عزيزى المواطن: قبل الثورة كان فيه كاميرات مراقبة وإشارة مرور حقيقية فى ميدان روكسى بمصر الجديدة. النتيجة؟ التزام كامل من السائقين بإشارة المرور. الكل كان خايف يكسر الإشارة فيضىء فلاش الكاميرا معلنا خصم 150 جنيها من مدخرات حضرتك فى صورة مخالفة. العساكر كانت مرتاحة. والظباط واقفين فرحانين. الأهم أن حالة الاختناق المرورى الشهيرة كانت اختفت من الميدان. إشى خيال يا ناس. المهم بعد الثورة وفى خضم أحداث عنف الكاميرات باظت. المرور فى القاهرة الكبرى كارثى ويكلف مصر سنويا أكثر من 56 مليار جنيه سنويا. والمشكلة مش مسئولية طرف واحد. الحكومة ورجال المرور وأيضا السائقون عليهم دور كبير فى هذه المشكلة. ويا سلام على السائقين وسلوكهم الحضارى. دلوقتى المرور فى مصر بيعتمد على السلوك الحضارى للمصريين أكتر من أى حاجة تانية. فى لقاء مع مساعد وزير الداخلية المسئول عن مرور القاهرة قال: إن على السائقين فى القاهرة أن يظهروا سلوكهم الحضارى ويتعاونوا مع رجال المرور على تطبيق القانون. وهنا مربط الفرس. فى القاهرة الكبرى ملايين العربيات والسواقين. تفتكر كام واحد أو واحدة يعرف أبسط قواعد المرور؟ من أسبوع كنت فى إحدى المدن الجديدة فى القاهرة الكبرى بالقرب من أحد المراكز التجارية، وكانت هناك زحمة رهيبة من عشرات السيارات الغاضبة. كل اللى فى اليمين رايح شمال. وكل اللى فى الشمال داخل يمين.. رجال المرور محتاسين. السواقين كلهم شايفين إنهم على حق. بس يا ترى مين فيهم على حق؟ هل يعرفوا أولوية كل عربية فى العبور؟ طريقة دخول الجراج؟ الشكل الصحيح للركنة؟ ولا كله بالبركة؟ حد علم الناس عندنا تسوق ازاى علشان ما تعطلش الطريق؟ إحنا عارفين كويس طبيعة اختبارات رخصة القيادة فى مصر. «الدايرة دى معناها إيه يا ابنى؟ تمام.. خش على العملى»، اللى هو عبارة عن كام قرطاس على الأرض على شكل حرف «S» وكان الله بالسر عليما. تخرج بعده للغابة، قصدى للشارع، تواجه تريلات على الشمال وبلاعات على اليمين وربنا ينجيك، أما عن مهارات السواقة الفعلية اللى تخلى الشارع يتحرك؟ ماحدش يعرفها فى مصر. ولا كاتب هذه السطور. السواق المصرى بالفعل عنده مهارات، لكن مهارات ردود فعل اكتسبها من تفادى الحوادث على الطرق. السواق المصرى محتاج مهارات قيادة مثل كل السائقين فى العالم، مهارات تقلل مشاكل المرور مش تزودها! وتعلمه كيفية القيادة وفق قواعد المرور والالتزام بها، بما يؤدى للحفاظ على حياته وحياة من حوله. أتمنى من الحكومة المصرية أن تنشئ مدارس جادة لتعليم قيادة السيارات، يخرج منها المواطن بيعرف يسوق مش فهلوى، ويكون اجتياز اختبار المدرسة شرط الحصول على الرخصة. معلوماتى أن هناك مدرستين، لكن الدراسة بهما ليست إلزامية وحالتهما لا تسر. حتى حاملو الرخص القديمة يصبح شرطا عليهم أن يتوجهوا لفترة تأهيل إلى مدرسة المرور ليحصلوا على تجديد للرخصة. شيئا فشيئا يصبح كل من فى المجتمع مؤهلا مروريا؛ لأن الشخص الواعى بآداب المرور يسهم بشكل فعال فى حل أزمة المرور. أما الشخص الجاهل بآداب المرور فيزيد الأزمة سوءا. وعى المواطن بقانون المرور وتطبيق العقوبة عليه هو جزء كبير من حل الأزمة، زى بالظبط إشارة روكسى قبل الثورة. عمموا النموذج ده وشوفوا الشوارع هيكون شكلها إيه.