"أب يخطف ابنته الرضيعة انتقاما من أمها"، عنوان يتكرر على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية مرارا وتكرار، يحمل قصة وجع جديدة وتحطيم لمشاعر أم تزوجت وأنجبت ولم يحالفها الحظ والنصيب لتقابل الرجل الحقيقي الذي تكمل معه حياتها فقررت الانفصال، فيقرر الزوج الانتقام بخطف طفلته" لحرمان زوجته السابقة من ابنتها! "رضوى" التي انفصلت عن "الأستاذ الجامعي بالإسكندرية" بعد زواج لم يستمر كثيرا بسبب سوء طباعه، ولكنه أسفر عن طفلة في غاية الجمال، لم يتعد عمرها العام ونصف، حتى قام الأب "المجرم" بخطف ابنته من أمها انتقاما منها بسبب تمسكها بالطلاق! ويترك أم بقلب خاو لا يرى النوم، تجول الشوارع والميادين والطرق والمحافظات بحثا عن طفلتها، يتركها لترى ابنتها في كل طفلة تراها ليزيد حزنها يوما بعد يوم، لتعيش ميتة وهي على قيد الحياة، أي وجع هذا! كيف يستطيع أحد أن يخطف طفلته الرضيعة التي لا يربطها بالحياة سوى "صدر وحضن أمها"، أن يخطف منها الأمومة والحب والعطاء والحنان والرحمة! رغبة في الانتصار والانتقام. ما أبشع هذا الذكر! فأي شخص تسول له نفسه بخطف ابنه أو بنته بهدف الانتقام لا يستحق كلمة رجل، لأن تصرفاته المشينة أبعد ما يكون عن الرجولة، ولا يستحق لقب "أب" لأنه لا يعرف عن الأبوة عنوان، فالأبوة هي "الأمان" الذي لا يعلم عنه شيئا ولا يستطيع أن يعطيه ويوفره، فالأبوة هي التضحية هي الإيثار هي العطاء. كيف تستطيع أن تربي طفلتك على الحرمان من أغلى وأعظم إحساس في هذا الكون؟! كيف تحرم طفلة من حقها في الحياة بوجود أمها بجانبها، أين ذهب قلبك وعقلك وضميرك؟! كل رجل تسول له نفسه باستخدام أبناءه في لعبة الانتقام المتكررة في نظري "مجرم"، تجرد من كل مشاعر الإنسانية ليعزز غرائز الانتقام لديه، مجرد من كل مشاعر الحب الحقيقي، هو شخص أناني لا يحب إلا نفسه وفقط هو شخص غير أمين كي يربي "قطة" فما بالنا بالأطفال! في أحد الدول الأجنبية، الحكومة قامت بسحب أطفال من أمهم لمجرد إنها تركتهم يعبرون الشارع بمفردهم، واعتبرت الدولة الأم غير امينة عليهم، لكن في دولة " اللا قانون" التي نعيش فيها، تسمح للآباء بخطف أبنائهم والهروب بهم دون أي سيطرة أو معاقبة لهم، فكل الأمهات اللاتي تعرضن لهذه المآسي لم يستطعن الوصول لأبنائهن بالقانون، فلمتى سنظل هكذا؟ ولمتى سنظل نلجأ للعنف والخطف عندما نختلف أو نبتعد، هذا الرجل الذي قام بخطف ابنته من امها، ألم تتذكر يوما قامت هذه السيدة فيه بخدمتك، ألم تتذكر يوما واحدا سعيدا معها؟ ألم تتذكر إنها نفس السيدة التي أعطتك لقب أب، فهل جزاؤها إنها وافقت على الارتباط بك والإنجاب منك! وكيف تهون ابنتك عليك بأن تقبل أن تكبر دون أمها، أن تيتم بنت من أمها وهي ما زالت على قيد الحياة، أن ترى كل الأطفال في عمرها يرددون كلمة "ماما" وتحرم ابنتك من هذا الحقلكل رجل يفعل ذلك، تذكر أن هذه البنت عندما تكبر وتعرف ما فعلته بها وبأمها ستكرهك، تذكر أنك لن تسلم من دعاء هذه الأم المحرومة من ابنتها كل ليلة وأن كل دمعة من دموعها ستتلوى بلوعتها وأنت على قيد الحياة، فلترحموا بعض ليرحمكم الله.