هدد سكان قرية «مسيد غرب» التابعة لمركز قوص جنوبقنا، التى يبلع عدد سكانها 8 آلاف نسمة، بقطع طريق مصر أسوان، واستخدام كل أساليب التصعيد حتى تحقيق مطلبهم الوحيد، وهو إنشاء كوبرى لحماية أرواحهم وأرواح أبنائهم التى تذهب هباءً، إما غرقاً أو فى حادث سير على طريق محفوف بالمخاطر. قال عبدالفتاح عربى، عمدة قرية المسيد، إن القرية تتكون من 5 نجوع، وترعة الكلابية قسمت البلد إلى شقين، الشق الشرقى الذى يوجد فيه كافة المصالح، من مدارس وجمعية زراعية، ومكتب القصب، وبريد، والوحدة الصحية، أما الشق الغربى لقرية المسيد الذى يبلغ عدد سكانه 8 آلاف نسمة يوجد عدد ضخم من الأراضى الزراعية المزروعة بالقصب. وأضاف، إن أهالى نجعى بدر سعيد، والباطنية، فى «مسيد غرب» يعانون كل المعاناة، وخاصة أبناؤهم البالغ عددهم 500 طالب فى المراحل التعليمية لما يواجهونه من مخاطر، مشيراً إلى أن الطلاب ينتقلون لمسافة 3 كيلومترات يومياً على مرحلتين أثناء الذهاب إلى المدرسة وأثناء عودتهم، معرضين أنفسهم للخطر يومياً، بالإضافة إلى كبار السن وما يتعرضون له من خطر السيارات على الطريق العمومى مصر أسوان. وكشف العمدة عن طلب مُزكّى من عضوى مجلس الشعب يحمل رقم 384 مدرج بمكتب الرى بقنا بتاريخ 31 أغسطس سنة 96، وكان الرد «الميزانية لا تسمح»، معرباً عن أسفه عن تعامل الحكومة فى حماية أرواح مواطنيها من الغرق والمخاطر، وعدم جديتها فى دراسة الطلبات. وهدد العمدة ومعه أهالى القرية فى حالة عدم تلبية الطلب، باستخدام أساليب التصعيد، وخاصة بعد وقف كافة العبارات لنقل الركاب من البر الغربى إلى الشرقى بعد حادث الغرق، ومنها قطع طريق القاهرة - أسوان الذى يقع فى مسيد شرق، قائلاً «إن البلد ستتكون يدا واحدة حتى يتم تلبية حلمها ببناء كبرى، والبلد فاض به». وقال صالح زكى إبراهيم، مدير مركز شباب القرية إن قرار المحافظ خاطئ، الخاص بوقف المعديات على الترعة بعد حادث غرق المعدية، كاشفاً عن وجود أخرى كانت تساعد التى غرقت، وإن المحافظ خلال زيارته أمر بتقديم طلب بإنشاء كوبرى، ووعدنا بعد شهر سيتم البدء فى بناء الكوبرى، ولم يتم التنفيذ حتى الآن، والبلد فى حالة غليان بسبب كثرة الوعود وستتحول إلى بركان فى وجه الحكومة. على إبراهيم، موظف بالإدارة الصحية، قال: إن أمهات الطلاب يعشن فى ضغط نفسى يومياً بسبب المخاطر التى يتعرض لها الطلاب أثناء عبورهم الترعة مستقلين المعدية فى الصباح، وأثناء عودتهم من المدارس فى مسيد شرق، حتى إن آباءهم تركوا مصالحهم، فى سبيل توصيل أطفالهم بمرحلة «الحضانة» إلى باب المدرسة. وقال عثمان أحمد عثمان والد الضحية «غادة»: استقبلت سماع وفاة ابنتى ويجرى البحث عنها فى المياه، وكانت الصدمة الكبرى بالنسبة لى التى أتعرض لها، وما زالت والدتها حزينة عليها، مشيراً إلى أن تعويضات الدنيا بل ملايين الدنيا لا تعوضه عن ابنته، قائلاً مستعد «بالتبرع للحكومة لبناء الكبرى بما فيها مساعدات الحكومة التى قدمتها لى بعد وفاة ابنتى». وقال محمد حجاج، جد الضحية الثانية، إن والد «غادة رجب» يعمل فى المملكة العربية السعودية، وليس لديه غيرها، حزن حزناً شديدا على وفاتها وظل فترة كبيرة قاطعا الاتصال عنا، لأنها كانت تمثل بريق الأمل فى دنياه، مطالباً المحافظ بتنفيذ وعده. الطالب عبدالله محمد الصغير، فى الصف الثالث الإعدادى، أحد الناجين، قال: إن عددنا كان 25 طالباً على المعدية، ألقى أحدنا بنفسه فى المياه، وأصبحنا جميعاً فى جانب واحد، مما أدى إلى اختلال توازنها وانقلبنا فى منتصف الترعة. عمر محمد على كان برفقة «دينا» على معدية الموت، وقال إنها توفيت بسكتة قلبية، ولذلك هى لم تستطع النجاة فتركت نفسها للمياه تغمرها. وتحدث الأهالى عن رحلة العذاب التى يخوضونها يومياً، على طريق محفوف بالمخاطر، يقول محمد على مزارع، «لدىّ 2 من أبنائى فى مدرسة المسيد الابتدائية أحدهم فى الصف الرابع الابتدائى والثانى بالصف الأول، وكل يوم فى الصباح أنقل أبنائى على «الحمار» إلى المسيد شرق حتى باب المدرسة بعد توقف العبارة إثر الحادث الأليم الشهر الماضى». وتابع: حتى عندما تسير المعديات الخاصة بالقرية على ترعة الكلابية «كنا نضع أيدينا على قلوبنا من الذهاب إلى المدرسة حتى عودتهم خوفا من الغرق فى عرض الترعة، حتى وقع الحادث بغرق إحدى معديات القرية ب25طالبا نجوا جميعهم بفضل الله، إلا طفلتين ماتتا غرقا. ويقول حسين على: أبناؤنا كانوا يتعرضون للموت مرتين عندما كانت المعديات تعمل قبل توقفها، بسبب عبورهم الأول على فوالق نخيل كجسر للمرور على مصرف عرض 6 أمتار متفرع من ترعة الكلابية الأم، قبل الوصول إلى مرسى المعدية، مما يجعل أباءهم لزاما عليهم الخروج معهم حتى العبور على هذا المصرف، وينتظرونهم على البر الغربى حتى يستقلوا المعدية والوصول للطريق الشرقى، بالإضافة إلى الصعود على طريق مصر - أسوان وعبور الطريق من السيارات السريعة قائلاً «ربنا يستر علينا وعلى أبناءنا من الموت المحقق يومياً». الطالب محمد سعد، بالصف الثالث الإعدادى، يروى تفاصيل رحلته يومياً ومعه شقيقه بالصف الثالث الابتدائى «كان فى السابق والدى يتابعنى حتى عبور المعدية، وعند انتقالى للإعدادية وعقب وقوع حادث ووقف المعديات، اضطررنا للسير مسافات للانتقال، وتبدأ رحلة العذاب بعبور طريق مسيد شرق، وفى العودة نفس الخطر وربنا يسترها ما دام محدش سائل فينا من المسئولين».