انتشار حالات التحرش والشكوى الدائمة من الفتيات مما يتعرضن له فى الشارع، دفعا سارة عزيز -26 عاما- إلى الاهتمام بالموضوع بشكل أكبر، وبعد بحث ودراسة لفترة طويلة، وجدت «سارة» أن التحرش بالأطفال هو المشكلة الأكبر وتؤثر على نفسية الشخص طوال حياته، خاصة أن الطفل لا يفهم ماذا يحدث له، ويخاف فى كثير من الأحيان من التعبير لوالديه عمّا يتعرض له. «سارة» درست فى كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية، ثم سافرت إلى الدنمارك ودرست موضوع «التحرش الجنسى» لمدة ثلاث سنوات، ثم قضت نفس المدة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية فى دراسة التحرش بالأطفال، وعادت إلى مصر لتؤسس منظمة «safe» أو «مطمن» وهدفها عمل دورات تدريبية للأطفال والأهالى لتوعيتهم بمخاطر التحرش الجنسى بالأطفال. «الناس بتبقى فاكرة إن خطر التحرش على البنت بس، لكن السن الصغير تحديدا بيبقى الخطر على البنت والولد» تقولها «سارة» وهى تنتقد قلة وعى أغلب الأهالى فيما يتعلق بهذا الموضوع. الدورات التى تعقدها «سارة» لا يتعدى ثمن الدورة منها 20 جنيها، وتكون مقسمة بحسب أعمار الأطفال؛ فهناك دورات تبدأ من سن ثلاث وحتى ثمانى سنوات، وأخرى حتى سن 13 عاما، وهناك دورة تخاطب المراهقين حتى سن 18 عاما: «ما بنكلمش الأطفال الصغيرين بشكل مباشر باستخدام لفظ التحرش، أنا بلعب معاهم بعض الألعاب اللى بتعلمهم ازاى يحافظوا على جسمهم، بنعلمهم إن كل حاجة ليها حدود، زى مثلا ما الدولة ليها حدود بتحافظ عليها، جسم الإنسان كمان له حدود ما ينفعش حد يتعداها». وتضيف: «رغم أن المستويات اللى بتجيلى تحضر الدورات تعتبر راقية، لكن بأتفاجئ ببنات صغيرين بيحكوا عن وقائع تحرش من أقرب الناس ليهم زى الأب أو العم أو الخال»، وتنصح «سارة» كل أم أن تعلم أبناءها كيفية المحافظة على أجسادهم: «أنا شفت بعينى حالات تحرش بالأطفال بتستمر 10 سنوات؛ لأن الطفل بيخاف يروح يحكى لحد».