عزيزى اللى كسر للبنت ضلع تحية طيبة وبعد: ها.. طمنى كسرت لها؟ ويا ترى طلعولها كلهم ولا انضحك عليك؟ يعنى لما كسرت واحد طلع لها الأربعة وعشرين؟! وطلعوا فى نفس المكان ولا فى حتت تانية، أنا عارفة إنك أكيد كسرت بضمير يعنى إديت للكسر حقه. بس السؤال هنا.. كسرت بنتك جامد وإنت بتطبق عليها المثل والنصيحة؟! يعنى نفذت التجربة بحذافيرها على فأر التجارب ولا الضلوع كانت أقوى منك وماتكسرتش، لأ بقولك إيه.. اجمد كده وخليك أقوى واكسر كمان وكمان بس ماترجعش تندم. فى الحقيقة إنت ماكسرتش الضلوع، إنت كسرت نفس بنتك، واللى طلعوا لها أربعة وعشرين "كولكيعة وعقدة" مش أربعة وعشرين ضلع زى ما قالك المثل الخايب، قال إيه "اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعة وعشرين"، ده اللى اخترع المثل ده يا أخى كان جبان قوى "بيستعفى" على مخلوق ضعيف وفاكر إنه كده بيربيه، ألا قولى إنت أصلا كسرت الضلع ليه؟ يا فتحى يا إبنى اجمد شوية مايبقاش قلبك ضعيف كده من ناحيتها، دى بنت ولازم تشد عليها شوية، الحنية الزيادة دى تتلف أملها، تربية البنات مش كده يا حبيبي، وعلى رأى المثل "اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعة وعشرين"، إحنا اتربينا على كده لكن الدلع المرق ده بيبوظ الدنيا، تربية البنات يا إبنى غير تربية الصبيان، الواد مابيعيبوش حاجة لكن البنت لو متكسرلهاش ضلع من الأول كده ممكن تجيب لأهلها العار، الكلمتين دول كانت الست سعدية بترميهم لابنها فتحى كل يوم، لأ ده كل دقيقة لدرجة إنهم بقوا عاملين زى الدواء بياخده قبل الأكل وبعده، وكل ده علشان كان حنين حبتين مع إيمان بنته، طبعا الست سعدية مكانتش بتستحمل تشوف الوضع ده واللى بالنسبة لها كان منتهى الدلع والمسخرة اللى هيتلفوا أمل البنية. الغريب بقى إن الست سعدية عمرها ما كانت بتقول الكلام ده لما تلاقى ابنها بيدلع الواد "سامح" ابنه، بالعكس هى كمان بتدلعه وبتزود قوى فى دلعه، ما هو طبعا مهما عمل الواد مابيعيبوش حاجة، ده حتى لما كان بيشتمها أو بيشتم أبوه كانت ضحكتهم بتجيب آخر الشارع، ما هو واد، إنتوا نسيتوا ولا إيه. طول عمرنا بنتعامل مع "البنت" على إنها "ضعف"، خلفة البنات بتضعف بتخوف فى مجتمعاتنا العربية، ما هو طول ما إحنا بنتعامل مع البنت على إنها "جسم وغشاء بكارة" هنفضل مرعوبين وراعبينها. مين قالك يا ست سعدية إن تربية البنت أصعب من تربية الولد الإتنين نفس الصعوبة ولو حاولنا نربى بهدوء ومن غير عنف وكالكيع هتبقى فى منتهى السهولة. فضلتى طول عمرك تربى الولاد بطريقة والبنات بطريقة، ماهو الواد مش هيفرط فى أعز ما يملك ولا حد ممكن يضحك عليه، بس هو ممكن عادى يضحك على بنات الناس لو ماترباش صح، ولو اتربى بطريقتك دى وعلمتيه إن كل شيء مباح طالما هو راجل ومايعيبوش حاجة، صدقينى هيجى يوم وعياره هايفلت، على فكرة الواد ممكن يجيب لأهله العار لما يغتصب، لما يفترى، لما يسرق، لما يقتل، أصل التربية "المايعة" للواد بتجيب الفضايح برضه. عارف يا فتحى لما سمعت كلام أمك وكسرت ضلع إيمان بنتك، الضلع ده طلع مكانه إيه؟ طلع مكانه خوف من كل اللى حواليها، طلع مكانه ذُل، طلع مكانه كسرة نفس، وطلع مكانه كمان رضا بالإهانة والمرمرمطة، طلعت مابتعرفش تواجه، مابتعرفرش تناقش، طلعت مابتعرفش تاخد حقها، طلعت بتسكت على أذيتها، طلعت بتتقبل العنف من أى حد ومن أى حاجة علشان بس تعيش، طلعت هشة ضعيفة مابتعرفش تسد، طلع مكان الضلع المكسور عجز، إعاقة، تردد، سكوت، وعارف أوحش حاجة طلعت مكان الضلع اللى اتكسر إيه؟ الكره اللى بقى ليك ولكل اللى حواليها. مجتمع بيتعامل مع البنت على إنها حاجة "عيب" بيتعامل معاها على إنها "هم" عاوز يخلص منه، وعلشان ترضيه يا عم فتحى سمعت كلامه وكسرت ضلوع وكسرت نفس. أقولك على حاجة، العنف بيولد العنف وبيولد العند واللى كسرت لها ضلع علشان تعلمها إنها ماتعملوش، ممكن تعمله علشان ترد لك عنفك تجاهها، اوعاك تفتكر إنك هتكسر ببلاش. قبل ما تكسر بنتك وتعريها قدام الناس، أيوة بتعريها ده فعلا بيبقى إحساسها مهما كبرت بتبقى حاسة إنها متعرية وعمالة تلملم فى نفسها طول العمر. البنت اللى إنتى عاوزة يتكسر لها ضلع دى "يا ست سعدية" هى اللى قعدت جنبك فى المستشفى شهور لما جاتلك "الجلطة" فى الوقت اللى كان فتحى أخوها نايم فى بيته مع ولاده ومراته، البنت بتبقى سند وحياة وشجرة بتضلل على الكل لو اتربت بحنية. عزيزى الأب اللى كسر لبنته الضلع لازم تندم عاللى إنت عملته لإنك ارتكبت فى حق بنتك ألف ذنب. عزيزى الأب اللى لسه بيفكر يكسر الضلع، استنى عندك.. جرب كده تحب وتتفاهم وتبقى صديق، جرب كده الحنية طيب علشان خاطرى، جرب تربيها كده بما يرضى الله، صدقنى هاتجنى أحلى ثمرة فى حياتك. أعزائى.. ازرعوا فى بناتكم الثقة ربوهم بالود مش بالعنف علشان لما حد يجى عليهم يعرفوا يواجهوا وياخدوا حقهم ومايبقوش مكسورين الجناح والخاطر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رفقا بالقوارير" والقوارير يُقصد بها "النساء" ورسولنا الكريم فى حديثه الشريف شبههم بالقوارير لرقتهم وسهولة كسرهم، والحث على التعامل معاهم برفق. أظن الرسالة وصلت يا ست "سعدية"، أقولك على حاجة ما تقومى تاخدى البت "إيمان" بنت "فتحى" ابنك فى حضنك، ماتحرميش البت من حضن جدتها الدافى وسيبك بقى من القسوة المصطنعة دى والأمثال اللى هتودينا فى داهية. إمضاء/ الضلع اللى رافض الكسر