كان ضباط المباحث بالقاهرة على موعد مع جريمة، وقعت داخل فيلا بمدينة الرحاب في التجمع الخامس، شرق العاصمة، تشير إرهاصاتها إلى أنها إما "قتل" أو "انتحار". بدأ اكتشاف الجريمة، بورود بلاغ عن انبعاث رائحة كريهة من داخل إحدى الفيلات بالرحاب، توجهت على أثره قوات الأمن لمحلِّه، وعقب دخولها عثرت على أسرة مكونة من 5 أفراد غرقى في دمائهم مصابين بطلقات نارية، والسلاح في يد الأب، وبجوارهم 11 "فارغ". تفاصيل الواقعة التى جاءت، طبقا لما ورد فى محضر التحريات وتحقيقات النيابة وأقوال عدد من زملاء الضحايا والجيران كالتالي: - رائحة كريهة في إحدي الفيلات: كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساء أمس، تلقى حينها رئيس مباحث القاهرة الجديدة، بلاغا من الأهالى بانبعاث رائحة كريهة من داخل إحدى الفيلات، انتقل على أثره، بصحبة مأمور القسم ونائبه واثنين من معاوني المباحث، إلى مكان البلاغ. وبفتح باب الفيلا، المكونة من طابقين، وبمجرد الدخول، تبين انتشار الرائحة الكريهة في المكان، وبإجراء المعاينة لها تبين وجود أسرة من 5 أفراد مقتولة داخلها. - جثث مترامية: عثرت القوات على الجثث فى أماكن متعدة بالفيلا، عند صالتها وباب المطبخ وعلى كنبة، وبالفحص والتحري تبين أن الجثث لكل من "عماد. س" 56 سنة مقاول، وزوجته "وفاء.ف" 43 سنة، وأبنائهما الثلاثة :"محمد، وعبد الرحمن، ونورهان"، فى حالة تعفن. أخطر رئيس المباحث، اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة، والذي انتقل على الفور بصحبة اللواء عبد العزيز سليم مدير المباحث الجنائية، والعميد نبيل سليم رئيس المباحث الجنائية لقطاع القاهرة الجديدة، إلى مكان البلاغ، حيث تم فحص مداخل ومخارج مسرح الجريمة، وتبين سلامتها، وكذلك عدم وجود أي كاميرات بداخلها ترصد تفاصيل الواقعة. - مسرح الجريمة: عقب انتهاء الفحص، أَخطر اللواء خالد عبد العال، مدير أمن القاهرة، المستشار أحمد حنفي، المحامى العام الأول لنيابات القاهرة الجديدة، وانتقل فريق من النيابة برئاسة المستشار محمد سلامة، إلى مسرح الجريمة، بصحبة خبراء من مصلحة الأدلة الجنائية. حرَّزت فريق النيابة السلاح الناري "طبنجة كانت في يد الأب"، وتم رفع البصمات في محيط مسرح الجريمة بالكامل، وفحص عدد من الكاميرات القريبة من مكان البلاغ، لبيان عما إذا كان مجهولين دخلوا الفيلا فى وقت معاصر للجريمة من عدمه. ناظرت النيابة جثث المتوفين، التي عثر عليها "الأم وابنتها على كنبة في صالة الفيلا"، "الابن الأكبر في غرفة نومه"، و"الأصغر على باب المطبخ"، و"الأب جثة في الصالة بجوار زوجته وابنتهما. قررت النيابة عرض الجثث على الطب الشرعي، لتشريحها وبيان أسباب الوفاة، وحرزت 11 فارغ، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة. - الحزن فى جامعة المستقبل: انتقل مشهد الحزن من الجيران ورواد المنطقة إلى جامعة المستقبل حيث يدرس فيها كل من "عماد ونورهان"، فقد نعى طلاب جامعة المستقبل زميلهما، الطالبين بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية الفرقة الثالثة. ونشر اتحاد الطلاب- عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، نعيا بصورتيهما، مذيلتان بالتعليق: "يتقدم اتحاد طلاب جامعة المستقبل بخالص تعازيه لطلاب الجامعة في وفاة المغفور لهما، بإذن الله، محمد عماد وشقيقته نورهان، الطالبين بالفرقة الثالثة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وأسرتهم بالكامل والذين وجدوا مقتولين في فيلا بمدينة الرحاب". وتفاعل عدد كبير من طلاب الجامعة، مع المنشور، ودعوا لهما بالرحمة، وطالبوا بانتظار نتائج التحقيقات للتأكد من أسباب وفاتهما، ومعرفة ملابسات الواقعة، وعدم استباق الأحداث والحديث في تحليلات لا طائل منها. - قتل أم انتحار: الغموض يحيط بالجريمة.. فمسرحها يؤكد أنه لا يوجد أحد دخل إلى الفيلا.. والطبنجة كانت في يد الأب، والتحريات تشير إلى أن الجريمة هي عبارة عن :"أن الأب قتل أبناءه وزوجته، لمروره بضائقة مالية، وهروبه من الديون المتراكمة عليه، فقرر التخلص منهم وقتلهم، ثم أطلق على نفسه الرصاص". لكن جهات التحقيقات تنتظر تقرير الصفة التشريحية، لكشف ملابسات الواقعة، وأن الطلقات التى عثر عليها في أجساد الضحايا هى من نفس السلاح الذي عثر عليه فى يد الأب. - 3 أشهر دون سداد الإيجار: انتقلت الوطن إلى مسرح الجريمة.. بوابة رقم 6 في مدينة الرحاب، بجوار مجمع كافيهات شهير في المنطقة، الجيران أكدوا أن أفراد الأسرة يقيمون منذ قرابة عام ونصف، وليس لهم أى خلافات أو خصومة مع أحد. وأكد الجيران أيضا، ل"الوطن"، أنهم لم يسمعوا أي صوت لإطلاق الرصاص، وعندما اشتمُّوا رائحة كريهة، أبلغوا الشرطة لكشف ملابسات الواقعة. أما مالك الفيلا: "أكد أن المقاول لم يدفع قيمة الإيجار منذ 3 أشهر، لمروره بضائقة مالية، وتعرضه لخسائر كثيرة في مجال عمله". -هارب من الديون: طبقا لما ورد فى تحريات الأجهزة الأمنية وأقوال عدد من أفراد عائلة الضحايا، فإن المجنى عليه هرب من محل إقامته في مدينة نصر، بسبب الديون المتراكمة عليه، وانتقل إلى القاهرة الجديدة، واستأجر الفيلا بقيمة شهرية تتراوح بين "20 إلى 50 ألف جنيه"، ووفقا للتحريات، فإن الأب هو الذى ارتكب الواقعة، وانتحر عقب ذلك بسبب الديون.