على نفس المقعد الذى كان يجلس عليه حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، جلس محمد مرسى، الرئيس المعزول أمس، داخل نفس القفص الذى حل فيه سلفه حسنى مبارك، فى أكاديمية الشرطة، مقر محكمة جنايات القاهرة. فى العاشرة والنصف من صباح أمس، وقعت عينا «مرسى»، للمرة الأولى منذ عزله فى 30 يونيو، على عدد من قيادات تنظيم الإخوان، داخل قفص الاتهام، ومنذ اللحظة الأولى لدخوله القفص، لفت «المعزول» الأنظار إليه، بتكراره العادة الشهيرة له، وهو يرفع بنطلونه بكلتا يديه، ثم نظر إلى الحضور، متباهياً بارتدائه «بدلة زرقاء داكنة» وليس ملابس السجن البيضاء، حتى تلفت يميناً ويساراً، وتفحص باقى المتهمين معه، أثناء هتافهم «الشعب يُحيى صمود الرئيس»، وهم يُديرون ظهورهم لهيئة المحكمة الموقرة، فى تعبير عن عدم اعترافهم بها. كرر مرسى عبارة «أنا رئيس الجمهورية» 10 مرات خلال 4 مرات تحدث فيها للمحكمة، بنفس الطريقة التى كان يلقى بها خطاباته الرئاسية، مستخدماً إصبعه للتحذير، خاصة عندما قال فور دخوله القفص «أحذر الجميع وأنبه الجميع إلى خطورة ما يحدث»، غير أنه بعد عودته للقفص فور رفع الجلسة، قال لأفراد وقيادات الشرطة بصوت خفيض «إوعوا حد يضحك عليكم يا بتوع الشرطة»، وبلهجة مماثلة قال للقاضى فى آخر مرة تحدث فيها «أنت لا ينبغى أن تكون مطيعاً للانقلاب». هتافات هيئة الدفاع عن المتهمين للإشادة ب«مرسى» قابلتها هتافات أخرى من معارضيه داخل قاعة المحكمة، دفعته للوقوف فى مقدمة القفص والإشارة لدفاع المتهمين بإشارة «رابعة» قبل العودة للجلوس فى نفس المكان الذى سبق أن جلس فيه حبيب العادلى أثناء نظر قضية قتل متظاهرى 25 يناير. وطوال فترة بقائه فى القفص تباينت حالة «مرسى» بين السعادة والضيق، فكان يبتسم بشدة عندما تعلو هتافات محامى الدفاع عن المتهمين، وسرعان ما يتبدل حاله عند الهجوم عليه والمطالبة بإعدامه من قبل بعض الحضور، فيرفع يده تجاههم ملوحاً بإشارة «رابعة». وأثناء انتقال هيئة المحكمة إلى غرفة المداولة، وقف «مرسى» بين عصام العريان ومحمد البلتاجى وعلاء حمزة وأحمد عبدالعاطى، مستمعاً فقط واضعاً يديه على صدره، ويكتفى بالإيماء برأسه بين الحين والآخر.