بعد تأجيلها أربع مرات متتالية، تبدأ اليوم الدراسة فى جميع مدارس شمال سيناء، وسط حراسة أمنية مشددة من قبل قوات الجيش والشرطة، لتأمين المدارس والمنشآت التعليمية، بعد التهديدات الإرهابية باستهدافها، وآخرها إطلاق الرصاص على مدرستين بالشيخ زويد قبل يومين. وقال الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم، إن قوات الجيش والشرطة ستنتشر حول المؤسسات التعليمية لحماية التلاميذ والمعلمين والقائمين على العملية التعليمية، مشيراً إلى وضع الوزارة خططا بديلة فى حالة حدوث أى طوارئ من شأنها تعطيل سير العملية التعليمية، تتمثل فى نقل التلاميذ إلى مدارس أخرى بعيدا عن الأحداث الساخنة. وأضاف «أبوالنصر»، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أن الوزارة قررت إرسال قوافل من الموجهين ووكلاء المواد ليساعدوا المعلمين فى تعويض التلاميذ عن الدروس التى فاتتهم فى العام الدراسى الحالى، جراء تأخير الدراسة لشهر كامل، ولمساعدة المدرسين على استكمال تدريس المناهج المحددة عن طريق تكثيف ساعات الدراسة. وأوضح «أبوالنصر» أن الوزارة قررت أن يتم امتحان طلاب مراحل النقل بالمحافظة فيما درسوه فقط، وذلك مراعاة للظروف الأمنية. وقال حسن محمد حجازى، وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء، إنه تقرر إلغاء إجازة السبت فى جميع مدارس المحافظة، لتعويض الطلاب عن الفترة السابقة، مؤكداً أن هناك تنسيقا بين التربية والتعليم ومديرية أمن شمال سيناء وقيادات الجيش الثانى لتأمين المدارس والطلاب. يأتى ذلك فيما تباينت ردود أفعال مواطنى شمال سيناء حول قرار بدء الدراسة، ففى الوقت الذى أبدى فيه جزء من أبناء العريش تقبلهم للقرار، عارض أهالى مدينتى الشيخ زويد ورفح بدء المدارس، وتساءلوا عن كيفية تردد الطلاب والتلاميذ على مدارسهم المجاورة لبعض الأكمنة، ومصير طلاب المدارس الكائنة بقرى المهدية والمقاطعة والتومة وغيرها بجنوب الشيخ زويد، التى تشهد اشتباكات ومداهمات يومية. وأكد محمد السواركة، من أبناء العريش، رفضه التام لمطالب تأجيل الدراسة، معتبرا أن التأجيل يهدد مستقبل أبنائه، مشيراً إلى أن لديه 3 أبناء فى مرحلتى الابتدائى والإعدادى، أعد لهم كل التزاماتهم للذهاب لمدارسهم. وقال صلاح سلام، موظف بمجلس مدينة العريش، إن الأهالى بين نارين فهم يشعرون أن أولادهم فى خطر وتحت تهديد الإرهاب، كما أنهم يخشون من ضياع مستقبل أبنائهم، وأكد أنه قرر ومعه العديد من أهالى العريش ألا يذهب أبناؤهم لمدارسهم خلال الأسبوع الأول من الدراسة، لمراقبة الموقف خلال هذا الأسبوع. فى المقابل، قال سليمان عبدالحكيم، موظف من الشيخ زويد، إنه قرر بشكل نهائى عدم ذهاب أبنائه الثلاثة للمدارس تحت أى ظرف. من جانبهم، دعا مدرسو المحافظة لتنظيم إضراب شامل عن العمل، ووقفة احتجاجية أمام مبنى التربية والتعليم بالعريش، احتجاجاً على قرار بدء الدراسة، دون تنفيذ مطالب المعلمين، والتى من بينها توفير وسائل مواصلات آمنة لنقلهم لمقر عملهم بالمدارس المختلفة، وتأمين المدارس. وقالت الصفحة الرسمية لمدرسى شمال سيناء على الفيس بوك: «أولاً نحن نتبرأ أمام الله، أننا لا ننتمى إلى أى حزب»، مضيفة: «الهدف من الإضراب، ليس تعطيل التعليم، لكن المطالبة بتنفيذ حقوقنا المشروعة، والمتمثلة فى تحقيق الأمن للطلاب والمدرسين قبل بدء العام الدراسى، وتوفير وسائل مواصلات للمدرسين» وأكد المدرسون فى بيانهم أنهم سوف يعدون مذكرة رسمية لإرسالها لمحافظ شمال سيناء، ووكيل وزارة التعليم، ومديرى الإدارات، لتحميلهم المسئولية عن حدوث أى مكروه لأى معلم، مشيرين إلى أنهم سيلجأون مباشرة إلى النيابة العامة والمحامى العام ورفع دعاوى قضائية ضدهم بتهمة الإهمال المتعمد فى أرواح المدرسين وإجبار المعلمين على الذهاب إلى مناطق يحاصرها الإرهاب.