطة البدرشين من المحطات التي تعتبر نقطة تلاقي لخطوط قطارات كثيرة، مما يجعل احتمالات وقوع الحوادث بها كبيرة. وأوضح صبري ل"الوطن"، أنه بالإضافة لكثرة حركة القطارات في منطقة البدرشين، فخطوط المحطة تعاني من المشاكل العامة للسكك الحديدية في مصر، من انهيار البنية الأساسية للخطوط، وتآكل القضبان وعدم صيانتها، وعيوب التحويلات، وتهالك القطارات.
