فى مطار القاهرة الدولى استقبله محبوه وبعض أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المصرى الذى ترأسه لمدة تزيد على 10 سنوات، وقضى فيه أجمل سنوات عمره، بعد أن حقق له إنجازات غير مسبوقة، غاب الكابتن سمير زاهر عن الأضواء لمدة عام كامل إثر سفره لاستكمال رحلة العلاج فى الخارج، انشغل عنه الجميع بسبب الاضطرابات السياسية التى تعانيها مصر، والتى أثرت بدورها على كرة القدم، بشكل مفاجئ ظهر الرجل من جديد شاحب الوجه نحيل الجسد؛ فقد نال منه المرض وفعل به ما فعل، ومع ذلك لم تغِب ابتسامة الرجل المعهودة عنه معلناً عن تحديه للمرض الذى أبعده عن مصر فى الفترة الماضية. سمير زاهر هو الرئيس الأكثر تتويجاً بالألقاب طوال تاريخ الاتحاد المصرى لكرة القدم، منذ تأسيسه عام 1921، فلم يحقق أى رئيس اتحاد أفريقى أو عربى الإنجازات التى حققها الرجل السبعينى؛ حيث فاز بأربع بطولات للأمم الأفريقية، بداية من مهمة 98 «المستحيلة» فى بوركينا فاسو، وانتهاء بثلاثية «الألفية» مع حسن شحاتة (2006 و2008 و2010)، وهو رئيس للاتحاد المصرى لكرة القدم، ليحقق إنجازا غير مسبوق فى حصوله على البطولات القارية على مستوى أفريقيا وآسيا وربما أوروبا. تعرض «زاهر» لاتهامات كثيرة إبان توليه منصب رئيس الاتحاد من قِبل بعض الرياضيين والنقاد، لكن بعد أن حقق أكثر الإنجازات الكروية المصرية، ونسبوا له الفضل فى ذلك واعترفوا بأنه قائد نهضة الكرة المصرية الحديثة، أعاد «زاهر» لقب كأس الأمم الأفريقية لمصر بعد غياب 12 عاماً متتالية، وأدخل التسويق الرياضى فى مصر لأول مرة، ثم وضع سعراً للدورى المصرى بدأ ب3 ملايين جنيه ووصل الآن إلى أكثر من 100 مليون جنيه فى الموسم الواحد. ولم تعرف الكرة المصرية قيمة «زاهر»، المولود بدمياط فى 30/8/1943، إلا بعد استقالته من منصبه، فى ظل حالة التخبط التى تمر بها فى الوقت الحالى؛ فالرجل هو الذى أصر على استئناف النشاط الكروى عقب ثورة 25 يناير 2011 ونجح بالفعل فى إعادة المسابقة بحضور الجماهير وشهدت الكرة المصرية فى عهده آخر مباراة قمة بحضور أكثر من 90 ألف متفرج، ولم تنقل مباراة واحدة للمنتخب المصرى خارج أرضه، رغم وقوع مذبحة بورسعيد الدامية. حصل «زاهر» على بكالوريوس العلوم العسكرية فى مقتبل عمره ثم لعب فى نادى دمياط حتى عام 1964، ثم النادى الأهلى ومنتخب مصر، ليصبح عضوا فى مجلس إدارة نادى هليوبوليس الرياضى من عام 1990، ثم عضوا باتحاد كرة القدم المصرى ونائبا له من عام 1994م حتى 1996، قبل أن يصبح رئيسا لاتحاد الكرة ليسطر مجدا كرويا يصعب تحقيقه من جديد.