ينتقل مشجعو "صلاح" خلفه من فريقٍ إلى آخر، يخلعون قميص تشيلسي ليرتدوا قميص فيورينتينا الذي يلقونه في المهملات بعد انتقاله لروما، بينما يصل قطار النجم المصري لمحطة "ليفربول" الإنجليزي وتألقه الباهر فيه، فيلقي معظم المصريين ًقميص روما مرتدين "فانلة" فريق "الميرسيسايد" الأحمر، غير أن ذلك الشاب العشريني آثر الوقوف في وجه الجميع مستمرا في تشجيع "روما" وفيًا له رغم حبه لمحمد صلاح. حسن صلاح، البالغ من العمر 20 ربيعًا، يشجع فريق ذئاب العاصمة الإيطالية حتى قبل أن يخطو "صلاح" خطواته الأولى داخل أوروبا، رغم أن تاريخ الفريق وقوته لا يغريا شابًا في مثل عمره أن ينتمي له. يقول حسن صلاح: "تشجيع روما بالذات صعب شوية عن تشجيع باقي الفرق لأن تاريخه مش بالكبر اللي يخلي حد ينجذب له، آخر دوري لينا كان من حوالي 17 سنة وآخر نهائي أوروبي خضناه قرب يوصل ل30سنة". أسباب أخرى دفعت الشاب العشريني للتشبث بفريقه الإيطالي، حيث لا ينسى فرانشسكو توتي أو حالة الشغف الكبيرة التي يبدو عليها جمهور روما، دائمًا، داخل ملعب الأوليمبكو بغض النظر عن نتائج الفريق أو مركزه. بانتقال "صلاح" لروما أكمل "حسن" القطعة الناقصة التي كان يبحث عنها، حيث يتابع اللاعب المصري منذ بداية مسيرته، ويسعد بكل نجاح يحققه في أوروبا، ويوضح: "لما دخل النادي حسيت إن كأن قطعتين (buzzle) اجتمعوا مع بعض عشان يفرحوني، كأن ابنك اللي شوفته بيكبر قدامك وراح لعب في النادي اللي إنت بتحبه". العامان السابقان، كان لهما وقع مختلف لدى الشاب العشريني، ليس فقط لتألق "صلاح" مع النادي الإيطالي أو مساهمته في انتصاراته.. "لما كنت باروح القهوة كنت باطلب إنهم يشغلوا ماتش روما، كانوا بيعاملوني زي الباشا ويشجعوا معايا فريقي، وطبعا ده مكانش بيحصل قبل ماييجي صلاح لأن مش كتير كانوا بيشجعوا روما". انتقال صلاح من "روما" إلى "ليفربول"، لم يثن الشاب العشريني عن تشجيع فريقه المفضل في مباراة الفريقين في نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي "زي ما أنا مستحيل أكره صلاح مستحيل أتكلم عنه بسوء فأنا لا يمكن بكل حال من الأحوال أشجع نادي ضد فريقي المفضل لمجرد لاعب، حتى لو كان اللاعب دا هو صلاح"، رافضًا ربط تشجيع صلاح من عدمه بالوطنية من قريب أو بعيد، فالأمر برمته يتعلق بالمشاعر التي تربط المشجع بفريقه. "أسوء مشاعر ممكن مشجع كورة القدم يحسها في الكون لما لاعب مرتبط بيه يسجل في فريقه".. هكذا تحدث "حسن" عن لحظات سجل فيها "صلاح" هدفين في فريقه المفضل، غير أن اهتزاز شباك "روما" لم يألمه بقدر ما استوقفه موقف "الملك المصري" الذي لم يحتفل عند تسجيل الهدفين، "إتأثرت جدا لما لقيته بيبص لجمهور روما ويرفع إيده وبعدين يضمهم كأنه بيطلب السماح منهم". تمنى الشاب العشريني عدم تكرار تسجيل "صلاح"، مرة أخرى، في مباراة العودة، حتى لا تنتابه نفس المشاعر التي جعلته يشعر بالحزن على فريقه، وفي نفس الوقت ليس غاضبًا من تسجيل شقيقه في الوطن داخل الشباك التي يعشقها.