السواقه في مصر موضوع لو حبيت أكتب عنه ممكن مجلد ألف صفحة بغلاف دوبلكس مايكفيش، بس أنا ححاول أنجز في رصد الظواهر المرورية الخارقة للطبيعة اللي عندنا في مصر، و حصريا في مصر. مبدئيا هو الإلتزام المروري في مصر زيه زي الغول و العنقاء و الخل الوفي، و من بعد الثورة إستفحل الموضوع جدا، واضح إننا خدنا روح الثورة كلها، و حطيناها في السواقة. مثلا بقى من العادي جدا إنك تبقى ماشي في طريق رئيسي إتجاة واحد أو على الدائري مثلا فتلاقي الطريق واقف، و بمنتهي المرونة يتحول الطريق ده للإتجاه المعاكس، و كل العربيات بما فيهم التابعين للشرطة تمتثل لهذه النقلة الحضارية لإتجاه الشارع. إحنا ممكن نقسم الموضوع بنوعية السائق و بعدين نوعية المركبة... حنبتدي إنهارده بنوعية السائق، أقوى نوعية هو 1. السائق المفتح... و السائق المفتح في المعجم الوجيز للسائق اللذيذ هو السواق اللي بيبقى فاكر إنه راجل على بقية الناس و يمتاز بدرجة متقدمة من النباهه تؤهله للقيام بأفعال عجز السائقين المتأخرين عقليا أمثالي في الوصول إليها، زي مثلا إنه يلاقي صف عربيات طويل داخلين الشارع، يقوم خالع من الصف و يمشي لحد أوله و يقوم واقف بمنتهى التلامه، و بكده يبقى جاب التايهه، و هو برضه اللي ممكن تلاقي شارع عمره ما بيبقى واقف و تلاقي الشارع مبيتحركش، و بعد نص ساعة واقف في مكانك تكتشف إن حبيبنا المفتح قرر "يخطف" حته عكس الإتجاه في شارع يتسع لسيارة واحدة، عشان طريقه الصح كان زحمه شويه، و طبعا إنت مطالب بالحفاظ على إيديك و ألفاظك داخل السيارة عشان نخلص و نمشي. نيجي بعديه ل… 2. السائق اللي فاكر نفسه مفتح، و ده السواق اللي بيلف من اللفه الغلط مع إن اللفه (يو تيرن في بلاد الفرنجه) الصح بعدها ب20 متر، لإنه فاكر إن كده حيوفر وقت، و طبعا عشان اللفه معموله بتصميم يصعّب عليه اللف عكسي منها، فبياخد ضعف الوقت اللي كان حياخده لو مشي في طريقه صح، و المضحك إنه بيكون حاسس بنوع من الإنتصار إنه عمل حركة تؤهله للإرتقاء لمستوى السائق المفتح يا حرام، و على فكرة، من خصائص السواق ده إنه بيستخدم طرق غير مؤهله لإستيعاب السيارات ولا حتى البهائم، عشان يحاول يخلع من الزحمة، و الطرق بتكون أطول كمان فبالتالي بياخد وقت في الأغلب أطول من طريقه العادي، و إبتسامة النصر لا تفارق شفتيه. 3. تالت نوع هو السائق النفعي، هو السائق اللي معندوش مشكلة إنه يركن صف تاني عشان مكسّل يمشي 10 متر (بجد ساعات بتبقى الركنه على بعد 10 متر) و نتائج أفعاله على الناس الغلابة اللي حيتعطلوا بسبب ركنته الجهنمية آخر ما يشغله، السواق ده هو اللي بيقف في نص الشارع يركّب ناس و ينزل ناس و يسأل عن إتجاهات و يتفرج على محلات و مش بعيد يشتري أكل و شرب و إنت بتنهار وراه و بتضرب نفسك إنك ماشترتش البازوكا اللي كان جايبها جاركم من ليبيا في الأوبن داي بتاع الشهر ده. المضحك في الموضوع إن النوع ده لو مشي ورا واحد زيّه عادة بيفضل معلّق إيديه عالكلاكس و ممكن ينتهي بخناقة بين الإتنين و تتزنق إنت وراهم و تصور بكاميرة الموبايل الخناقه. في أنواع كتير تانيه طبعا، زي السواق اللي بيسلّي نفسه بالفيسبوك و تويتر (أنا الصراحة) و يسرح في البنزين و الفرامل بس ربنا بيستر، في السواق اللي بيتخيل إن عربيته ممكن تشفط بطنها و تدخل بين أجدعها عربيتين فيكي يا مصر و في السواق اللي من كتر ما مشي في زحمة، لما السكة بتبقى فاضيه بيمشي برضه بنفس الرتم، و غيرهم كتير... بس هو اللي أنا ملاحظه إن كل واحد في السواقه بيفكر أنا و من بعدي الطوفان، مش مهم كل الناس اللي حواليا المهم أنا، و الموضوع بقى فيه منافسة ولا كإننا نادية الجندي و نبيلة عبيد في عز أيامهم، كلنا نازلين نسبق، و نكسر التانيين، بس أنا متفائل، سيد معوض و شيكابالا حضنوا بعض في معسكر المنتخب، شئ يبعث التفاؤل. المقال الجاي نتكلم عن المركبات... و ما أدراك ما المركبات (الله يمسيك بالخير يابو الإمراس)