عندما ماتت أخته الشابة قبل عشرين عاما ، لم تتحمل أمه الصدمة، فقد كانت تحب الابنة بقوة، ومتعلقة بها ولم تستطع استيعاب أن ابنتها رحلت وتركتها، ولن يعتنى بها أحد بعدها، لأن من تبقى لها فى الحياة ابن فقط، وليس الولد كالبنت فى الارتباط بالأم أو فى قضاء شئونها وخدمتها، فأصيبت بمرض نفسى أثر على عقلها، وحملها الابن إلى الأطباء فسمع منهم أن أمه لا يمكن أن تتحسن إلا بمعجزة، وهى عودة الابنة إلى الحياة والتى ستجعل الأمور مختلفة بالنسبة لها. وهنا اتخذ الشاب الصينى بمقاطعة كولين شمال الصين قراراً لا رجعة فيه، وهو تغيير مظهره كلياً والتحول إلى شكل النساء، كى يُوهم أمه بأن ابنتها لا تزال على قيد الحياة وتعيش معها فى البيت، وكان يقوم بدور الابنة وبدوره أيضا كابن، وقد نجحت الفكرة وعادت البسمة إلى وجه الأم وتحسن وضعها الصحى، وهذا ما شجعه على الاستمرار فى هذه اللعبة التى كلفته كثيراً من التضحية، بعد أن كرس حياته لأمه التى يحبها بجنون، وينفق عليها من عمله كعازف على آلة الفلوت، حتى إنه يصحبها معه إلى عمله كل يوم وهو يقود عربته الصغيرة، وهو الآن فى الخمسين وقد مرت عشرون عاماً على هذا الحال، وهو ليس شاذا بل مكتمل الرجولة لكنه وهب حياته لإسعاد امه، ويقول : لا أكترث بمن يسخر منى، لقد قررت أن أحرم نفسى من الزواج والأبوة وتكوين عائلة، خفت أن تزداد حالة أمى سوءاً بسبب تعلقها الشديد بشقيقتى وعدم قدرتها على استيعاب حقيقة موتها. وقد نشر هذا الرجل فيديو يتحدث فيه عن حياته، وكيف أنه اعتاد على الثياب النسائية، كما تظهر الأم فى الفيديو وهى تشير إلى ابنها وتقول بفرح: «إنها ابنتى لا تزال على قيد الحياة». فيما أكد الرجل بأنه لا يهتم لردود فعل الناس السلبية وسخرية البعض منه وأنه يقول لمن يضحك منه: إذا كنت لا تحتمل رؤيتى بهذا المظهر، أشح بوجهك عنى ولا تنظر لى، فانا أفعل كل هذا من أجل أمى ولا أخجل أو أخاف من انتقاد البعض لى.