القصبي: «مستقبل وطن» نما نموًا طبيعيًا نتيجة مجهود متواصل على مدار السنوات الماضية    رئيس جامعة الأزهر يفتتح معرض الكتاب خدمة للطلاب والباحثين بتخفيضات كبيرة    استقرار الأسهم الأمريكية بالقرب من مستوياتها القياسية في التعاملات الصباحية    1.2 مليون راكب سنويا.. وزير الطيران يكشف طفرة مطار سفنكس الدولي بمعايير عالمية    أستاذ علاقات دولية: مصر أصبحت محط أنظار المستثمرين بالعالم خاصة أوروبا    القاهرة الإخبارية تكشف تفاصيل جدول زيارة الرئيس السيسي خلال القمة المصرية الأوروبية    النائب محمد عبد الله زين: أين الحد الأدنى للأجور؟.. وعضو المجلس القومي: لا تحملوا القطاع الخاص فوق طاقته    متحدث الخارجية الفرنسية: باريس تؤكد دعم اتفاق شرم الشيخ وتشيد بدور مصر في الوساطة    الضفة.. إصابة فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في الخليل    أردوغان يصل إلى الدوحة ثاني محطات جولته الخليجية    افتتاح المدرسة العربية المتقدمة في الفيزياء الفلكية بمرصد القطامية    تعشق السيارات ومثلها الأعلى مارجريت تاتشر.. 31 معلومة عن ساناي تاكايتشي أول امرأة تتولي رئاسة الحكومة في اليابان    كارفاخال ينتقد إقامة مباراة برشلونة وفياريال في ميامي: تلاعب يناقض العدالة الرياضية    محمد صبحي: مجلس الإسماعيلي خيب آمالنا ووزارة الرياضة أنقذت الموقف    كورتوا: قرار إقامة مباراة برشلونة وفياريال في أمريكا ليس عادلا    مصرع شخصين إثر سقوطهما أسفل عجلات القطار بالشرقية    مصرع سيدة على يد طليقها امام مدرسة بالسادات وأمن المنوفية يكثف جهوده لضبط المتهم    الآثار: مقبرة الملك توت عنخ آمون آمنة وفي حالة ممتازة من الحفظ    كريم عبد العزيز خارج سباق رمضان 2026    زاهي حواس: المفروض نعمل لوحة لفاروق حسني في المتحف المصري الكبير تكريما له    محمد رمضان يطلق الإعلان الرسمي لفيلمه الجديد "أسد".. فيديو    "ويبقى الأمل".. وثائقي عن غزة يحصد إعجاب جمهور مهرجان الجونة في عرضه الخاص    هل يجوز للمرأة تهذيب حواجبها إذا سبب شكلها حرجا نفسيا؟ أمين الفتوى يجيب    وزير الصحة يبحث ميكنة منظومة تغيير الصمام الأورطي بالقسطرة وتعزيز المبادرات الصحية    تعليم وصحة الفيوم يتابعان التطعيمات اللازمة لطلاب المدارس للوقاية من الأمراض    فيديو.. نصائح للوقاية من حساسية البرد وطريقة التعامل معها    الصين: القيود الأمريكية على التأشيرات لن تعيق علاقاتنا مع دول أمريكا الوسطى    رئيس الوزراء يتابع عددا من ملفات عمل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة    زوج يرمي زوجته من البلكونة في ببورسعيد بسبب صينية بطاطس    "القاصد" يتراس اجتماع لجنة الاحتفال بعيد جامعة المنوفية ال49    «تعازييَّ للشعب الفرنسي».. آخر ما قاله نيكولا ساكوزي قبل دخوله السجن    منافسة شرسة بين ريال مدريد وبرشلونة على ضم نجم منتخب المغرب    «موسم خناقة السلفيين».. دار الإفتاء تشتبك وتغلق باب الجدل: الاحتفال بموالد الأولياء يوافق الشرع    وفاة شابين صدمهما القطار في الشرقية    محمد ثروت ينتهى من بروفة حفله بمهرجان الموسيقى العربية بقيادة علاء عبد السلام    "أهمية الحفاظ على المرافق العامة".. ندوة بمجمع إعلام سوهاج    مثالية للدايت والطاقة، طريقة عمل سلطة الكينوا بالأفوكادو والطماطم المجففة    بعد سرقتها من متحف اللوفر.. تعرف على قلادة الزمرد التاريخية| تفاصيل    وزير المالية: نتطلع إلى وضع رؤية مشتركة لقيادة التحول الاقتصادي نحو تنمية أكثر عدالة وشمولًا واستدامة    طقس السعودية اليوم.. أمطار رعدية ورياح مثيرة للغبار على هذه المناطق    ليست مجرد مشاعر عابرة.. "الإفتاء" توضح موقف الإسلام من محبة أهل البيت    بعد فتح الباب للجمعيات الأهلية.. هؤلاء لن يسمح لهم التقدم لأداء مناسك الحج 2026 (تفاصيل)    «شوف جدول مرحلتك».. جدول امتحانات شهر أكتوبر 2025 لصفوف النقل في محافظة الإسكندرية    الصين تكمل بناء أول مركز بيانات تحت المياه يعمل بطاقة الرياح فى العالم    «بيتشتتوا بسرعة».. 5 أبراج لا تجيد العمل تحت الضغط    غدًا.. بدء عرض فيلم «السادة الأفاضل» بسينما الشعب في 7 محافظات    الجالية المصرية ببروكسل تستقبل الرئيس السيسي بالأعلام والهتافات    التعليم تفتح باب التقدم للإعارة ..تعرف على المواعيد والأوراق المطلوبة    رسالة شكر من حمزة العيلي بعد أدائه دور ضابط في ذكرى انتصارات حرب أكتوبر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-10-2025 في محافظة الأقصر    دار الإفتاء توضح حكم تصدق الزوجة من مال زوجها دون إذنه    851 مليار جنيه إجمالي التمويل الممنوح من الجهات الخاضعة للرقابة المالية خلال 9 أشهر    شون دايش مدربا لنوتنجهام فورست    بالصور.. بدء التسجيل في الجمعية العمومية لنادي الزمالك    الاتحاد المغربي: أسعار اللاعبين المصريين مبالغ فيها.. والزمالك سبب استبعاد معالي من كأس العالم للشباب    أهلي جدة يحقق فوزًا مهمًا على الغرافة في دوري أبطال آسيا    زيلينسكي: نسعى لعقد طويل الأمد مع أمريكا لشراء 25 منظومة باتريوت    شوربة الشوفان بالدجاج والخضار، وجبة مغذية ومناسبة للأيام الباردة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل ساعات من جائزة الكاف.. كيف تحولت بوصلة المصريين إلى "صلاح"
نشر في مصراوي يوم 04 - 01 - 2018

على مقهى شعبي، في حي المطرية بالقاهرة، كان محمود عادل يتابع الكرة مندهشا بين أقدام محمد صلاح، يتحرك جسده مع كل هجمة يبدأها فريق ليفربول الإنجليزي، يتفاعل مع فرصه الضائعة، فيما يهمه إحراز مواطنه مزيدًا من الأهداف، تُعزز رصيده في سباق محموم على لقب هداف الدوري الإنجليزي، وتكون نصيرًا له في سباق أقرب؛ إذ يُعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)، اليوم، الرابع من يناير الجاري، الفائز بجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2017، والتي يُنافس المصري عليها مع زميله في ليفربول السنغالي ساديو ماني، ولاعب بروسيا دورتموند الجابوني بيير إمريك أوباميانج.
قبل إعلان الجائزة بساعات، كان لمصراوي حديثُ مع المُحبين، من رأى في اللاعب المصري اكتمال الحلم، أخرى لا تحب كرة القدم لكن سيرة ومسيرة صلاح أسرت اهتمامها، ناقد رياضي يخبرنا أن حسم الجائزة أمر صعب لكن صلاح - بلغة الأرقام - الأقرب للقب، ورابع اتبع درب اللاعب مع الريدز وفي عالم الكرة الافتراضي "لعبة الفانتازي".
"صلاح الحلم اللي محققتوش"
أمام شاشة التلفاز، الأعين لازالت مُعلقة بمباراة ليفربول وليستر سيتي، "الريدز" مهزوم بهدف مقابل لا شيء، يُحدث عادل زملاء صلاح كأنه يعرفهم، يُردد كلمات الدعاء، بينما حواسه موجهة إلى الشاشة نحو الملعب، تمر الدقائق بخفة تتناسب مع حركة الكرة بين أقدام اللاعبين، يسرد معها صاحب ال25 عامًا حكاياته مع التشجيع الذي تعدى حماس الكرة المُعتاد، فاللاعب المصري بالنسبة لعادل "هو الحلم اللي محققتوش".
يوقف عادل كلماته بغتة، بينما يُطالب صلاح بالتقدم نحو المرمى، يسرح الشاب لثوان قبل أن يُكمل حديثه "من صغري وأنا بلعب في نوادي، لكن مكملتش بسبب ضغوطات أهلي، اللي طالبوني أسيب الكرة وأبقى مهندس عشان أأكل عيش، حسيت وقتها أن الحاجة اللي بحبها وشايف نَفسي فيها مش هقدر أحققها". رأى عادل في صلاح حلمه الذي تلاشى.
صيف العام 1992، بمركز بسيون في محافظة الغربية، ولد محمد صلاح، خاض الطفل تجارب عدة في أندية متواضعة، حتى استقر به الحال في نادي المقاولون العرب وقت كان عمره 14 عامًا.
في لقاء صحفي أجراه مع ناديه الإنجليزي ليفربول، يقول الدولي المصري: "بعدما انتقلت إلى نادي المقاولون العرب، كان علي ركوب 3 أو 4 حافلات، من بسيون إلى القاهرة، كان هذا يستغرق حوالي 4 ساعات ونصف يومياً، ومثلها في طريق العودة. كانت فترة صعبة للغاية، فلم يكن مصيري واضحًا بالنسبة لي، لكنني كنت أقول لنفسي: (أريد أن أكون مميزًا).
لقد بدأت من الصفر، طفل في الرابعة عشر من عمره لديه حلم. لم أكن أعلم أن هذا سيحدث، ولكني كنت أرغب بشدة في حدوثه".
ما مر به صلاح من صعوبات، أكثر ما يُعلق قلب عادل باللاعب الدولي، والذي يعتبره الشاب "أيقونة أمل".
وقتها كان عمر صلاح 17 عامًا. صُعد إلى الفريق الأول بنادي المقاولون العرب. انضم إلى المنتخب الوطني في ال19 من عمره، شارك في أولمبياد 2012، تألق وأحرز ثلاثة أهداف. قبل أن يوقع إلى نادي بازل السويسري في نفس العام. منه بدأ انطلاقة الاحتراف في أوروبا.
"لم أكن أعلم شيء عن سويسرا. لم أستطع فهم اللغة الإنجليزية أو الألمانية. انتقلت إلى هناك وعشت بمفردي. عقب انتهاء التدريب يكون أمامي 15 ساعة من ضمنهم 10 ساعات للنوم حتى موعد التدريب المقبل، لهذا كنت أتجول سيرًا في الشوارع لساعات قبل أن أعود مجددًا إلى الفندق"، يضيف صلاح في لقائه الصحفي.
يستكمل اللاعب المصري كلماته عن بداية مشواره: "طيلة الوقت كنت أفكر في كيفية التطور، ومحاولة أن أكون مختلفًا عن باقي اللاعبين المصريين. بدأت تعلم الإنجليزية، سارت الأمور على ما يرام في البداية، قبل أن أضطر لعدم إكمال الدورات التدريبية بسبب عدم امتلاكي الوقت الكافي لإنهائها عقب التدريب".
تخطى صلاح كل العقبات التي واجهته، تألق مع النادي السويسري، أصبح نجمه وهدافه الأول، لفت الأنظار وأصبح اسمه مكتوب في قوائم وكلاء اللاعبين في أوروبا. يقول النجم المصري عن تلك التجربة: "بازل كان بمثابة خطوة كبيرة في مسيرتي. بدون بازل لم أكن لأصبح اللاعب الذي أنا عليه الآن بنسبة مئة بالمئة".
هذا على أرض الملعب في أوروبا. لكن على شاشة المقهى في القاهرة، كان ليفربول يُهاجم بشراسة، صلاح يركض بالكرة أمام مرمى ليستر سيتي، يُسدد، يُسجل هدف التعادل، يصرخ عادل فرحًا، دقائق ويهدأ قبل أن يُكمل حديثه: "إحنا المصريين دايما حاسين أن في فروق كبيرة بينا وبين الأجانب، مستحيل نوصلهم، لكن صلاح أقنعنا أننا نقدر نكون زيهم، كمان نقدر نتفوق عليهم.. نجاح صلاح مش نجاح لنفسه ولا حتى لمصر بس، ده نجاح للفكرة، أنك تقدر تنجح لو وظفت إمكانياتك في الطريق الصح"، قبل أن يقطع حديث الشاب كرة خطرة على مرمى ليفربول.
حلّ العام 2014، أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي ضم صلاح من بازل، وقتها كان اللاعب في ال21 من عمره، لعب المصري 19 مباراة فقط في لندن، لم يظهر كما انتظره محبيه وكما يتمنى هو لنفسه، قبل أن يُعار في فبراير 2015 إلى نادي فيورنتينا الإيطالي.
وجد البعض في تلك الخطوة عودة إلى الخلف، لكن بالنسبة لصلاح اختلف الأمر تمامًا. يقول المصري الدولي الذي يلعب بدوري إنجلترا: "لا أتحدث عن القرارات السيئة أو الجيدة، أنا أتحدث هنا عن إيماني بقدراتي. كنت أفكر في أنني ذاهب إلى فيورنتينا لأظهر للجميع قدراتي. كنت أفكر في أنني سألعب وأريهم ما يمكنني فعله".
على أرض الملعب، كان التعادل بين ليستر سيتي وليفربول سيد الموقف، الكرة تتنقل بين أرجل اللاعبين في وسط الملعب، يُتابع رواد المقهى سير الأحداث في حماس، يقول عادل إن فوز صلاح بجائزة أفضل لاعب إفريقي هو تتويجًا لما قدمه من أمل يُحتذى به، يعاود الشاب تشجيع مواطنه قبل أن يُكمل: "من يوم ما بدأ يلعب مع منتخب مصر، رهنت عليه زمايلي، لدرجة أننا اتخانقنا. ولما مشي من تشيلسي أصحابي قالولي مش قولنالك أنه لا يمكن يلعب في نادي كبير، لكن فضلت ثابت على موقفي، لحد ما تألق وراح ليفربول، لا كمان قدر في الفترة دي ييجيب في تشيلسي 4 أجوان"، قبل أن توقف كلمات عادل هجمة خطرة يقودها صلاح.
بعد 6 أشهر من اللعب في فيورنتينا، انتقل صلاح إلى روما في نفس البلد، بعد أن أعاد إلى موهبته الأنظار. قضى بفريق العاصمة الإيطالية، عامين بالتمام، فاز بجائزة اللاعب الأفضل في العام الأول، وأحرز 19 هدفًا وصنع 15 آخرين في الموسم الثاني، وهو ما أضاء نجم ابن محافظة الغربية، الذي نجح "في تغيير كيفية نظر الجميع لي خلال الفترة التي قضيتها مع فيورنتينا وروما" يضيف صلاح.
يُحرز صلاح الهدف الثاني في شباك ليستر سيتي، الآن ليفربول مُتقدم على منافسه، اللقاء يقترب من النهاية، يقول عادل من المقهى إن "محمد صلاح ربنا كرمه عشان ابن حلال، لما أبوه أتسرق، طلب منه ميسجنش اللي سرقه، وساعده وشافله شغل.. دي مواقف ميعملهاش غير واحد ابن بلد"، وفيما يُكمل عباس حديثه المُشجع لمواقف مواطنه ال"جديرة بالتأمل"، يمسك حكم اللقاء الصافرة في انتظار أن يُطلق النهاية.
كان يوليو العام 2017، نقطة تحول في مسيرة اللاعب، أعلن نادي ليفربول حصوله على خدمات صلاح، ليرتدي المصري قميصًا يحمل رقم 11، يبحث به الشاب عن كتابة صفحة جديدة من الإنجازات بحروف من الأمل.
أطلق الحكم صافرة النهاية، أُعلن فوز ليفربول على منافسه ليستر سيتي، يَهم عادل إلى مغادرة المقهى، فيما يُطلق كلماته الأخيرة "أنا بظبط جدول الشغل على مواعيد ماتشات صلاح.. ويوم الجايزة هكون على القهوة عشان أحتفل بالفوز إن شاء الله".
"حتى اللي ملهمش فيها"
لا تعرف لارا الشاذلي ما يدور في عالم "الساحرة المستديرة"، لا تفقه ما يعنيه "الأوفسايد" أو حتى كم يبلغ عُمر المباراة، فقط تعلم أن الكُرة حينما تستقر في الشباك فذاك يعني هدفًا، لكن شيئًا سحريًا جذبها حينما فتحت عن طريق الصدفة مقطع فيديو يعرض هدفًا لصلاح، فأكملت الفتاة المشاهدة للنهاية.
"الريدز" مُتقدم بستة أهداف على سبارتاك موسكو، في دوري الأبطال الأوروبي، صلاح يُقاتل حتى الرمق الأخير، كي لا يخرج من اللقاء خالي الوفاض، المباراة شارفت على الانتهاء، أمام صلاح خمس دقائق فقط، بنفس العدد تمركز المُدافعين أمام المرمى، صلاح يتسلّم الكرة، يراوغ ثلاثة منهم، يصوّب بقدمه اليمنى، فتخترق الشِباك ومعها تتسع حدقة أعين الشاذلي من فرط الدهشة "حسيت إنه شبههم، زي اللاعيبة الحريفة اللي بنشوفها في ماتشات بلاد برة".
لم تكن الفتاة العشرينية على دراية بحيثيات المباراة؛ أمام من يلعب صلاح، في أي بطولة يُنافس، لا تدري حتى ما اسم الفريق الذي يلعب النجم المصري لصالحه "أعرف إنه في الدوري الإنجليزي بس"، لكنها لم تأبه لذلك في لحظة مشاهدة الهدف "يكفي إنه خلى اللي ملهومش في الكورة يتفرج على الجون بتاعه ويتبسط كمان".
سيرة صلاح تُردد أمام الشاذلي، على صفحات التواصل الاجتماعي، وفي أحاديث الأصدقاء، لكن أول مرة اهتمّت للحديث عنه كان مع والدها، عقب تأهل المنتخب المصري لكأس العالم "بابا كان مبسوط وعمال يدعيله عشان صعدنا بمهارته".
للشاذلي رأي في كرة القدم من زمن "بشوف إنها بتاخد الناس لمساحات أكبر من اللي تستحقها"، وعلى هذا القياس فإن صلاح بالنسبة لها نقطة مضيئة، كيف شّق اللاعب طريقه إلى العالمية بهذه الخفة والانضباط "مش لازم نكون عاوزين نبقى صلاح الكورة، لكن فكرة أن نموذج زي صلاح يتعمم في كل حاجة حوالينا ده نجاح كبير، عشان كده بتمنى ياخد الجايزة ويفرح ويفرحنا".
ما يحظى به صلاح من جماهيرية عريضة داخل مصر، لم يحظ بها أي لاعب قبله، وهو ما يُرجعه الناقد الرياضي حسن المستكاوي في حديثه لمصراوي إلى كونه أفضل لاعب مصري محترف في أوروبا منذ 200 عامًا.
فقبل 35 عامًا، فاز محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، ولاعب الأهلي السابق، بجائزة أفضل لاعب إفريقي، تحت رعاية مجلة فرانس فوتبول، ومنذ ذلك الحين لم يفز أي مصري بالجائزة.
وتُنظم الجائزة في الوقت الحالي برعاية الكاف، الذي فتح التصويت الجماهيري لأول مرة هذا العام، مانحًا إياه نسبة 5% فقط من أجمالي نقاط الفوز، وتكون النسبة الباقية للمدربين الفنيين وقائدي المنتخبات الإفريقية، بجانب لجنة فنية وبعض لجان الكاف وخبراء الإعلام والصحفيين.
حيث شارك في الاستفتاء الذي أُغلق بابه قبل أيام قليلة، نحو 173 ألف شخص، وتفوق فيه صلاح على منافسيه بفارق شاسع بعدما حصد نسبة (98.2%) من الأصوات، فيما تقاسم المرشحان أوباميانج وماني نسبة ال(1.8%) الباقية، حيث جاء الجابوني في المركز الثاني بنسبة (1.2%)، والسنغالي ثالثًا بنسبة (0.6%) من إجمالي الأصوات.
النقاد.. صلاح الأقرب للجائزة
يقول حسن المستكاوي، الناقد الرياضي، إن حظوظ الثلاثة لاعبين في الفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي متساوية.
لكن بعين المُحلل، يُرجح المستكاوي فوز محمد صلاح بها.
يعود المستكاوي في ذلك، إلى تصنيف الاتحاد الأوروبي 2017، الذي رتب الدوري الألماني في المركز التاسع، في حين أعتلى الدوري الإنجليزي المقدمة، وهو ما يُرجح كافة محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي على حساب أوباميانج، لاعب نادي بروسيا دورتموند.
أما بخصوص السنغالي ساديو ماني، الذي يلعب لنفس فريق صلاح، فتزيد حظوظ الأخير عن الأول، بوصول منتخب مصر إلى نهائي كأس الأمم الإفريقية أمام الكاميرون العام الماضي، حسبما يرى المستكاوي.
صلاح نجم الفانتازي
ظهوره الأول كان خاطفًا؛ صلاح يُسجل هدفًا في أول مباراة له بقميص ليفربول في مباراته الودية مع فريق ويجان، تكوّن يقين بنفس أحمد السيد، أن نجم صلاح سيلمع هذا الموسم،لم يتردد بالرهان عليه في العالم الافتراضي لكرة القدم، فكان لاعبًا أساسيًا في صفوف فريقه بلعبة "الفانتازي".
"الفانتازي"، هي اللعبة الأشهر بين مُحبي كرة القدم، وعبارة عن دوري موازي للدوري الإنجليزي الممتاز، يستطيع كل مشارك فيها اختيار 15 لاعبًا من فرق الدوري، بتكلفة 100 مليون دولار، وتعتمد على إحراز النِقاط، فلكل لاعب حساباته، فالهدف يُحسب بأربع نِقاط، وصناعة اللعب بثلاث.
طالما كان السيد، مدرس الرياضات، شغوفًا ب"الريدز"، هو فريقه في الدوري الإنجليزي للدرجة التي تجعله يؤجل موعدًا للعمل حتى يشاهد المباراة "ليفربول فريق ممتع، وحتى صلاح كل أهدافه مختلفة عن بعض، بتبقى بتتفرج وعارف أنه هيفاجئك بجون حلو".
حياة السيد "الكروية" تنقسم إلى عالمين، يبلغ فرحه عنان السماء حينما يتوّج فريق صلاح بالفوز في الملعب، فيما يتضاعف شعوره بالسعادة عندما يُضيف ذلك نقاطًا إضافية في لعبته الأثيرة.
ل"الفانتازي" معايير مختلفة؛ فصلاح الذي جاء من فريق روما الإيطالي بصفقة تبلغ 42 مليون يورو، بلغ ثمنه في اللعبة تسعة ملايين جنيه، اشتراه السيد، جعله أساسيًا في خِطته باللعبة، والقائد في كل مبارياته السهلة، فبات اللاعب تميمة الحظ لعشرات النقاط.
22 جولة مرت من الدوري الإنجليزي، صلاح يحتل وصافة ترتيب هدافي المسابقة، برصيد 17 هدفًا، بفارق هدف واحد عن الإنجليزي هاري كين، مهاجم توتنهام، وداخل اللعبة هو أحد أبرز اللاعبين، برصيد 168 نقطة، فيما يختاره 50 % من المصريين المشاركين باللعبة في التشكيلة الأساسية.
بعدما لمع نجم صلاح، ارتفع سعره داخل "الفانتازي"، أصبح يبلغ 10 ملايين جنيه "ودي زيادة كبيرة في عالم اللعبة"، أما المعايير المهمة التي يحققها صلاح فهو كونه أساسيًا في كل المباريات، وخلال 22 جولة لم يغِب إلا عن مباراة واحدة، وكانت قبل أيام قليلة.
"الفانتازي" عالم مفتوح، يقرب الدوائر من بعضها، لذا لا يغيب ذِكر اللعبة عن مجتمع السيد "الطلبة بييجوا يسألوني نختار مين كابتن في الجولة دي يامستر؟ أغلبهم بيختار صلاح حتى لو في لاعب تاني ممكن يجيب نقط أعلى، وده عشان هما بيحبوه مش عشان اللعب بس، ومتهيألي أنه فوزه بجائزة أفضل لاعب إفريقي، هيزود حظوظه وحظوظنا في اللعبة وفي الحقيقة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.